مشعل الحميدي من الخبر: يكاد لا يستفيق العالم من تداعيات الأزمة المالية العالمية التي أصابت اقتصادياتها حتى يظهر وباء آخر وهو أنفلونزا المكسيك، الذي اجتاح العالم، مخلفاً وراءه المزيد من الموتى. ورغم أن المرض هو صحي، إلا أن تداعياته على الاقتصاد السعودي كبير، بسبب ما سجلته السعودية من إصابات ووفيات ناتجة من هذا المرض، في الوقت الذي تستعد فيه لاستقبال موسمي الحج والعمرة، وخصوصاً موسم العمرة في رمضان، حيث يفضل الكثير أداءها في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، والذي ينتعش فيه اقتصاد مكّة المكرمة والمدينة المنورة.

وقدّر مصدر لـ quot;إيلافquot; بوجود انخفاض في الإقبال على العمرة خلال الموسم الحالي، وصل إلى 63 %، مشيراً إلى أن الفنادق تعاني ضعفاً في التشغيل، وليس كما هو الحال في السنوات الأخيرة، والدليل على ذلك كثرة إعلانات الفنادق خلال الأيام الماضية والعروض التي ترسل عن طريق الجوال، إضافة إلى قيام بعض متعهدي مكاتب الحج والعمرة بسحب مدفوعاتهم بسبب تردد الناس في أداء العمرة هذا العام، خوفاً من أنفلونزا المكسيك.

وأشار إلى أنه في ظل عدم إقبال الناس على العمرة قد تلجأ الفنادق إلى المزيد من تخفيض الأسعار لجلب المعتمرين، في الوقت التي تعاني فيه إلغاء للحجوزات ونسبة إشغال متدنية، منوهاً بأنه في العام السابق وصلت نسبة الحجوزات في مثل هذا الوقت إلى نسبة 100 %.
ونوّه كذلك إلى أنه، وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، quot;كانت لدينا حجوزات مؤكدة لما بين 80 و85 % من الغرف، لكن هذا العام الناس يحجزون بأسمائهم فقط دون دفع مقدماتquot;، مضيفاً أن هذا أمر مهم بالنسبة إلينا، فبعض الحجاج يقولون إن دولهم ستلغي رحلات الحج، وبعض شركات السياحة التي تطمح إلى تحقيق أرباح كبيرة ربما تعطل الحجز على أمل أن تخفض الفنادق أسعارها.

وأضاف أنه وبلا شك إن خفض الحجوزات، سواء للعمرة أو الحج، سيضر بكل من يعتمدون على الحج والعمرة كمواسم تنتعش فيها الحالة الاقتصادية للسعودية بصفة عامة، ولهم بصفة خاصة، إلا أنه ومع إعلان منظمة الصحة العالمية أن مرض أنفلونزا المكسيك قد وصل إلى الدرجة السادسة، أي أنه

أنفلونزا المكسيك والأزمة تضران بحجوزات فنادق مكة

اكثر من 100 مليون دولار ايرادات فنادق مكة خلال رمضانrlm;

أصبح وباء عالمياً فقد بات من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة كافة للوقاية من هذا المرض، ووقف انتشاره، ومن هذه الاحتياطات الابتعاد عن الأماكن المزدحمة، مثل الازدحام في الأراضي المقدسة في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة، والخوف من انتشار المرض بين المعتمرين والحجاج، ولايقتصر الأمر عليهم هم فقط، وإنما يمتد إلى مواطني بلادهم الأصلية عند عودتهم إليها وهم محملون بفيروس هذا المرض، هنا مكمن الخطورة، فإذا تجاوز الوباء كل الحدود بحيث يصعب حينئذ السيطرة عليه.

وكانت قد طالبت شركات في مكة من الجهات المعنية التحرك العاجل للنظر في الأزمة الحالية التي تعيشها الشركات، بعدما هدد الإفلاس 90 % من شركات تشغيل الفنادق وشركات العمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتكوين لجنة لحل القضايا والمشكلات التي أكد عدد من المستثمرين وقوعها بين ملاك الفنادق وبين المستثمرين أنفسهم، كما حملت الشركات الجهات المسؤولة عن إصدار تصاريح وفسح الإسكان في الفنادق مسؤولية إلغاء عدد من البعثات والعقود مع هذه الشركات نتيجة عدم الحصول حتى الآن على التصاريح.

وأكد عدد من المستثمرين أن مجمل الخسائر التي تكبدتها هذه الشركات جراء تحديد الكوته، وعدم تمديد تأشيرات العمرة إلى منتصف رمضان قد تتجاوز المليار ريال ما بين مكة والمدينة، وهي في اتجاه إلى الصعود، إذا لم تتدخل الجهات المعنية، المتمثلة في كل من وزارة الحج والغرفة التجارية والهيئة العليا للسياحة ووزارة الصحة، بشكل عاجل، بعدما تفشى الرعب جراء انتشار وباء أنفلونزا المكسيك.