خلال محاضرة له اكد احد الاقتصاديين الالمان على قوة الصين الاقتصادية وبانه لا يمكن مقارنة وضعها الاقتصادي مع ما قبل 15 عاما ، فهو يشهد ازدهارا واسعا جدا يثير مخاوف البلدان الصناعية الغربية وبالتحديد الاوروبية وقلقها.

اعتدال سلامه من برلين:أشار الإقتصادي الألماني كارل تسيمرمان في محاضرته التي القاها في برلين بعد القوة الاقتصادية الصينية العملاقة غير المرتقبة يتوقع خبراء اقتصاد ألمان ان لا تتوقف حاليا عند حد معين بل سوف تزداد، وهذا مكن الصين ليس فقط من ازاحة المانيا، الدولة الصناعية الكبيرة عن مركزها الثالث بل واحتلت المركزالثاني كاقوى دولة في العالم اقتصاديا،و ذلك خلال فترة لم تتعد العشر سنوات، دون ان تتعرض هي نفسها لاي هزة داخلية لان الناتج القومي لديها مستقر.

كما ذكر بتوقعات رئيس الحكومة الصينية ثان جيابو قبل فترة بان نسبة الفوائد المصرفية سوف ترتفع بكل وضوح وبان المصرف المركزي الصيني سوف يقدم على هذه الخطوة قريبا مما قد يجعل اسواق البورصات في العالم تتفاعل بعصبية.

وحسب البيانات التي قدمها الخبير الالماني ارتفع الناتج القومي الصيني من 10،7% العام الماضي الى 10،8% حتى مطلع العام الجالي ما عاد بالفائدة على الاسواق الاسيوية المرتبطة بالسوق الصينية.

ومن وجهة نظره ايضا لم تعد الصين بعيدة عن المانيا ، فالمسافات الطويلة اصبحت متقاربة ووهمية طالما ان الامر يتعلق بصفقات مصرفية مع بلد المليار ونصف مليار نسمة تمكن من تخطي قواعد النظام الشيوعي كي يتحول الى سوق حرة بكل معاييرها، لذا تشهد الصين اكبر موجة من التطور لن تحدت لسنوات طويلة قادمة ما جعل المصارف الغربية تقوم بحملة غزو عليه من اجل الحصول على مكان تحت شمسه.

ولم يغب هذا الامر عن قطاع المصارف الالماني حيث بادر منذ اكثر من عامين المصرف الالماني دويتشه بنك بفتح فروع له في اكثر من مدينة صينية بعد افتتاحه فرعا في العاصمة بيكين، ومن المتوقع توسيع اعماله مستقبلا.

ولقد اتاحت القواعد الجديدة التي وضعتها الحكومة الصينية مؤخرا المجال لافتتاح مصارف اجنبية كثيرة فروعا لها مستقلة بشرط ان يصل راسمالها الى الاقل الى مليار يوان صيني اي حوالي 133 مليون دولار تقريبا. وتتيح هذه القواعد لاول مرة فتح المصارف الاجنبية فروعا من دون شريك في الجمهورية الشعبية الصينية وفتح حسابات خاصة. وتشير بيانات الى وصول حجم راسمال المصارف الخاصة في الصين الى اكثر من بليوني دولا، لذا قال الخبير الاقتصادي تسيمرمان ان التنامي المستمر للطبقة المتوسطة في الصين يخفي في طياته قدرات كبيرة للمصارف الاجنبية.

وردا على سؤالا لايلاف عن مدى احتمال تحول الصين الى اقوى قوة اقتصادية في العالم قال تسيمرمان بعد النهضة الاقتصادية العملاقة التي حققتها الصين وزاحمت المانيا على المركز الثالث بين بلدان الصناعية تمتلك حاليا اكبر احتياط من النقد الصعب في العالم يصل حسب المعلومات المتوفر الى 1.33 بليار ما يوفر لها الامكانيات الضخمة كي تسيطر على الاسواق، عدا عن ذلك فانها اوسع سوق استهلاكي في العالم.

اضافة الى ذلك فان ما تملكه من احتياط ضخم من النقد الاميركي الدولار جعلها تتربع على رأس قائمة البلدان المالكة لهذا النقد الصعب في العالم وتتقدم على العديد من البلدان الصناعية والبلدان المسماة بالناهضة.

وذكر بانه حذر القطاعات الصناعية والاقتصادية الغربية وبالتحديد الالمانية قبل اعوام من ان امتلاك الصين لهذا الحجم من النقد الصعب سيسمح لها ان تدخل اسواق البورصة العالمية وتأثر على اسعار اسهم شركات غربية وتشتري حصصا في مصانع تعتبر مفاتيح الاقتصاد الالماني لذا يجب وضع خطة حماية من هذا الغزو الاصفر، لكن هذا التحذير جاء متأخرا قليلا، فعدا عن الشراكات التي تتم في الصين نفسها مع مصانع المانية معروفة مثل مرسيدس وفولغسفاغن اشترت شركة صينية قبل فترة مصانع متوسطة في المانيا الحجم اضافة الى مطار شفرين- بارخيم في اقليم مكلنبورغ فوربومرن شرق المانيا بحوالي 134 مليون دولار.