باريس: يزحف نحو 1300 جرار الثلاثاء نحو باريس، يقودها مزارعون فرنسيون من منتجي الحبوب، احتجاجاً على انخفاض مواردهم، وتعبيراً عن قلقلهم حول مستقبل سياسة الزراعة المشتركة الأوروبية التي يستفيدون منها كثيراً.

وسلكت الجرارات الآتية بالخصوص من سهول منطقة باريس الخصبة بسرعة 35 كلم في الساعة الطرق السريعة في قوافل رفعت لافتة كتبت عليها quot;تحرك يا ساركوزي! لا تبع زراعتكquot;، ويفترض أن تصل إلى شرق باريس، حيث سيتظاهر عشرة آلاف شخص بحسب التوقعات.

وشهدت موارد المزارعين، الذين يعتبرون في طليعة أوروبا، السنة الماضية انخفاضاً بنسبة 51%، في سياق انخفاض أسعار الحبوب (ناقص 24%) بعدما ارتفع سعر طن القمح خلال 2007 و2008 إلى نحو 200 يورو.

ويشبه انخفاض موارد منتجي الحبوب ذلك الذي يعانيه منتجو الحليب، الذين تظاهروا مراراً خلال الأشهر الأخيرة، بينما انخفضت موارد المزارعين الفرنسيين بشكل عام بمعدل 34% خلال 2009.

ولتفادي هذا الانخفاض في مواردهم، يدعو المنتجون إلى اتخاذ quot;تدابير فوريةquot;، مثل مساعدات على التصدير لبيع قسم من إنتاجهم قبل الموسم المقبل، كما يريدون من الحكومة تخفيف بعض الضرائب، لا سيما البيئية والاجتماعية منها. وأعلن رئيس غرفة الزراعة في إيل دو فرانس (منطقة باريس) كريستوف إيلاريه أنه إذا لم يتخذ أي إجراء، فإن quot;ثلث قطاع الزراعة الكبرى سيختفي خلال 2011quot;.

ويحاول المتظاهرون بذلك أيضاً الضغط على الحكومة، كي تدافع في بروكسل عن سياسة الزراعة المشتركة، التي تعتبر فرنسا أكبر المستفيدين منها (حيث تحصل وحدها على 20% من المساعدات).

وسيتم إصلاح سياسة الزراعة المشتركة سنة 2013، وقد شهدت السنة الماضية إصلاحاً مرحلياً، تجسد في انخفاض أول في المساعدات الأوروبية، التي توزّعها فرنسا على منتجي الحبوب ومربي المواشي والمزارعين في المناطق الجبلية.