دشّنت مؤسسة مطارات دبي رسمياً ظهر الأحد المرحلة الأولى من مطار quot;دبي ورلد سنترال - آل مكتوم الدوليquot; المخصصة للشحن، المتوقع أن يصبح أضخم مطار في العالم مع إنجازه كاملاً، بطاقة استيعابية قدرها 160 مليون مسافر و12 مليون طن شحن سنوياً، و4 مبان للمسافرين و5 مدرجات.

دبي - إيلاف، وكالات: افتتحت دبي الأحد مطارها الثاني، بعد ثلاثة أسابيع من إعلانها طلبية لشراء 32 طائرة إيرباص جديدة من طراز quot;ايه 380quot;، بقيمة 11.5 مليار دولار، مؤكدة عزمها على الاستمرار بالتحليق عالياً، بالرغم من الأزمة الاقتصادية، التي أوقفت زمن الفورة، وكبّلت الإمارة بالديون.

ويقتصر نشاط المرحلة الأولى من quot;دبي وورلد سنترال - مطار آل مكتوم الدوليquot; على عمليات الشحن في الوقت الراهن، مع قدرة استيعابية تصل إلى 250 ألف طن سنوياً، إلا أن المطار سيبدأ باستقبال الركاب اعتباراً من آذار/مارس 2011، على أن تصل قدرته الاستيعابية إلى خمسة ملايين مسافر سنوياً، بحسب مؤسسة مطارات دبي.

ويقع المطار الجديد بالقرب من منطقة جبل علي الحرة، وهي أكبر منطقة حرة في الشرق الأوسط، وبالقرب من ميناء quot;جبل عليquot;، الذي يعد من أكبر محطات الحاويات في العالم.

وبحسب توقعات مطوري هذا المطار، فإنه سيصبح بعد انتهاء الأعمال في مراحله كافة، أكبر مطار في العالم، إذ سيحظى بخمسة مدرجات، وتصل قدرته الاستيعابية إلى 160 مليون مسافر في السنة، إضافة إلى 12 مليون طن من الشحن سنوياً. إلا أن خطة إنشاء المطار لا تحدد تاريخاً للانتهاء من بناء كل مراحل المطار الجديد.

وتحظى دبي أصلاً بمطار هو الأكبر في المنطقة، استقبل 42 مليون مسافر في 2009، فيما يتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 46 مليون مسافر في 2010، وإلى مئة مليون مسافر في 2020، حسبما أفاد النائب الأول لرئيس مؤسسة مطارات دبي للشؤون الاستراتيجية جمال الحاي لوكالة فرانس برس. وقال الحاي quot;إن نمونا يتم بحسب استراتيجية تسعى إلى جعل دبي مركزاً لطريق الحرير الجديدةquot;، التي تربط بين الشرق والغرب.

وبفضل موقع دبي الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة، التي جعلت منها وجهة إقليمية للتجارة والسياحة، بات قطاع الطيران يمثل ربع إجمالي الناتج المحلي للإمارة، بحسب الحاي. وذكر المسؤول أن قدرة مطار دبي الدولي الحالية تصل إلى 65 مليون مسافر، ويفترض أن ترتفع إلى 75 مليون مسافر سنوياً في 2012، مع افتتاح الكونكورس الثالث المخصص حصراً لطائرات إيرباص quot;ايه 380 العملاقةquot;.

وطلبت شركة طيران الإمارات، التابعة لحكومة دبي، في الثامن من حزيران/يونيو الماضي في برلين، شراء 32 طائرة إيرباص ايه 380 جديدة بقيمة 11.5 مليار دولار، ما يرفع إجمالي عدد الطائرات الأوروبية العملاقة التي طلبتها الشركة الإماراتية إلى 90 طائرة، معززة موقعها كأهم زبون لهذه الطائرة. وتسلمت طيران الإمارات حتى الآن عشر طائرات إيرباص ايه 380.

وأوضح متحدث باسم طيران الإمارات لوكالة فرانس برس أن الشركة quot;ستعلن طلبية جديدة خلال معرض فارانبروهquot; في بريطانيا الذي يفتتح في 19 تموز/يوليو. وتؤكد شركة طيران الإمارات أنها اكبر مستخدم لطائرات بوينغ 777 في العالم، إذ إنها تشغل حالياً 85 طائرة من هذا الطراز.

وعزا حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذه الطلبيات الجديدة إلى quot;النموquot; الذي تشهده الإمارة في قطاع الطيران، وفي عدد الركاب والسياح. وأكد الشيخ محمد في مقابلة مع quot;سي ان انquot; عرضت الجمعة أن اقتصاد دبي quot;بخيرquot;، وأن quot;الأسوأ بات وراءناquot;، رغم أن ديون حكومة الإمارة والشركات التابعة لها تقدر بمئة مليار دولار.

