يتصاعد الضغط على المجموعة اليابانية لتصنيع السيارات تويوتا، التي تواجه انتقادات لاذعة أكثر فأكثر، بشأن سياراتها، التي كشفت عن خلل صناعي، وإمكانية إجراء جنائي في الولايات المتحدة، قبل الشهادة المتوقعة، التي سيدلي بها رئيس مجلس إدارتها آكيو تويودا في الكونغرس الأميركي الأربعاء.

طوكيو: عشية جلسة الاستماع إليه في الكونغرس الأميركي، حاول رئيس مجلس إدارة تويوتا آكيو تويودا استعادة المبادرة الثلاثاء عبر تكرار نشر رسالة اعتراف بالذنب في صحيفة وول ستريت جورنال. وكتب تويودا quot;أقرّ بأن علينا أن نعمل بشكل أفضل - أفضل بكثير - لتسوية المشاكل المتعلقة بالسلامةquot;. وأضاف quot;لم نستمع في السنوات الأخيرة بعناية تفوق ما كان يتوجب علينا - أو لم نتجاوب بالسرعة الضرورية - مع مخاوف المستهلكينquot;. ووعد تويودا بـquot;إعادة الشركة إلى قيمها الأساسيةquot;.

واضطرت أكبر شركة تصنيع سيارات في العالم إلى استرداد حوالى 8.7 ملايين سيارة من أنحاء العالم كافة منذ الخريف، وبينها الطراز الهجين الشهير quot;بريوسquot;، بسبب مشاكل في دواسة السرعة والمكابح.

وتعرضت المجموعة لانتقادات حادة، بسبب البطء والفوضى في ردود فعلها في هذه القضية. وهي عرضة لسيل من الإجراءات القضائية الفردية في الولايات المتحدة. وإذا ما صدق أصحاب الدعاوى على الشركة، فإن الأخطاء في سياراتها تسببت في مقتل 34 شخصاً على الأقل في حوادث سير.

والاثنين، وجّهت هيئة محلفين في نيويورك لتويوتا إنابة قضائية، تطالبها بتقديم وثائق حول أخطائها التقنية. وهيئات المحلفين في الولايات المتحدة مكلفة تحديد ما إذا كان يتوجب المباشرة بعمل جنائي أم لا بالنظر إلى الأدلة المقدمة. وتواجه تويوتا أيضاً تحقيقاً مماثلاً من جانب لجنة سوق الأوراق المالية والتداول، الهيئة الناظمة في البورصة الأميركية.

وسيدلي رئيس مجلس إدارة تويوتا آكيو تويودا الأربعاء في واشنطن بشهادته أمام لجنة رقابة العمل الحكومي في مجلس النواب، التي تحقق حول مشاكل تويوتا ورد الحكومة الفدرالية. والثلاثاء، ستستمع لجنة أخرى، هي لجنة الطاقة والتجارة، إلى المسؤول عن المجموعة في الولايات المتحدة جيم لنتز.

وظهرت لهجة هذه الجلسات اعتباراً من الاثنين، مع نشر رئيس هذه اللجنة الأخيرة هنري واكسمان رسالة مفتوحة تتضمن انتقادات جمة ضد المجموعة اليابانية لصناعة السيارات. فأكد واكسمان أن تويوتا استبعدت بصورة منهجية أن تكون مشاكل الكترونية قد سببت مشاكل السرعة المفاجئة، التي كانت وراء قرار استرداد غالبية السيارات. واتهم من جهة أخرى المجموعة اليابانية بأنها استندت إلى تقارير هندسية خاطئة، وبأنها أدلت بتصريحات عامة quot;مخادعةquot;، وبغياب التماسك في توضيحاتها.

وتتوقع الصحف اليابانية الثلاثاء أن يتعرّض تويودا للانتقاد الشديد من جانب البرلمانيين الأميركيين. فكتبت صحيفة يوميوري شيمبون quot;من المعتاد أن توجه اللجنة أسئلة شديدة القساوة إلى الشاهدquot;، ورأت أن جلسات الاستماع في الكونغرس هي quot;عرض سياسيquot;، سيبذل البرلمانيون خلاله جهودهم ليتألقوا أمام كاميرات التلفزيون. وذكرت يوميوري شيمبون أن quot;جلسات الاستماع في الكونغرس، غالباً ما كان لها تأثير سلبي جداً على تاريخ اليابانquot;.

وتطرقت الصحيفة إلى جلسات مجلس الشيوخ الأميركي حول قضية فساد تتعلق بشركة لوكهيد في 1976، والتي أسفرت عن توقيف رئيس الوزراء الياباني السابق كاكوي تاناكا.

