تعتمد آلية التداول في سوق فلسطين للأوراق المالية على تداول أسهم الشركات المدرجة من خلال شركات وساطة معتمدة من قبل السوق، يتعامل معها المستثمر، فيبيع ويشتري من خلالها مقابل نسبة مئوية من القيمة لا تتجاوز في الغالب 8 من الألف، وتبقى شركة سهم أكثر شركات الوساطة انتشاراً في الدولة.

مصطفى أبو هدروس من غزة: تنتشر في فلسطين شركات عدة للوساطة في سوق الدولة وفروعها، موزّعة في مدن الضفة وقطاع غزة، ولعل أكبر هذه الشركات هي شركة سهم للاستثمار والأوراق المالية. وتركيز هذا التحقيق على شركة سهم لا يشكّل انتقاصاً من شأن شركات الوساطة الأخرى، لكن تبقى شركة سهم هي الأكثر نشاطاً وانتشاراً من خلال الفروع، وتقدم الكثير من التسهيلات للمستثمر، منها إمكانية تداول الأسهم في سوق دبي للأوراق المالية وسوق عمان وأبوظبي ومصر، وبنسبة عمولة تقل أحياناً عن النسبة في السوق المحلية.

كما تقدم شركة سهم خدمة لعملائها، وهي الشراء على المكشوف، بنسبة تصل إلى 30 % تقريباً من القيمة النقدية للمحفظة الخاصة بالمستثمر، وتنفّذ الشركة أوامر الشراء للعميل، حتى قبل أن يودع قيمة ما اشتراه، ولكن بالنسبة المذكورة. وهذه إحدى الخدمات التي تلاقي الرضى من عملاء شركة سهم، الذين التقهم quot;إيلافquot;، وأكدوا امتنانهم لهذه الخدمة. كما إن سهم كانت أول شركة وساطة تمكنت من إطلاق خدمة تداول الأسهم الإلكترونية quot;سهم إي- تريدquot;.

حيث أصبح بإمكان عملاء شركة سهم المحليين والدوليين وأي من المستثمرين الجدد شراء الأسهم الفلسطينية إلكترونياً وبيعها عبر الإنترنت، حيث كان لخدمتها الجديدة هذه دور كبير في جذب العملاء الذين يتداولون عبر الطرق التقليدية في سوق المال الفلسطينية، والمستثمرين في أسواق المال الإقليمية الأخرى، إضافة إلى المغتربين الفلسطينيين المهتمين بشراء الأسهم وبيعها في سوق فلسطين للأوراق المالية.

ويوضح محمد صيام، مدير التداول في سهم، quot;أن النظام بسيط جدّاً، وسهل الاستخدام، وأن الخطوات المتعلقة بالتداول الإلكتروني تتم بسهولة وفي دقائق معدودة. هذا ويستطيع جميع عملاء شركة سهم استخدام النظام الجديد مجاناً، من خلال موقعها الإلكتروني، الذي سيمكنهم من ممارسة تجربة التداول بإيداعات وهمية وأسعار حقيقية، ولكن من دون تنفيذ فعلي، ما سيؤكد أن النظام بسيط جداً واستعماله غير معقد، وأن الخطوات المتعلقة بالتداول الإلكتروني هي بسيطة ولا تحتاج أكثر من دقائق معدودة.

وكانت شركة سهم قد أطلقت عام 2004 برنامج المستثمر quot;أس أم أسquot;، الذي يقدم يومياً للزبائن حول العالم عبر الهاتف النقال سعر إغلاق سوق فلسطين للأوراق المالية، عبر رسالة يتلقاها هاتف الزبون بشكل يومي ومجاني. كما إن الموقع الالكتروني للشركة يقدم العديد من الخدمات والإيضاحات للمستثمر، كالتقارير اليومية والأسبوعية والشهرية للتداول في سوق فلسطين.

وللإضاءة أكثر على موضوع شركة سهم، قصدت quot;إيلافquot; سهى خضر، مديرة فروع قطاع غزة في الشركة، وهي من النساء الفلسطينيات الرائدات في العمل المالي والمصرفي، وتمتلك خبرة طويلة نتيجة سنوات من العمل في بنك فلسطين قاربت عشر سنوات، انتقلت بعدها للعمل في شركة سهم، حيث عرفت بتواصلها مع العملاء وحرصها على مصلحتهم، من خلال عقد لقاءات معهم والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم وشكاويهم، كما أنها تستقبل في مكتبها في غزة أي مراجع أو مستفسر.

فتشير خضر إلى أن شركة سهم سعت إلى استحداث قسم مهم جداً وضروري في أي شركة وساطة، وهو قسم البحوث والتطوير، الذي يقوم بدوره بنشر تقارير وتحاليل عن أداء الأسواق، ومحاولة وضع رؤية مستقبلية للمستثمر عن توقعات أداء السوق في المستقبل، إضافة إلى تحليل للشركات المدرجة في الأسواق من الناحية المالية، من خلال البيانات المالية التي تصدرها هذه الشركات. كما يحاول إعداد دراسة لأداء الأسهم في الأسواق، للمقارنة بين أداء السعر في السوق والأداء المالي للشركة، حتى يتمكن المستثمر من قراءة القيمة العادلة لأسهم الشركات التي يود الاستثمار فيها. كذلك تنوي شركة سهم ، بحسب خضر،استحداث قسم إدارة محافظ العملاء نيابة عنهم، وتسعى إلى فتح أسواق جديدة أمام المستثمرين، لتنويع محافظ استثماراتهم، وتقليل مخاطر التعرض لخسائر كبيرة.

من جهة أخرى، تؤكد خضر أن الأزمة العالمية أثّرت، من دون أدنى شك، على شركات الوساطة كافة في العالم، وأدت إلى انخفاض أحجام وقيم التداول فيها، نتيجة لانخفاض أسعار الأسهم المدرجة في الأسواق بنسب كبيرة، والتي أدت إلى انخفاض قيمة محافظ هؤلاء العملاء. كما إن عامل عدم الثقة بقوة الاقتصاد وقدرته على التعافي، الذي تولد نتيجة الأزمة المالية العالمية، التي وصفت بأنها أقوى وأعنف أزمة منذ عشرينات القرن الماضي عندما تولدت أزمة 1929، أدى إلى إحجام الكثير من المستمرين الجدد عن الدخول في الأسواق والاستثمار فيها، ما أدى إلى انخفاض شهية المخاطرة لدى العملاء الحاليين في ضخّ استثمارات جديدة في الأسواق.

وعن المعوقات التي يشكّلها الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة في نشاط الشركة، أوضحت خضر أنّ quot;الوضع الاقتصادي في قطاع غزة استثنائي، على الرغم من أن البيئة الاستثمارية فيه تعتبر مواتية وخصبة، كما إن العوائد المتولدة من الاستثمار في القطاع تعتبر جيدة مقارنة مع أماكن أخرى، إلا أنها ترى أن الحصار أدى إلى شلل النشاط الاقتصادي، مسبباً شبه انعدام في دوران الرأسمال العامل لتوليد عوائد من نشاطات اقتصادية مختلفة، هذا بدوره أدى إلى انخفاض كبير في نسبة الأموال المستثمرة من الدخل المتولد نتيجة لانخقاض الدخل أصلاً، لكن في بعض الأحيان تلفت إلى أن هذا كان محرك النشاط في أسواق المال لدى جمهور المستثمرين في القطاع، نتيجة لقلة بدائل الاستثمار الموجودة في القطاع وحاجتهم لتوليد دخل من رؤوس أموالهم من خلال تشغيلها.

إلا أنه رغم ذلك كله، تجد خضر أن شركات الوساطة في القطاع لا تزال في حالة جيدة، مشددة على أن شركة سهم تحديداً لا تزال بالقوة نفسها، واستطاعت تجاوز هذه الأزمات وتسعى إلى الأفضل دائماً.