بدأت المواد الطبيعية تحظى باهتمام خاص من قبل الشباب المقاول في الجزائر، ويرى هؤلاء في استثمار هذا النوع من الوصفات الغذائية البديلة للمرضى، فرصة لتحقيق مكاسب مهمة.
الجزائر: يوضح الشاب quot;حسان لقامةquot; (33 عاماً)، الذي بدأ رفقة صديقه سليمان، إنتاج نماذج متنوعة من المنتجات الغذائية (بيو) الموجهة للمصابين بالسكري والكولسترول وعسر الهضم وحساسية الغلوتين، في تصريح لـquot;إيلافquot; أنّ المجال الذي ظلّ غير معروف في بلاده، يمكنه أن يشكل مصدراً مهماً في بلد يحصي مليوني مصاب بداء السكري، دون احتساب آلاف المرضى بعلل أخرى.
بدورها، تبرز quot;سكينة زدورquot; نموذج مؤسستها التي تختص بإنتاج هذه المنتجات الغنية بالألياف والمصنوعة من مواد طبيعية مائة بالمائة. وتوصي هذه الشابة بأهمية الإكثار من الصالونات والمنتديات وفتح المجال أمام المتخصصين في إنتاج هذا النوع من المواد للتعريف بنشاطهم، وتقريبه من مواطنيها، خاصة وأنّ هذا التخصص بات يعرف ازدهاراً في العديد من بلدان العالم.
واستطاعت سكينة أن تطرح منتوجاً جديداً في السوق، موجه للمصابين بداء الحساسية، يتمثل في quot;كعكات بدون غلوتينquot; وبأسعار معقولة مقارنة، بما هو متوافر في السوق المحلية، تماماً مثل quot;مبروك باشاquot;، الذي ينتج مواد تجميلية طبيعية مائة بالمائة تعتمد على العسل.
وتبرع سكينة زدور في إنجاز تشكيلات من مواد التجميل المصنوعة بالعسل، وتعتمد في ذلك على القمح بنوعيه اللين والصلب والخرطال، فضلاً عن الزيتون والعنب الجاف وبعض البذور الأخرى منها حبات اليانسون. وتوضح المتحدثة بهذا الشأن أن quot;هدفنا هو نشر ثقافة quot;البيوquot; لدى المستهلك المحلي، وحثه على العودة إلى استهلاك كل ما هو طبيعي، وتفادي الإفراط في تناول الأدويةquot;.
وبحكم تهافت الصيادلة على المواد البديلة، بعدما أضحت أكثر طلباً من قبل زبائنهم المصابين بالأمراض المذكورة، أصبح منتجو quot;البيوquot; لا يستطيعون تلبية طلبات المساحات الكبرى والصيادلة، لذا يعتزم هؤلاء المتعاملين الرفع من حجم إنتاج هذه المواد لتلبية الطلبات المتزايدة.
من جهته، يلح أنيس نواري على أنّه أصبح من الضروري تشجيع المنتجين لهذا النوع من المواد لتموين الأسواق الجزائرية، بعدما سجلت البلد في السنوات الأخيرة تزايداً في عدد المصابين بداء السكري، فضلاً عن الحساسية، ويشير إلى أن quot;السوق المحلية تفتقر إلى هذا النوع من المنتجات، وإن وجدت فإنها باهظة الثمن، حيث وصل سعر علبة الدقيق بدون غلوتين (سعة 250 غرام) سقف الـ90 دينارا ً(ما يفوق الدولار الواحد)quot;.
ويرافع متخصصون لمصلحة ترويج ثقافة المقاولاتية لدى الشباب عبر إنشاء مؤسسات مصغرة تخوض في المنتجات الغذائية بعيداً من أي تخوفات للمساهمة في التنمية الاقتصادية محلياً. وفي هذا الصدد تشدّد بهيج العاليا على ترسيخ ثقافة المقاولاتية لدى الشباب حاملي الشهادات المهنية، وإبعادهم عن كل أنواع الاتكالية، مشيرة إلى حتمية التعريف بطرق الاندماج في عالم العمل، وكيفية الاستفادة من قروض لخلق مؤسسات مصغرة، إلى جانب الإطلاع على كل ما يخص أجهزة التشغيل التابعة للحكومة والقطاع الخاص لإطلاع الشباب على فرص العمل التي تتيحها منظومة المواد الطبيعية.
وتدعم الجزائر حالياً مشاريع يتقدم بها الشباب في إنتاج المواد المصنوعة من الصويا، حيث تمنح الوكالة المركزية لدعم توظيف الشباب قروضاً، سمحت بافتتاح حوالي خمسة عشر مركزاً عبر المحافظات الثماني والأربعين. وعلى الرغم مما تقدّم، لا يزال التعاطي مع المواد الغذائية الطبيعية في الجزائر محدوداً، وبحاجة إلى انتشار، رغم أهمية القطاع وجدواه الاقتصادية.
ويشكو متعاملون من غياب الإشهار وعدم التعريف بمزايا هذا النوع من البقوليات، ما أثرّ سلباً على الإنتاج، وحال دون تشجيع صناعة مشتقات عديدة على غرار الصويا، هذه الأخيرة تفتقر إلى واجهات كثيرة، حيث تقتصر على بضعة مراكز إنتاجية، ويعمل المنتجون على ابتكار وصفات جديدة لتحسين تصنيع مواد طبيعية مائة بالمئة.
التعليقات