من المتوقع أن يجري بناء أول مشروع تجاري في العالم لإنتاج الزيت الصخري سواء من الصخر الزيتي العميق أو السطحي سيكون في الأردن خلال العام الحالي.

عمّان: رأى مدير عام سلطة المصادر الطبيعية في الأردن الدكتور ماهر حجازين أن الاستغلال التجاري للصخر الزيتي يحتاج سنوات عديدة، موضحاً أن ابلاده سباقة على مستوى العالم في مجال استغلال الصخر الزيتي.

وتوقع حجازين إنتاج 100 ألف برميل نفط مكافئ يومياً من الصخر الزيتي، مؤكداً أن استغلال الصخر الزيتي لإنتاج الطاقة الكهربائية وإنتاج النفط هو الحل الوحيد لمشكلة الطاقة في الأردن على المدى المنظور. ويعتبر الأردن من أغنى خمس دول في العالم بمادة الصخر الزيتي، إذ يقدر احتياطي المملكة من هذه المادة بـ 40 مليار طن، وهي كمية مرشحة للزيادة إلى الضعف.

جاء ذلك خلال اللقاء الحواري الذي عقد في جامعة عمّان العربية للدراسات العليا، ونظمته جمعية متخرجي الجامعات والمعاهد الأميركية أمس حول مصادر الصخر الزيتي ومصادر الطاقة في الأردن.

واستعرض د. حجازين أبرز التحديات الأساسية في قطاع الطاقة في الأردن، ومنها الافتقار إلى مصادر محلية للطاقة التجارية والاعتماد على الاستيراد، إذ يستورد الأردن حوالي 96 % من إجمالي احتياجاته من الطاقة. إضافة إلى مواجهة الكلفة الكبيرة السنوية لاستيراد الطاقة، إذ بلغت الكلفة في عام 2008 حوالي 2765 مليون دينار، لتشكل ما يزيد عن 21 % من قيمة الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية.

إضافة إلى مواجهة معدلات النمو المرتفعة في الطلب على الطاقة الأولية والطاقة الكهربائية، وتأمين الاستثمار اللازم في صناعة الطاقة ومنشآتها. ويقدر حجم الاستثمار المطلوب لتنفيذ مشاريع قطاع الطاقة خلال الفترة 2008 ndash; 2020 بحوالي 14-18 مليار دولار، وذلك حسب الاستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة.

وكانت خمس دول، من ضمنها الأردن، قد قامت بتأسيس مركز التعاون للصخر الزيتي في شراكة مع شركات إقليمية ودولية. ويهدف المركز، الذي أسسه كل من مصر والأردن والمغرب وسوريا وتركيا، في شراكة مع شركات إقليمية ودولية، إلى وضع إطار مشترك للبيئة والطاقة، ووضع معايير مشتركة لدراسة، والاستفادة من موارد الصخر الزيتي، وجذب المستثمرين لهذا القطاع.

كما يهدف إلى المساعدة في تطوير تقنيات استغلال الصخر الزيتي ضمن بيئة نظيفة وتبادل الخبرات ما بين الدول المشاركة والشركات المهتمة، حيث تعتبر أهدافاً ذات جدوى، سيما بالنظر إلى التحديات الراهنة في أمن الطاقة وزيادة المنافسة على مصادر الطاقة التقليدية.

ويعتبر المركز نتاج اجتماع رفيع المستوى ضمن إطار مشروع تكامل أسواق الطاقة الاورو ndash; متوسطي المنعقد في شرم الشيخ في شباط (فبراير) من العام الحالي. ومن خلال هذا المشروع، تستطيع البلدان الشريكة تبادل المعلومات مع الشركاء الأوروبيين، مثل أستونيا، التي تعتبر رائداً في استغلال الصخر الزيت (يتم تلبية حوالي 90% من الطلب على الكهرباء المنتجة بوقود الزيت الصخري). وبفضل تواجد موارد كبيرة من الصخر الزيتي، تبدي مصر والأردن والمغرب وسوريا وتركيا حالياً اهتماماً باستخدام مماثل لمواردها من الصخر الزيتي.