تعتزم الشركات الألمانية المنتجة للطاقة المتجددة إيجاد مستثمرين في الخليجلإقامة مشروعات مهمة، خصوصاً أن بلدان الخليج ترغب الآن التنويع في مصادر إنتاج الطاقة لديها.

اعتدال سلامه من برلين: تبحث الشركات الألمانية المنتجة للطاقة المتجددة عن مستثمرين لها في منطقة الخليج العربي ، لذا شهدت المنطقة زيارات كثيرة لوفود عديدة من الصناعيين في هذا المجال، من أجل التشاور حول مدى إمكانية إقامة مشاريع مهمة. وآخر زيارة كانت إلى إمارة أبوظبي، قام بها رجال أعمال من ولاية وستفاليا شمال الراين.

وفي هذ السياق، قال أولريش فادكي، وهو رجل أعمال ألماني، شارك في رحلة العمل هذه لـ quot;إيلافquot; لقد نوقش عدد من المشاريع، من بينها مشروع سوف يرى النور قريباً، وضعت صياغته النهائية، خلال الزيارة، ما يبشر بمستقبل جيد للتعاون بين الولاية وهذه الإمارة الخليجية في مجال إنتاج الطاقة المتجددة، خاصة وأن كل المستلزمات متوافرة هنا، وكذلك القوة العاملة.

ولم يخف رجل الأعمال سراً بأن الشركة المقصودة، وهي شركة Solarworld، ومقرها في بون، تعتزم بناء منشأة لصنع مادة السيليزيوم Silizium برأس مال يصل إلى 500 مليون دولار، وهذه المادة أساسية من أجل صنع الشرائح الزجاجية لإنتاج الطاقة الشمسية.

وكما أوضح، فتصل كلفة إنتاج الكيلوواط من الطاقة في الشرق الأوسط إلى قرابة 0.2 سنت أميركي، بينما تتعدى الكلفة في ألمانيا لأربعة أضعاف، والهدف من مشروع إمارة أبوظبي، هو إنتاج مادة السيليزيوم لترسل إلى ألمانيا من أجل صنع الشرائح الزجاجية، ومن الممكن أن تصدر الشرائح بعد ذلك إلى منطقة الخليج. لكن على المدى البعيد من غير المستبعد أن يتم إنتاج كامل الشرائح الزجاجية في العالم العربي، ومن ضمنها دول الخليج، ما يعني تحضير مجموعات عمل للإشراف المستقبلي على هذا القطاع، الذي أصبح جزءاً مهماً في الصناعات العالمية.

وتتفاوض شركة Solarworld سولار وولد أيضاً مع ثلاث شركات نصف حكومية في دولة قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. ومع مطلع العام المقبل، من المتوقع اتخاذ قرار نهائي يتعلق بالشركة التي أرسي عليها القرار للبدء بإنشاء المصنع نفسه لإنتاج مادة السيليزيوم Silizium فيها.

ويشير رجل الأعمال الألماني إلى أن بلدان الخليج ترغب الآن التنويع في مصادر إنتاج الطاقة لديها، وquot;هذا يمنحنا فرصاً أكبر ويجعل المشروع مرحباً به كثيراً. إذ إن الطاقة المتجددة أقل كلفة بالنسبة إلى المستهلك، وتحافظ على البيئة من التلوثquot;. كما ذكر بأن الإمارات العربية المتحدة، التي تملك 9 % من احتياط النفط، تخطط حتى عام 2016 إلى أن تكون البلد الأول في العالم الخالي من غاز ثاني أكسيد الكربون، كما تسعى إلى أن يصل اعتمادها حتى عام 2020 على الطاقة المتجددة إلى 7 %.

إلا أن شركة Solarworld ليست الشركة الألمانية الوحيدة، التي تبحث عن مكان لها في صحراء الخليج العربي، إذ إن مؤسسة الطاقة المتجددة في يليش، التابعة للمعهد المهني في جامعة آخن ولها علاقة تاريخية مع المملكة العربية السعودية، خاصة على صعيد إنتاج الطاقة المتجددة، تحاول حالياً توسيع هذا التعاون، عبر إنشاء مراكز تصنيع لمعدات إنتاج الطاقة الشمسية، وتراهن حالياً على مد المملكة بالمعدات التقنية المتعلقة بإنتاج الطاقة المتجددة.

كما وإن هذه المؤسسة تبني حالياً مصنعاً لإنتاج الطاقة المتجددة في الجزائر، تصل استطاعته الإنتاجية إلى خمسة ميغاواط، والخطوة التالية لها هي بناء مصنع في الإمارات، لإنتاج الطاقة، قدرته ثلاثة أضعاف قدرة المصنع في الجزائر.

والأمر لا يقتصر على إنتاج الطاقة من الشمس، وما أكثرها في الشرق الأوسط، خاصة في الخليج، بل يتوجه الاهتمام الألماني حالياً إلى المنطقة، من أجل بناء منشأت لإنتاج الطاقة من الرياح. وهذا ما تعتزم القيام به شركة RWE الألمانية. فحسب قول مسؤول فيها هناك مباحثات تجرى مع المؤسسة الوطنية للاستثمار في أبوظبي IPIC لوضع اتفاق تعاون، إذ يمكن للشركة تقديم خبراتها الواسعة في مجال بناء الطاقة من الرياح، فألمانيا أصبحت رائدة في هذا المجال.