لأنَّها تمتلك مقوِّمات المدينة المتكاملة، وتحتوي على عشرة أقطاب كاملةمن مختلف مناحي الحياة، يرشِّح مختصّون ومتابعون للشأن الإقتصادي الجزائري، مدينة بوغزول الجديدة أن تصبح مؤهّلة لتكون عاصمة الجزائر الإقتصاديَّة في آفاق العام 2025.
الجزائر: يذهب خبراء ومراقبون، إلى اعتبار مدينة بوغزول الجزائرية (155 كلم جنوبي العاصمة) وهي منطقة استيراتجية تتقاطع كطريق رابط شمال البلاد وجنوبها، كما تعدّ منفذًا إلى شرق الجزائر وغربها، فضلاً عن كونها تزاوجًا بين المسالك العمرانية والزراعية والصناعية والطاقوية، ما يجعلها مرشحة للتحوّل إلى عاصمة اقتصادية بديلة للجزائر، إذا ما أحسنت السلطات هناك استغلال مقومات هذا القطب المتعدد الذي يستوعب الزراعة والصناعة الإستراتيجية والبيو تقنية والطاقات المتجددة، كما تتبدّى كشريان لوجستي حيوي لنقل الناس والبضائع، ومشتلة خصبة للبحث العلمي وحقل التكنولوجيات والصناعات الغذائية، فضلاً عن تموقعها كمركز أعمال وخدمات راقية، بما يرشح بوغزول لتتحول إلى بوتقة اقتصادية منتجة في السنوات القادمة.
تمتاز بوغزول بموقعها الهائل على ضفاف ولاية المدية العاصمة التاريخية لـquot;بايلك التيطريquot;، بمساحتها الشاسعة حيث تمتد على نحو 12 ألف هكتار، وإذا كان الرئيس الجزائري الراحل quot;الهواري بومدينquot; قد بادر في سبعينيات القرن الماضي بالإعراب عن رغبته في جعل بوغزول عاصمة للجزائر، فإنّ المشروع ظلّ مجمّدًا لسنوات طويلة، حتى وإن حاول مجمّع الخليفة المصفى بعث الفكرة في خريف العام 2002 من خلال استنساخ نموذج مدينة quot;برازيلياquot;، إلاّ أنّ إعلان المجمع المذكور إفلاسه في ربيع سنة 2003، أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، إلى غاية قيام الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة بإعادة بعث المشروع الذي قدّرت قيمة إنجازه بحدود 650 مليون دولار.
وعقب فوزه بصفقة الإنجاز، يعمل الكونسورتيوم الكوري الجنوبي quot;دايو انرجي اندكونستريكشنquot; الرائد في إنشاء المدن الحديثة بمعية عدد من المجمعات الصناعية الكورية والصينية المختصة في عدة مجالات، على بناء مجمعات سكنية تتسع لما يربوعلى النصف مليون شخص، ناهيك عن مرافق تشمل مختلف مناحي الحياة من مصانع وفنادق ومشافي وغيرها باعتماد مقاييس عصرية دقيقة.
وانطلاقًا من المخطط النموذجي للمدينة، فقد تم التكفل بدراسات وانجاز نشاطات المنفعة العامة للمرحلة الأولى منذ سبتمبر/أيلول 2008، حيث تمّت برمجة مركز أعمال ضخم يشمل مقرات بنوك وشركات تأمين ومؤسسات اقتصادية، ناهيك عن فنادق من الطراز الرفيع وقاعة مؤتمرات، ومراكز تكوين وأبحاث وتطوير، وسيجري ربط المدينة من شمالها إلى جنوبها عن طريق خط ترامواي على شكل حلقة، فيما ستتم تصفية مياه الأمطار ومياه الصرف لضمان التنوع البيولوجي ووجود المياه، بينما ستمتد شبكات الاتصال على 225 كلم، أما الكهرباء خمسمئة كلم وتمتد على طول 31 كلم تحت الأنفاق، في تجربة أولى فريدة من نوعها في الجزائر.
ويشير quot;مصطفى دالعquot; إلى امتلاك بوغزول مواصفات المدينة المتفرّدة، ويذهب إلى غاية اعتبارها quot;مركزًا ماليًّا عالميًّاquot; في آفاق السنوات المقبلة، حيث يمكن لهذه المدينة استقطاب كبريات المؤسسات المالية العالمية من بنوك وشركات تأمين، وما يترتب عن ذلك من خدمات مالية راقية قد ترفع مكانة بوغزول إلى مستوى يضاهي المراكز المالية الكبرى دوليًّا.
من جهته، يشير المهندس quot;زكي شتوحquot; أنّ بوغزول ستغدو مدينة حديثة ذات جذور متأصلة، ومدينة تفتح مصراعيها للمستقبل، مدينة ذات طابع معماري بحت من أجل تحقيق التوازن بين الأصالة و المعاصرة، كما يضيف شتوح: quot;بوغزول مدينة بخط أفق منسجم مع التهيئة الإقليميةquot;. ويتضمن التصميم الأصلي صبغة الاخضرار والماء لمدينة بوغزول حيث تتجسد في كل التهيئات، بما فيها الأحياء السكنية التي ستتخللها صبغة خضراء، كما أنّ قنوات صرف المياه تجوب المدينة وتصب في البحيرة من أجل الرسكلة وهذا يزيد من تألقها كحزمة رئيسة خضراء ومجمّع مائي يتم تفريغ مياهه نحو جزيرة التل في الشمال وجزيرة الصحراء جنوبًا، فضلاً عن جزيرة الهضاب.
ويشير المخطط الرئيس لمدينة بوغزول، إلى اعتماد آخر التقنيات التكنولوجيا في تشكيل مدينة من آخر طراز، على حد تعبير quot;لي شون جيquot; المتحدث باسم الكونسورتيوم الكوري، ويقول جي إنّ بوغزول ستكتسي طابعًا معماريًا متفرّدًا يعكس هويتها وحداثتها، في حين سيوفر المشروع ككل 189 ألف منصب عمل، مقدّرًا أنّه من أجل ضمان نوعية الحياة الضرورية، ينبغي أن تكون المدينة الجديدة نموذجًا جزائريًا جديدًا للعمران والتمدن.
التعليقات