آلاف من المواطنين الأردنيين اختاروا المقاهي والخيم لمتابعة بطولة كأس العالم الحالية المقامة في جنوب إفريقيا. المقاهي والخيم التي تميزت بشاشات عرض كبيرة وخدمات أخرى كانت وجهة جموع غفيرة من عشاق الساحرة المستديرة عبّر أصحابها عن تفاؤلهم بهذا الأمر الذي جاء إنقاذًا لفترة ركود زادت حدتها الامتحانات النهائية للمدارس والجامعات إضافة إلى الركود الاقتصادي الذي يجتاح العالم بأسره وانعكاساته المتعددة محليًّا.

عصام المجالي من عمّان: إنطلاقة العرس الرياضي الأكبر في العالم ألقت بظلالها على الشارع الأردني بكافة تفاصيله، كثيرة هي المنافذ التي مكّنت المواطن الأردني من أن يكون جزءًا من هذا الحدث العالمي الأبرز ولعل أجمل وأرقى هذه المنافذ تلك اللفتة الملكية السامية التي أطلقها ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بتوزيع شاشات عرض كبيرة في مختلف مناطق المملكة والتي جاءت مبنية على دعم ونظرة سموه إلى قطاع لطالما اعتبره الأب القائد الأهم والأغلى وهو قطاع الشباب.

العديد من السيارات التي تزينت بأعلام دول مختلفة حسب ميول المشجع، فرامز البرازيلي الهوا يضع علمًا برازيليًا كبيرًا على جانب سيارته وعند سؤاله عن السبب قال quot;أنا جزء من عالم يعيش احتفالية ولا يوجد ما يمنع إظهار حبي وتشجيعي لفريقي المفضل في البطولةquot;.

قطاعات تجارية واسعة تشهد انتعاشا مع ما نشاهده في الشوارع والمقاهي وحتى بعض شرفات المنازل منها مصانع القماش والمطابع حيث اعتبر أصحابها هذا الشهر بحدثه الأبرز من أهم مواسمها.كذلك أشار بائعو الصور والأعلام المنتشرون في كل شوارع المملكة إلى رواج بضائعهم حيث انتشرت في العاصمة ظاهرة بيع أعلام الدول 32 المشاركة في كأس العالم.

ومشاهد الشوارع والمقاهي لا تخلو من رنات خاصة وأغان قدمت خصيصا للمونديال وأبطاله إلى جانب قنوات فضائية هي الاخرى قامت بتصوير إعلانات (برومو) خاصة ومميزة عن تغطيتها لمونديال جنوب أفريقيا.

وأشار أصحاب المقاهي والـquot;كوفي شوباتquot; إلى أنهم اعتادوا على القيام بتحضيرات معينة لاستقبال الزبائن، من خلال تجهيز شاشات عرض كبيرة،خصوصًا أن أغلب المواطنين من غير المشتركين في القنوات التي تبث تلك المباريات.

وتوقع مدير كوفي شوب في الرابية رائد أيوبي أن ترتفع نسب المقاهي شوبات خلال أوقات مباريات كأس العالم، إذ إنه من المعتاد أن تصل نسب الإشغال إلى 100%.

وقال أيوبي quot;خلال مباريات كأس العالم لا تتسع المقاهي للأعداد التي تتهافت على المحل ما يضطرنا إلى تغيير ديكور المحل لإستيعاب تلك الأعدادquot;.

وقال صاحب مقهى في عبدون، فضل عدم ذكر اسمه، إن quot;حضور الزبائن لمشاهدة مباريات كأس العالم في الكوفي شوب يوفر فرصة مناسبة لتحقيق ربح كبير طيلة أيام النهائياتquot;، لافتًا إلى أن أصحاب المقاهي والكوفي شوبات يتبعون طقوسًا خاصة خلال بث المباريات بشكل عام وتصفيات كأس العالم بشكل خاص، من خلال تغيير ديكور المحل ليتناسب مع الأعداد الكبيرة المتوقع توافدها لحضور المباريات إلى جانب إحضار شاشة عرض كبيرة.

ويعتبر كأس العالم من أهم الأحداث التي تشد انتباه ملايين المشاهدين على مدى شهر كامل.وبحسب جمعية المطاعم السياحية الأردنية، يوجد نحو 134 مقهى وكافيتريا في عمان، خمسة منها من فئة الثلاث نجوم، و42 من فئة النجمتين، و87 من فئة النجمة الواحدة.

ويشير صاحب مقهى آخر عيسى سعدو إلى ارتفاع أسعار الخدمة في الكوفي شوبات والمقاهي خلال نهائيات كأس العالم نظرا لارتفاع كلف التشغيل خلال تلك الفترة والتي يتكبدها أصحاب المحال والمتمثلة بكلفة البث التلفزيوني وتغيير ديكورات المحل.

وقال سعدو أن أعدادًا كبيرة من الزبائن توافدت للمحل لمشاهدة مباريات كأس العالم، مشيرا إلى أن متوسط أعداد الزبائن يبلغ خلال الأيام العادية نحو 50 شخصًا متوقعًا أن تتعدى أعدادهم خلال نهائيات كأس العالم 150 شخصًا.
وتنامت ظاهرة حضور المباريات الكبيرة في الفنادق والمقاهي ومحلات الكوفي شوب في الآونة الأخيرة مما دفع بعضهم إلى أن يكون متخصّصًا في بث المباريات لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن.

ويستشهد أحد الموظفين في كوفي شوب في الصويفية رائد غزال بمباريات الدوري والبطولات العربية كـquot;دليل على الدور الذي تقوم به المباريات في استقطاب أعداد كبيرة من الزبائن الذين يقدمون لمشاهدة تلك المباريات بأجواء يملؤها الصراخ والزحمة، خصوصًا أن بعضهم يفضل مشاهدة المباريات خارج المنزل وبرفقة الأصدقاء والأرجيلة التي لا غنى عنها في مثل تلك الأجواءquot;.

وقال غزال إن محله شهد إقبالاً من قبل الزبائن طيلة أيام بطولة كأس العالم لترتفع بذلك نسب الإشغال إلى أكثر من 100 % وبشكل يفوق مساحة المحل.
وأشار إلى أنه في أوقات المباريات يضطر العاملون إلى وضع مقاعد إضافية تمتد إلى خارج المحل ليتسنى للزبائن حضور المباريات.