إرتفعت أسعار اللحوم في مصر نتيجة لنقص المعروض مقابل حجم الطلب ودخول موسم عيد الأضحى الذي يرتفع خلاله الإستهلاك بنسب تزيد عن 25 % مقارنة بالأيام العادية. هذا ما جعل الحكومة المصرية تستعد على قدم وساق لتوفير اللحوم والسيطرة على أسعارها، خاصة ان الإنتاج المحلي لا يمثل سوى 40% فقط من حجم الإستهلاك.

تستعد وزارة الزراعة المصرية لتوفير اللحوم و الخراف الخاصة بعيد الاضحى المبارك، وتواجه الوزارة عدة تحديات أهمها توفير الكمية المتوقع استهلاكها خلال فترة العيد مع تخفيض الاسعار أو تثبيتها على أقل تقدير بعد أن ارتفعت بصورة كبيرة في الفترة الحالية وخاصة الظأن الذي يزداد الطلب عليه حيث وصل سعر الكيلو إلى 45 و 50 جنيها بزيادة أكثر من 25% وهو سعر قياسي غير مسبوق.

واوضح محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية أن الإنتاج المحلي من اللحوم لا يمثل سوى 40% فقط من حجم الإستهلاك ويتم إستيراد الباقي لسد العجز بين الإنتاج والإستهلاك وأضاف أن الاستهلاك يزيد بمعدلات تبدأ من 25% في موسم عيد الأضحى.

وأضاف وهبة أن أسعار اللحوم سوف تظل على إرتفاعها الذي بدأ مؤخرا حيث يتراوح سعر كيلو اللحم الكندوز بين 55 ndash; 60 جنيها وسعر الجملي بين 45 -50 جنيها للكيلو. فيما سعر كيلو اللحم الضأن يبدأ من 60 جنيها اذ يزيد الإقبال عليه خلال موسم عيد الأضحى.

ولتوفير الكميات المطلوبة للاستهلاك من اللحوم قامت وزارة الزراعة بعدة تدابير ، فقد بدأت في طرح الخراف والعجول التي أنتجتها حديثا في مراكز التسمين المحلية التابعة للوازرة ، بالإضافة إلى الاعتماد على نتاج الاستثمارات المصرية الخارجية مثل مشاريع اثيوبيا والسودان لإنتاج العجول والخراف، وأخيرا تم اللجوء للاستيراد الذي لا مفر منه لتوفير احتياجات السوق ومعادلة زيادة الطلب التي تشهدها فترة عيد الأضحى.

بدوره أكد د. ميلاد جرجس وكيل أول في وزارة الزراعة ورئيس قطاع الإنتاج أن الوزارة تعمل على توفير كميات ضخمة من اللحوم توفي احتياجات السوق وقد وضعت خطة لذلك تبدأ بطرح 100 ألف رأس خراف وعجول بلدي من الإنتاج المحلي بالإضافة إلى إرسال لجنة بيطرية مكونة من عدد من خبراء الطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية ومعهد بحوث صحة الحيوان إلى أوغندا وكينيا للوقوف على حجم ثرواتهما الحيوانية وموقفهما الوبائي. ولبحث فتح باب الإستيراد وتنويع مصادر الإستيراد من الخارج. وأضاف جرجس أنه تم إستقبال 772 طنا من لحوم أثيوبيا وصلت إلى ميناء سفاجا و يتم إستقبال 2650 رأسا من العجول الحية إستعدادا لعيد الأضحى.

من جانبه قال الدكتور محمد الجارحي رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية إنه تم زيادة الكميات المتعاقد عليها من الخارج من اللحوم المجمدة والحية حيث تشرف الهيئة الآن على إستيراد 45 ألف رأس من العجول والخراف إضافة إلى 35 الف طن من اللحوم.

وأشار إلى إن اللجنة العلمية بالهيئة التي تضم خبراء الطب الوقائي قد اتخذت عدة قرارات تعود فائدتها على المستهلك المصري سواء من حيث جودة اللحوم أو إنخفاض أسعارها ، فقد قررت سفر لجان معاينة بصورة دورية كل عام في الدول التي أوصت بها المنظمة العالمية للصحة الحيوانية والخالية من أية أمراض وبائية، بالإضافة إلى إستمرار سفر لجان الإشراف والمتابعة للهند والدول الأفريقية وأضاف الجارحي أنه من ضمن القرارات التي اتخذتها الهيئة لزيادة الانتاج هو تقديم التسهيلات لتشجيع المستثمرين على إنشاء مجازر الحيوانات، على أن يتم الإشراف الفني عليها من قبل الهيئة.

وتوقع أحمد الوكيل رئيس إتحاد الغرف التجارية أن موجة الإرتفاع في أسعار اللحوم سوف تبدأ في الإنخفاض خلال الأيام القادمة حيث أن الاسعار عموما ستنخفض عالميا وبالتالي محليا وأرجع الوكيل سبب إرتفاع اللحوم في الأشهر الماضية إلى إنخفاض المعروض في السوق المحلية من البتلو والأبقار مشيرا إلى أنه خلال موسم عيد الأضحى تسعى الحكومة لإستيراد كميات كبيرة من الأبقار واللحوم البتلو بهدف التسمين و الذبح فضلا عن إستيراد كميات كبيرة من اللحوم المجمدة وبالتالي سوف تكون هناك كميات كبيرة من المعروض وبالتالي سيقابلها إنخفاضا في الأسعار حيث أن السوق تدار حسب نظرية العرض والطلب فكلما زاد المعروض انخفضت الأسعار.

يذكر أن شوادر بيع اللحوم المنتشرة في المحافظات قد أحدثت حراكاً كبيراً في بيع اللحوم إذ أنها تعرض اللحوم بأسعار مخفضة تبدأ من 30 جنيها للكيلو ، ولهذا أصبحت ملازا للمستهلك البسيط.