إيلاف من دمشق: وقّعت سورية وقبرص على 9 اتفاقيات وبرامج تعاون ومذكرات تفاهم، خلال زيارة رئيس جمهورية قبرص ديمتري خريستوفياس إلى دمشق، وذلك في مجالات السياحة والزراعة والبيئة والنقل والاتصالات والثقافة والرياضة.

حيث وقّعتا على اتفاقيتين للخدمات الجوية والضمان الاجتماعي واتفاقيتين حول تنسيق الخدمات في مجال البحث والإنقاذ والتعاون في مجال تقانة الاتصالات والمعلومات والخدمات، إضافة إلى مذكرتي تفاهم في مجال حماية البيئة والمجال الرياضي بين اللجنة الأولمبية السورية واللجنة الأولمبية الوطنية القبرصية.

كما وقّع البلدان برنامجاً تنفيذياً لاتفاق التعاون الثقافي للأعوام 2009 و 2010 و2011، وبرنامجاً تنفيذياً في مجال الزراعة لعامي 2009 و2010، إضافة إلى البروتوكول السابع لتنفيذ اتفاقية التعاون السياحي للأعوام 2009 و2011.

ووقّع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية عن الجانب السوري وزير السياحة الدكتور سعد الله آغة القلعة ووزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور عادل سفر ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ديالا الحاج عارف ووزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا ووزير النقل الدكتور يعرب بدر ووزير الاتصالات والتقانة الدكتور عماد صابوني ووزير الإدارة المحلية الدكتور تامر الحجة ورئيس اللجنة المؤقتة لتسيير أمور الاتحاد الرياضي العام العميد فاروق بوظو.

ووقّع عن الجانب القبرصي نيكوس نيكولايدس وزير الاتصالات والأشغال، وكارالمبوس لوتاس الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية القبرصية.

كل ذلك جاء بعد بحث خريستوفياس رئيس جمهورية قبرص والمهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء السوري اليوم علاقات التعاون بين البلدين الصديقين سورية وقبرص، وآفاق تطويرها وسبل توطيدها في المجالات المختلفة.

وتطرقت المباحثات إلى أوجه التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والإجراءات الملائمة لزيادة حجم التبادل التجاري وتشجيع انسياب السلع والبضائع ذات المنشأ الوطني إلى أسواق البلدين، وأكدت التعاون المشترك في مجال الطاقة والاستفادة من التجربة القبرصية في مجال الطاقة المتجددة وإقامة مشاريع مشتركة في هذا المجال. وتطرق الجانبان إلى أهمية تفعيل دور رجال الأعمال وغرف التجارة السورية القبرصية على صعيد توسيع قاعدة التجارة البينية وإقامة المشاريع الاستثمارية والصناعية.

دعوة رجال الأعمال القبارصة إلى الاستثمار في سوريا
كما دعا نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري أمس خلال لقائه وفد رجال الأعمال القبارصة المرافق لرئيس جمهورية قبرص رجال الأعمال القبارصة للاستثمار في سورية في القطاعات كافة، وأوضح فرص التعاون المتنامية بين البلدين، والسبل الكفيلة بتطويرها لتشمل مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثمارية والبنى التحتية، وكذلك أهمية زيادة حجم التبادل التجاري.

وقدم الدردري عرضاً وافياً للتطورات الاقتصادية والمالية والتنموية التي تشهدها سورية والفرص الاستثمارية فيها. كما بحث الدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة مع الوفد آفاق التعاون المشترك وسبل تطوير العلاقات الاقتصادية وإقامة مشاريع سياحية والعمل على زيادة عدد السياح بين البلدين.

وأعلن آغة القلعة أن سورية تعمل على إقامة شراكة سياحية حقيقية مع قبرص، تهدف إلى جعل البلدين مقصداً سياحياً واحداً قادراً على جذب السياح وتنشيط التبادل السياحى بينهما، موضحاً أن أنظمة الاستثمار فى سورية أصبحت أكثر ملائمة واستجابة لاستقطاب الاستثمارات.

وأكد وزير السياحة وجود مشاريع ومواقع سياحية جاهزة للاستثمار، إضافة إلى توفر المقومات السياحية وتكاملها، مشيراً إلى أن عدد السياح القبرصيين الوافدين إلى سورية في ازدياد.

وعبّر رجال الأعمال القبارصة عن رغبتهم في إقامة مشاريع استثمارية حيوية وتنموية وسياحية لهم في سورية. فأشار كريستودولوس أنغاستينيوتيس رئيس غرفة التجارة والصناعة القبرصية إلى التطور الذي شهدته السياحة في سورية خلال السنوات القليلة الماضية، وتنامي عدد السياح والمشاريع الاستثمارية السياحية، مبدياً إعجابه بالمنتج السياحي السوري المتكامل والمتنوع، والذي يلبي رغبات واحتياجات السياح.

ولفت أنغاستينيوتيس إلى رغبة المستثمرين القبارصة في إقامة مشاريع وتوطين استثمارات سياحية في سورية، تتوافر فيها الجدوى الاقتصادية، مستفيدة من مقومات المنتج السياحي السوري.

كما بحث الدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة مع الوفد فرص التعاون، لافتاً إلى وجود إمكانيات أكبر بكثير لتعزيز العلاقات بين البلدين، وكذلك رفع معدلات التبادل التجاري.

وأشار لطفي إلى توافر فرص استثمارية كثيرة في المجالات الصناعية والسياحية، معتبراً حجم التبادل التجاري بين البلدين غير مرض حالياً، وأن هناك إمكانية كبيرة لزيادته، من خلال تبادل قوائم السلع بين البلدين، والمشاركة في المعارض الدولية والاستثمار في المناطق الحرة السورية معربا عن تفاؤله بتعزيز العلاقات في الفترة القادمة مبينا أن سورية أبوابها مفتوحة لكل الأصدقاء الراغبين في العمل لديها.

كما بحث الدكتور فؤاد عيسى الجوني وزير الصناعة مع الوفد تطوير علاقات التعاون وإقامة استثمارات مشتركة بين البلدين في المجال الصناعي وفي مختلف القطاعات، مشيراً إلى إمكانية إقامة شركات مشتركة ما بين القطاع الخاص القبرصي والسوري، وقال إنه سيكون هناك تسهيلات كبيرة لإقامة استثمارات خاصة للشركات القبرصية في سورية. وتمنى الجوني زيادة الاستثمارات القبرصية في مجال الإنشاءات والطاقات البديلة، وخاصة استخدام الطاقة الشمسية في تسخين الماء.

يذكر أن سورية وقبرص ترتبطان بعدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية وسياحية وتجارية وفي مجال النقل والصناعة والثقافة والاتصالات ومكافحة المخدرات وتنظيم الملاحة التجارية ومنع الازدواج الضريبي وتسهيل العلاقات التجارية وتنظيم التعاون الزراعي والإعلامي وترويج الاستثمارات وتدفقها وتشجيع رجال الأعمال في البلدين للقيام بمشاريع استثمارية مشتركة من خلال مجلس رجال الأعمال السوري القبرصي، الذي يعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة.