يرصد الخبراء والمحللون الماليون اشارات انفراج، لو مؤقتة، في أسواق تبادل العملات، الأوروبية والسويسرية. ويعود الفضل في ذلك الى التدخل المستمر الذي يقوده المصرف الأوروبي المركزي، حتى عن طريق تنظيم المزادات العلنية لبيع سندات الخزائن الأوروبية لا سيما تلك التابعة لدول واقعة في مصائب مالية جمة، كما اليونان والبرتغال.

برن(سويسرا): على صعيد اليورو والفرنك السويسري، يتوقع الخبراء المصرفيين السويسريين أن يتأرجح سعر صرف اليورو، أمام الدولار الأميركي، بين 1.26 و1.28 في الأيام القادمة. بالنسبة للفرنك السويسري، فان مكانته العالمية قد تدخل منحى ثورياً، اعتباراً من شهر سبتمبر(أيلول) القادم! اذ لا يستبعد الخبراء، في مصرف يو بي اس مثلاً، أن تصل قيمة الفرنك السويسري الواحد الى 1.20 يورو في الأسابيع القادمة اعتماداً على السياسة المتجددة للمصرف السويسري المركزي وما ستؤول اليه جهود المصرف الأوروبي المركزي الرامية الى توطيد الثقة بين المصارف الأوروبية، التي تسجل حالياً انتعاشاً مقبولاً.

في سياق متصل، يشير الخبير يوزيف كيالين، في فرع مصرف بي ان بي باريبا السويسري، الى أن السيولة المالية الموجودة راهناً في أسواق تبادل العملات، داخل منطقة اليورو، تراجعت في الآونة الأخيرة من 879 بليون يورو الى ما مجموعه 731 بليون يورو. ما يعني تراجعاً بنسبة 17 في المئة. مع ذلك، تبقى كمية السيولة المالية مرتفة جداً، وهي تبقى أعلى مما سجلته هذه الأسواق قبل دخول أوروبا دوامة الأزمة المالية. كما تحافظ هذه السيولة على مستويات رصدها المراقبون في الشهور الأخيرة من عام 2008.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير كيالين بأن المزادات العلنية التي يطرحها المصرف الاوروبي المركزي، دورياً، أداة رائعة لمواجهة وضع مالي استثنائي تعيشه منطقة اليورو. ولا يتوقع هذا الخبير أي مفاجآت لليورو أمام الدولار الأميركي لغاية نهاية الشهر الجاري. في ما يتعلق باستعادة اليورو مجده السابق أمام الدولار فان كل شيء يتعلق بمدى صلابة استراتيجية المصرف الأوروبي المركزي الرامية الى تحديث البنى الرئيسية، لتقديم القروض الى المصارف الأوروبية، بهدف جعلها أكثر تجانساً مع وضع طبيعي عاشته منطقة اليورو لغاية عام 2008! وستتضح أهم نتائج هذه الاستراتيجية في مطلع الخريف القادم.