أقدمت الصين على خطوة استثمارية نوعية تستهدف ايطاليا وربما سويسرا لاحقاً. اذ بدأ صندوق سيادي صيني ناشيء، هو quot;سايكquot; (Cic) أي (China Investment Corporation)، استكشاف امكانات الاستثمار طويل الأمد في السوق الايطالية.

برن: تم تأسيس صندوق سايك السيادي في شهر سبتمبر(أيلول) من عام 2007 وهو يدير اليوم تقريباً 200 بليون دولار من احتياطات الصين للعملات الصعبة. في الحقيقة، فان هذا الصندوق، المخيف مالياً، قرر بناء موطيء قدم ايطالي له ذو مستوى تحسده سويسرا عليه! اذ ان العمليات المالية التي ينجزها هذا الصندوق كبيرة جداً وتنظر الى البنى التحتية وقطاع انتاج العربات.

علاوة على ذلك، يبدو أن هذا الصندوق الصيني ينوي التوغل في مؤسسة ألمانية، هي (Kfw)، وناد أوروبي أسسه مصرفين، ايطالي وفرنسي، يجمع تحت سقفه نخبة من المستثمرين المخضرمين ومديري الثروات المالية العامة الضخمة الذين ينظرون الى المدى الطويل ولا يأبهون بالمردود العالي انما المضمون. بين الأعضاء الجدد لهذا النادي فاننا نجد بنك الانماء الصيني (China development Bank) الذي وقع مؤخراً على اتفاقية مع مؤسس هذا النادي، أي مصرف quot;سي دي سيquot; (Cdc) الفرنسي، تهدف الى تمويل مشترك للمشاريع عدا عن تأسيس صندوق لدعم واعادة رسملة الشركات الفرنسية، صغيرة ومتوسطة الحجم.

في الواقع، فان الصنايق السيادية الصينية تدعم تلك الانظمة المالية العالمية، التي تتمايز بنسبة ادخار عالية، كما تلك الصينية واليابانية. في ما يتعلق بأنظمة أخرى، مماثلة لتلك الأميركية التي تنفق من أموال أجيال المستقبل، فان خبراء الأنظمة الآسيوية، على رأسها الصينية، يهربون من اعتناقها لدرجة سميتها العالية. من جانبها، تأمل حكومة برن أن تضع خبرائها حول طاولة حوار واحدة مع مديري الصناديق السيادية الصينية. فالعديد من الشركات السويسرية يبحث عن مخرج آمن لتراكم ديونه. ثمة عامل مشترك يجمع ايطاليا وسويسرا تحت سقف واحد، ما يجعل سويسرا المحطة الثانية للاستثمارات الصينية المقدرة ببلايين الدولارات! اذ ان ايطاليا(على غرار سويسرا) عانت الأزمة المالية أقل من الدول الأوروبية الأخرى. بما أن كبار المستثمرين المؤسساتيين الصينيين زادوا من حصص شراء سندات الخزينة الايطالية فان تكرار هذه المناورة سيقع قريباً على سويسرا، على الأرجح.

يذكر أن صندوق quot;سايكquot; السيادي الصيني استثمر 5 بليون دولار في رأسمال مصرف quot;مورغان ستانليquot; الأميركي، قبل بداية الأزمة المالية. لكن سرعان ما تكبد خسائر ثقيلة المعيار. في مطلق الأحوال، فان خبراء هذا الصندوق الصيني يعملون على تقويم جميع الاستثمارات، خلال قوس زمني يغطي 50 عاماً. بين الاستثمارات المثيرة لشهية الصينيين بايطاليا، نجد شركتا quot;اينيquot; وquot;اينيلquot;. على صعيد سويسرا، فان المصارف الضخمة كما quot;يو بي اسquot; قد تشهد توغلاً صينياً محدوداً داخلها، في بداية الطريق.