الجزائر: استبعد وزير الموارد المائية الجزائري السابق، والخبير النفطي، عبد المجيد عطار، أن تتمكن بلاده على المدى المتوسط من تعويض الغاز الروسي الذي يزوّد أوروبا.

وقال عطار، رئيس شركة سوناطراك النفطية سابقاً، في تصريح نشرته صحيفة quot;الشروق اليوميquot; الجزائرية اليوم الأربعاء quot;إن التقارير التي تتحدث عن قدرة الكميات التي تصدرها الجزائر نحو بلدان جنوب أوروبا عن طريق الأنابيب العابرة للمتوسط عن طريق أسبانيا وإيطاليا، هي تقارير مبالغ بها جداً، بالنظر إلى الحقائق الميدانية الخاصة بقدرة الجزائر على تصدير كميات إضافية من الغاز الطبيعي نحو أوروباquot;.

وأوضح أن الكميات الحالية المصدرة من الجزائر نحو أوروبا، والتي تتراوح بين 62 مليار متر مكعب و 65 مليار متر مكعب سنوياً، quot;بإمكانها إحداث نوع من التوازن، ولكن ليس بإمكانها تعويض الكميات المهولة من الغاز الروسي، الذي يزود تقريباً جميع بلدان القارة الأوروبية بالغاز الطبيعيquot;.

ويشير عطار هنا إلى التقرير الاقتصادي الأخير الصادر من مجموعة أكسفورد بزنس البريطانية، الذي تحدث عن إمكانية أن يصبح الغاز الجزائري بديلاً جدياً وواقعياً للغاز الروسي، الذي يزوّد أوروبا.

واعتبر التقرير أن مشاريع الغاز الكبرى التي تنفذها الجزائر منذ سنوات تجعلها quot;تملك كل الأوراق التي تؤهلها للرفع من قدراتها في إنتاج الغاز مع وجود مخزون ضخمquot;.

وتزود روسيا أوروبا بـ40 % من حاجاتها من الغاز، ويمر 80 % من هذه الكميات عبر الأراضي الأوكرانية، فيما تلبي الجزائر حاليا نحو 13 % من حاجة أوروبا الغربية من الطاقة.

واعتبر عطار أن كل الأنظار في الجزائر موجهة حالياً نحو حقل حاسي الرمل العملاق في عمق الصحراء الجزائرية، والذي ينتج نحو 70 % من الغاز الجزائري، وذلك بهدف رفع الصادرات السنوية من الغاز إلى حوالي 80 مليار متر مكعب.

وحذر من الاستمرار في quot;إجهادquot; حقل حاسي رمل، الذي يعد أكبر حقل غازي في الجزائر، وواحد من أكبر الحقول الغازية المستغلة في العالم، مشيراً إلى أن الحكومة الجزائرية مطالبة باستغلال الحقل الذي يعد بمثابة الرئة الغازية والطاقوية للجزائر بصفة quot;عقلانية جداًquot; لأنه quot;يحمل ميزة مهمة جداً، وهي أن الغاز الذي يحتويه هذا الحقل العملاق هو غاز رطب من نوعية مناسبة جداً لإنتاج كميات إضافية هامة من المكثفاتquot;.

وأكد أن quot;الاستمرار في ضخ كميات كبيرة جداً من الغاز الطبيعي سيؤثر سلباً مستقبلاً على إنتاج الجزائر من مادة الكوندونسا (المكثفات) بسبب انخفاض ضغط الحقلquot;، موضحاً أن quot;التعامل بعقلانية مع هذا الحقل الذي يعد من بين أربع أكبر حقول غازية في العالم، سيسمح باستغلاله لمدة 40 عاماً أخرى على الأقل، وعليه يجب أن يتم اعتماد سياسة إنتاجية عقلانية تتناسب مع طاقة الحقلquot;.

وقال quot;من الصعوبة بمكان أن تكتشف الجزائر حقولاً غازية أو نفطية بأهمية حقول حاسي رمل أو حاسي مسعود نفسهاquot;، مشيراً إلى أن quot;الحقول الغازية المهمة موجودة في غرب جنوب البلاد في مناطق أهانيت وتيميمون ورقان، هي حقول يتوقع أن لا تتجاوز طاقتها 10 إلى 12 مليار م3، وبالنظر إلى ارتفاع الطلب الداخلي على الكهرباء والغاز الذي يقدر سنويا بـ8 %، فإن الكميات المصدرة لن تعرف وتيرة نمو بالقوة التي تتوقعها بعض الجهاتquot;.

وتنتج الجزائر سنوياً 152 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.