وقال الشيخ محمد، وهو نائب رئيس الإمارات ورئيس وزرائها، quot;ننتظر النمو المقبل، وعلينا أن نستعد لنغتنم الفرصة التي ستتاح قبل الآخرين في العالمquot;. وحققت شركة طيران الإمارات أرباحاً صافية بحوالي مليار دولار في السنة المالية 2009-2010، التي انتهت في 31 آذار/مارس الماضي، وذلك في وقت لا تزال شركات الطيران في العالم تعاني تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية.

وأعلنت الشركة أنها ستوظف 250 قائد طائرة جديداً خلال العام الحالي، كما ستوظف 700 آخرين العام المقبل، لتشغيل أسطولها الذي ما انفك يتوسع. وتملك الشركة حالياً حوالي 150 طائرة، وتسير رحلات إلى أكثر من مئة وجهة، بحسب آلان ستانلي، وهو أحد المسؤولين في الشركة، التي لا يبدو أنها تخشى المنافسة المتصاعدة من قبل شركتي الاتحاد للطيران التابعة لأبوظبي، والخطوط الجوية القطرية.

وأشار رئيس شركة إيرباص لمنطقة الشرق الأوسط حبيب الفقيه لوكالة فرانس برس إلى quot;أنها مرحلة جديدة مثيرة للإعجاب في مسيرة دبي نحو تحولها إلى مركز عالمي للطيرانquot;، ملخصاً بذلك نظرة دوائر صناعة الطيران للإمارة الطموحة.

إلى ذلك، بدأت ثلاث شركات طيران متخصصة بالشحن من إجمالي 15 شركة، عملياتها عبر مطار quot;دبي ورلد سنترال ـ آل مكتوم الدوليquot;، هي شركات (راس أفييشن وسكاي لاين وأيروسبيس كونسورتيوم) لخدمة عملائها في مناطق مختلفة من العالم. وهبطت طائراتها على أرض المطار ظهر اليوم.

وألقى quot;بول غريفيث الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي كلمة رحّب فيها بالشركات العاملة عبر المطار الجديد، مشيرا إلى أنه جزء من مشروع ضخم، سيلبي احتياج دبي لمطارين دوليين. موضحاً أن quot;الطاقة الاستيعابية لمطار دبي الدولي تصل في الوقت الراهن إلى 2.5 مليون طن شحن سنوياً، ومع إضافة طاقة المرحلة الأولى من مطار دبي ورلد سنترال ـ آل مكتوم البالغة 250 ألف طن سنوياً، سوف ترتفع قدرة المطارين إلى نحو 2.8 مليون طن سنوياًquot;.

وأضاف quot;إذا ما نظرنا إلى حجم الشحن الذي نستهدفه عبر المطارين، والبالغ 3 ملايين طن في العام 2015، ندرك جيداً الإنجاز الذي قمنا به اليوم لمواكبة احتياجات اقتصاد دبي المتناميquot;.

وأشاد غريفيث بشركات الشحن الخمسة عشرة، التي التقطت هذه الفرصة مبكراً، وقامت بتوقع اتفاقيات رسمية مع مطارات دبي، مشيراً إلى أنها ستستفيد من فرصة وجودها هناك. وتوقع غريفيث ارتفاع عدد الشركات الراغبة في العمل هناك باضطراد خلال الأشهر القليلة المقبلة.

تجدر الإشارة إلى أن الشركات التي وقّعت مع مطارات دبي لبدء عملياتها في مبنى الشحن عبر مطار دبي ورلد سنترال ـ آل مكتوم الدولي هي، أبان إير، واي سي ايه، وإيروسبيس كونسورتيوم، وأفييشن سرفيسز منجمنت، وكوين إيرويز، وراس أفييشن، وسونيك جت، وسن غلوبل، وسكاي لاين، وأخيراً شركة يونيد أفييشن سرفيسز. وسوف تقوم هذه الشركات ببدء عملياتها التشغيلية في أوقات مختلفة خلال الفترة القليلة المقبلة.

وكانت مؤسسة مطارات دبي قد نظمت في 20 الجاري أول تجربة ناجحة لتشغيل المطار، حيث حطت على مدرجه طائرة تابعة لطيران الإمارات من طراز بوينغ 777 المخصصة للشحن في رحلتها الاعتيادية الآتية من هونغ كونغ إلى دبي. وأنجزت المؤسسة طوال الفترة الماضية الإجراءات القانونية والفنية المتعلقة بافتتاح المطار مع الجهات المعنية محلياً ودولياً.