منذ 6 اشهر مضت في 2009 واداء مؤشر السوق السعودية لم يتغير بشكل جذري وكبير، واتجه نحو الاستقرار في كثير من الاحيان، ويعزو بعضهم ذلك إلى عوامل اقتصادية ونفسية أثرت بشكل أو بآخر على اداء السوق بشكل عام.

الرياض: منذ انطلاقة السوق الحقيقية في 2004، وزمام الامور والحل والربط بما يتعلق بأداء المؤشر بيد الشركات القيادية الكبرى في المملكة ، على رأسها سابك ثم مصرفي الراجحي وسامبا، إضافة الى الاتصالات السعودية. وما إن يزيد الطلب على هذه الاسهم تحديدًا، نرى اخضرار المؤشر واضحًا بحيث تختلف نسبته بين حين وآخر حسب كمية الطلب وتباين اداء الشركات.

والملاحظ في 2009 ان السوق كان ينقصه الكثير من السيولة، ربما يعود السبب في ذلك الى العامل النفسي للمتداولين المترتب من الاحداث الاقتصادية المتوالية، كبرت ام صغرت، ابتداء من انهيار فبراير 2006 ، وانتهاء بأزمة دبي مرورًا بالحدث الاهم ، الازمة الاقتصادية العالمية ، وبالتالي اصبح التوجه نحو الاستثمار في الاسهم او الاوراق المالية بشكل عام غير مجدٍ وذا مخاطر عالية، فاتجه الكثير نحو الادخار وحفظ الاموال .

ولم يتحاوز المؤشر خلال 2009 حاجز الـ 6600 حيث سجل اعلى نقطة له في شهر اكتوبر 2009 عند مستوى 6568 نقطة تقريبًا ، الا انه في المقابل استطاع الارتفاع بنسبة 4 % منذ بداية العام الماضي ، مستعيدًا جزءًا من عافيته بعد الازمة العالمية .واذا نظرنا الى النتائج المالية للشركات القيادية الآنف ذكرها ، نجد انها حققت نتائج قياسية ، ذلك يدل على نجاحها في تجاوز الازمة والعودة الى المسار الطبيعي وربما تجاوزه .

شركة سابك

اعلنت شركة سابك عن تحقيقها 4.5 مليار ريال خلال الربع الرابع فقط ، و 9 مليار خلال الاثني عشر شهرا الماضية ، وبالتالي محققة تصاعد مذهل في وتيرة الربح في بتداء من الربع الرابع 2008 بنسبة كبيرة جدا 1377 % ، وهي اشارة واضحة الى تجاوز الشركة للازمة ، بعد النتائج المقلقة لها في العام الماضي 2008 .وكان اداء السهم خلال 2009 اداء مذهلاً ، حيث استطاع ان يرتفع من ادنى مستوى له 34 ريال في 9/3/2009 الى مستويات اعلى من 85 ريال اي ما نسبته 150 % خلال 9 اشهر فقط ، وهو ما يدل على قدرة السهم على التماسك والعودة مجددًا الى الارتفاع، على الرغم من الظروف التي كانت محيطة .

مصرف الراجحي

في ظل النتائج المتدنية لصافي الربح التي حققتها سابك خلال العام 2008 ، ظهر مصرف الراجحي بنتائجه الاكثر من جيدة حتى في ظل الظروف ، بفعل الادارة المالية الجيدة للمصرف ، في دعم المركز المالي ، وزيادة الاستثمارات بسياسة ائتمانية مرتفعة .وفي 2009 بلغ صافي الربح للربع الرابع 1.470 مليار ريال مرتفعًا بنسبة 3.21 % ، بالاضافة الى صافي ربح خلال السنة 6.7 مليار ريال ، وهو رقم قياسي وكبير مقارنة بالمصارف بشكل عام. وأصبح سهم الراجحي خلا العام اكثر الاسهم تأثيرا على المؤشر بنسبة 40 % تقريبا ، حسب رأي اغلب المحللين وكذلك التقارير والاحصائيات المالية ، بعد ان كان سهم سابك لعدة سنوات مسيطرًا على اداء المؤشر سلبًا وايجابًا. واستطاع السهم خلال شهر اكتوبر تحقيق مستوى جيد عند 78.75 ريال الا انه اتجه للاستقرار خلال الـ 3 اشهر الماضية في بحر السبعينيات ، ويتوقع المحللون ndash; فنيا ndash; ان يحقق السهم ارقامًا جيدة خلال العام 2010 .

مجموعة سامبا المالية

يعتبر مصرف سامبا المسيطر الثالث على السوق ، والثاني على قطاع المصارف الاكثر اهمية من بين قطاعات السوق ، وظهرت نتائحه المالية ايجابية على عكس التوقعات ، بالرغم من توقع البعض ان تأتي النتائج اكثر بكثير مما اعلن ، حيث بلغ صافي الربح خلال الربع الرابع فقط 835 مليون ريال ، و 4.5 مليار ريال صافي ربح السنة ككل .وابرز الاخبار حول هذا السهم خلال 2009 هو بيع كمية 30 مليون سهم لمصلحة معاشات التقاعد ، وبالتالي أثر ايجابا على اداء السهم خلال منتصف السنة. ولم يكن السهم في حالٍ جيدة خلال العام ، حيث يتضح في الرسم البياني له تذبذب كبير ، وانخفاض غير متوقع في منتصف السنة ، بتأثير مباشر ومهم من ازمة الديون للشركات العائلية ، التي تشير الاحصائيات الى ان سامبا اكبر المتضررين منها .

شركة الاتصالات السعودية

تواجه شركة الاتصالات السعودية خلال الايام الحالية منذ عدة اشهر انتقادات كبيرة وواسعة من قبل النقاد والاقتصاديين بلسان العملاء طن بعد سلسلة الشكاوى الكبيرة ضدها ، بسبب خلل في نظام الفوترة ، مما سيؤثر سلبًا في حال عدم خلق حلول لهذه المشاكل مستقبلاً الى تراجع اداء الشركة وحجم مبيعاتها في ظل المنافسة الشرسة مع شركات الاتصالات الاخرى ، موبايلي وزين. وعلى الرغم من هذه الظروف الا ان اداء الشركة بشكل عام من خلال نتائجها المالية فاق التوقعات، حيث حققت الشركة صافي ربح خلال الربع الرابع 2009 حوالى 2.9 مليار ريال بارتفاع 154 % مقارنة بالفترة نفسها من العام 2008. كما حققت الشركة 5.4 مليار ريال كصافي ربح لعام 2009 ، وحسب اعلان الشركة فإن ارتفاع الايرادات يعود الى بيع ما نسبته 30 % من اسهمها في شركة ماكسيس الماليزية. ويرى بعض النقاد ان التوسع في الانتشار دوليًّا لم يتتم دراسته بشكل جيد من قبل الشركة فالاسواق التي حصلت على رخصة تشغيل فيها لم تمتلك حصة سوقية جيدة، اضافة الى الطلب على الخدمات اقل من غيرها .

والملاحظ على اداء الشركات القيادية انها جيمعًا حققت صافي ارباح وتجاوزت مرحلة تحقيق خسائر بسبب تجنيب مخصصات او تأثر بأزمات ، مما يدل على قدرتها الجيدة لمواكبة حجم الاقتصاد السعودي الضخم ، وبالتالي من المفترض ان تؤثر هذه العوامل بشكل ايجابي على اداء السوق في الفترة القادمة ، زيادة الاقبال على الاستثمار والابتعاد عن المضاربة .