يتباين الحديث عن استخدام الطاقة الريحية بأوروبا. على سبيل المثال، تتمتع الطاقة المستخرجة من الرياح بمستقبل جيد بايطاليا في حين يضع الخبراء نقطة استفهام حول تطورها بسويسرا!

برن: تم العام الماضي انتاج ألف ومائة ميجا واط ساعة من الطاقة الريحية بايطاليا ما يعادل ما تنتجه محطة توليد الكهرباء بالطاقة النووية. وبفضل نمو انتاج الطاقة الريحية بنسبة 30 في المئة، منذ ولادتها بايطاليا، وبرغم آثار الأزمة المالية العالمية ثقيلة المعيار، التي واكبت العام الماضي حول العالم، نجحت ايطاليا في انتاج 4850 ميجاواط ساعة من الكهرباء quot;الريحيةquot; لليوم. هكذا، يصل مستوى انتاج الطاقة الريحية بايطاليا الى ذلك المسجل تقريباً بالدانمرك أين يتم توليد خُمس الطاقة الكهربائية من محركات عواميد استمداد الطاقة من الرياح. لكن لا يزال الطريق، أمام دول الاتحاد الأوروبي، لتبني نموذج متكامل وتجاري من الطاقة الريحية، طويلاً مع أن استخدام هذه الطاقة يشهد نمواً لافتاً في السنوات الأخيرة. كما ان الآليات البيروقراطية الأوروبية تحول، للآن، دون أن ينجح الخبراء في رسم خريطة البنى الطاقوية المستقبلية.

وتبقى ايطاليا الدولة الثالثة أوروبياً والسادسة عالمياً من حيث انتاج الطاقة الريحية. في العام الماضي، أنتجت الولايات الأميركية المتحدة ثمانية آلاف ميجاواط ساعة من الطاقة الريحية. بينما تخطط الصين لانتاج 30 الف ميجاواط ساعة من هذه الطاقة، العام، صعوداً الى 100 الف ميجاواط ساعة في عام 2020.

على صعيد سويسرا، فان مستقبل الطاقة المستخرجة من الرياح تحوم حوله علامة استفهام لأنها تفتقر، على عكس ايطاليا، الى الشواطئ المطلة على البحار(حيث تكون سرعة الرياح جيدة). ما يعني أن مستقبل الطاقة الريحية هنا لن يحتل أكثر من 3 في المئة من إجمالي انتاج الطاقة المتجددة، على المدى الطويل أي لغاية عام 2020. في الوقت الحاضر، تستخرج سويسرا الطاقة الكهربائية من الماء كونها غنية بها من جراء وفرة السدود والبحيرات وينابيع المياه المتأتية من الجبال(سلسة جبال الألب). على غرار أوروبا، تتحمس سويسرا للاعتماد كذلك على الطاقة الريحية بيد أن أكلاف انتاجها هنا سيكون أعلى بسبب ضرورة اللجوء الى عدد أكبر من اليد العاملة المؤهلة(ما يفتح الأبواب لفرص عمل جديدة وطازجة للمتخرجين) وتقنيات quot;جبليةquot; شديدة التقدم.