ينتظر نحو 73 في المئة من المستثمرين، حول العالم، افلاس اليونان بين لحظة وأخرى. برغم هذه التنبؤات الكارثية، تتحرك حكومة أثينا بسرعة، تفوق سرعة الصوت، بحثاً عن استقطاب الاستثمارات اليها. في المقام الأول، تأمل اليونان وصول هذه الاستثمارات من الصين وليبيا ودول الخليج.

برن (سويسرا): في الوقت الحاضر، تتفاوض أثينا مع حكومة بكين لاطلاق العنان لسلة من المشاريع الضخمة، باليونان، كما بناء مركز تجاري ضخم في قلب العاصمة أثينا عدا عن بناء سكك حديد وفنادق فاخرة وميناء بحري جديدة. في الحقيقة، فان المحور القوي للشراكة اليونانية الصينية يتمحور حول ميناء quot;بيريهquot;، الأكبر باليونان، أين وعدت شركة quot;كوسكوquot; الصينية العملاقة، للشحن عبر المحيطات، باستثمار 700 مليون دولار لانشاء رصيف جديد اضافة الى تحديث جميع الأرصفة القديمة، في هذا المرفأ. يذكر أن كوسكو حصلت على جميع التراخيص لادارة هذا المرفأ لمدة 30 عاماً. من جانبهم، يؤكد الخبراء الأوروبيين أن هذه الشركة ستحول ميناء بيريه الى quot;روتردامquot; منطقة الشرق الأوسط. وبالطبع، سيضحي الميناء اليوناني نقطة وصول السلع الصينية، رخيصة السعر، الى كافة الدول الأوروبية.

في هذا السياق، يشير الخبير ألبير بيرفروا، من غرف التجارة الأوروبية، الى أن زيارة رئيس الوزراء اليوناني الأخيرة الى ليبيا، للقاء الرئيس معمر القذافي، هدفها مناقشة الاستثمارات الليبية المحتملة باليونان. في الحقيقة، تحاول اليونان استقطاب صندوق الثروة السيادية الليبي وشركات الطاقة الليبية الى مشاريع تُقام على أراضيها. ويتوقف الخبير بيرفروا للاشارة الى أن انعاش الصداقة، بين رئيس الوزراء اليوناني وعائلة الكولونيل القذافي، سيكون لها دوراً هاماً في انتشال اليونان(وربما اليورو) من مستنقع يعج ببلايين اليورو من الديون التي تراكمت على الموازنات العامة اليونانية منذ عام 1980! وتتمحور أهم المشاريع، التي تنوي اليونان عرضها على حكومة طرابلس الغرب، حول الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي والسياحة.

وينوه الخبير بيرفروا بأن ليبيا والصين لن تكونان ورقتي البوكر الوحيدتين، في أيدي حكومة أثينا. اذ تحاول الأخيرة، كذلك، جذب الاستثمارات اليها من دول الخليج، المجهزة بسيولة مالية ضخمة، ومن لبنان. كأولوية، ستعرض اليونان قريباً مشاريع واعدة تستهدف المستثمرين في قطر وأبو ظبي!