تويوتا تواجه تحقيقاً جنائياً.. واليابان تبحث التأثيرات
إلى ذلك، كانت وثائق أميركية جديدة أظهرت يوم الاثنين كيف تغلبت الشركة على جهود جهات أميركية مسؤولة عن السلامة لإجراء تحقيق أوسع في 2007. وكشفت تويوتا أنها تلقت طلباً من لجنة تنظيم عمليات البورصة والأوراق المالية في الولايات المتحدة لتقديم مستندات.

وجاءت الأنباء في حين يستعد الرئيس التنفيذي لتويوتا للإدلاء بشهادة أمام الكونغرس بشأن مشاكل تتعلق بتسارع غير مقصود في محركات لتويوتا ربط بخمس وفيات على الأقل في الولايات المتحدة، في حين لا يزال يجري فحص تقارير عن 29 حالة وفاة أخرى.

وفي لفتة، قالت تويوتا إنها تهدف إلى طمأنة العملاء، ستبدأ الشركة في تركيب أنظمة لتحديث الكوابح في ثلاثة طرز أخرى من السيارات الموجودة بالفعل على الطرق الأميركية، وهي شاحنة تاكوما التي يرجع طرازها لعام 2005، والسيارة فينزا طراز 2009، وسكويا متعددة الاستخدامات طراز 2008.

وانخفضت أسهم تويوتا 0.5 % اليوم الثلاثاء في طوكيو، متوافقة مع هبوط مؤشر نيكي، ما يشير إلى ضعف تأثر المستثمرين بالأنباء عن التحقيق الجنائي، وتكلفة خطة تحديث أنظمة المكابح. وفقدت أسهم تويوتا 19 % على مدى الشهر المنصرم، لكنها استقرت في الجلسات العشر الأخيرة.

وقال يوشيهيكو تابي المحلل في كازاكا للأوراق المالية إن quot;المستثمرين لا يشعرون بالقلق بشأن مثل هذه التكاليف غير المتكررة. وبدلاً من ذلك، فهم يرحّبون بجهود تويوتا لاستعادة الثقة في منتجاتها، وفي علاقاتها مع الحكومة الأميركية، بغض النظر عن التكاليفquot;. وعبّر مسؤول في الحكومة اليابانية عن القلق إزاء التأثير المحتمل على صادرات اليابان من مشاكل تويوتا، التي بلغت مبيعاتها في الربع الأخير من العام الماضي 58 مليار دولار.

واستنتج كيسوكي تسومورا، وهو أمين لجنة برلمانية للشؤون الاقتصادية، quot;أن النمو القوي للصادرات لأسواق آسيا بدأ يتباطأ، وينبغي أيضاً أن نضع في اعتبارنا عمليات الاستدعاء من جانب تويوتا، ولذلك فقد أعطينا تقديراً حذراً بشأن الصادراتquot;.

واستدعت تويوتا أكثر من 8.5 ملايين سيارة عالمياً في الأشهر الأخيرة لإصلاح مشكلات في دواسات بنزين، غير سلسة الحركة، وأخرى قد تعلق لأسفل، بسبب عدم إحكام تركيب غطاء أرضية السيارة، إضافة إلى عيب في المكابح بطرزها من السيارات الهجينة.

وأعلنت تويوتا أنها تلقت طلباً يوم 19 فبراير/ شباط لتقدم طواعية مستندات معينة من مكتب لوس أنجليس، التابع للجنة البورصة والأوراق المالية. وتلقت وحدة مبيعات تويوتا في الولايات المتحدة على نحو منفصل طلباً لتقديم مستندات ذات صلة، تشمل مستندات بشأن سياسات الإفصاح في الشركة. واعتذر رئيس الوحدة جيم لينتز، وهو أكبر مسؤول تنفيذي للشركة في الولايات المتحدة اليوم، عما أسماه تأخيرات غير مقبولة في التعامل مع قضايا السلامة التي أثيرت أخيراً، وعن quot;التواصل الرديءquot; مع الجهات التنظيمية والمستهلكين في الولايات المتحدة. وقال لينتز quot;نعترف بتلك الأخطاء، ونعتذر عنها، وقد تعلمنا منهاquot;.

وأضاف quot;نفهم الآن أنه ينبغي أن نفكر بصورة مختلفة، حين نحقق في شكاوى، وأن نتواصل بشكل أسرع وأفضل وأكثر كفاءة فعالية مع عملائنا وجهاتنا التنظيميةquot;.