لم يسلم فانوس رمضان من الغلاء في مصر، فارتفعت أسعار أنواعه المختلفة بنسب ما بين 15 و20 %، لكنه هذا العام وللمرة الأولى لا يشهد إقبالاً كبيراً على شرائه، ما أرجعه البعض للظروف الاقتصادية وموجات ارتفاع الأسعار المتتالية، وهذا ما فطن إليه مستوردو الفوانيس فلم يقدموا على جلب كميات كبيرة للبلاد، لتوقعهم عزوف الكثير عن اقتنائه.

حسام المهدي من القاهرة: ظهر الفانوس في الأسواق المصرية مبكراً هذا العام، حيث تم طرحه للمستهلكين منذ أكثر من شهر، واتخذ المصنعون حيل كثيرة لجذب الزبائن، كتصنيع فوانيس على شكل الشخصيات الكرتونية، مثل فانوس المفتش كرومبو أو شخصيات رياضية مثل أبو تريكه وجدو وحسن شحاته، كما اتخذ الفانوس أشكال عديدة تلبي رغبات وأذواق متعددة، ولكن لم يفلح ذلك كله في تحقيق الرواج النسبي للفوانيس.

في الماضي القريب كان لا يكاد يخلو منزل مصري من فانوس رمضان، إما أن تجده معلقاً في البلكونات والفراندات أو في مدخل المنزل أو حتى معلقاً في الشارع تحيط به أشرطة الزينة ولمبات كهربائية ضوئية، لكن هذا العام تخلى الكثير عن عادة شراء الفانوس، كما تقول أم كمال quot;كيف أشترى فانوساً، وأنا ليس معي أن أشتري الخبز، نعم إننا تعودنا منذ الصغر أن نشتري فانوساً كبيراً نعلقه في وسط المنزل كل عام بحلول شهر رمضان، لكن الآن أصبحت هناك ضروريات وحاجات أساسية يصعب على دخلنا البسيط الإيفاء بها، ولذا اكتفينا هذا العام بشراء فانوس صغير quot;صينيquot; لحفيدي الصغير بمبلغ 25 جنيهاً.

ويؤكد بائع الفوانيس بمنطقة العتبة quot;صلاحquot; أن الإقبال على شراء فانوس رمضان محدود جدا وكذلك كمية الفوانيس لدى تجار الجملة تقل عن نصف ما كان معروضا في العام الماضي ، ويضيف صلاح أن بعض الزبائن تقف لتشتري الفوانيس ولكن عندما تعرف سعرها تغادر المتجر على الفور وخاصة الفوانيس الكبيرة التي تعلق في الميادين والشوارع فقد وصل ثمن الحجم الأكبر منها إلى 1500 جنيها للفانوس.

وعن أسعار الفوانيس الأخرى يؤكد محمد تاجر جملة تترواح أسعار الفانوس الصغير ما بين 20 و75 جنيهاً، فيما يصل سعر الأحجام الكبيرة إلى 500 جنيهاً للفانوس الواحد، هذا فضلاً عن الفانوس المحلي الذي يصنع من الصاج، فهذا يباع للمقاهي والفنادق بأسعار قد تتعدى 1000 جنيهاً. وأضاف quot;لقد فطن المستوردون لطبيعة السوق هذا العام، لذا لم يستوردوا كميات كبيرة من الفوانيس وأدوات الزينة الرمضانية، وكان توقعهم في محله، فيمكن القول إن نسبة البيع هذا العام تقل عن الماضي بأكثر من 70 %، وهذه نسبة مقلقة تعبر مدى سوء الحالة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.

وأرجع أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين في غرفة القاهرة التجارية ارتفاع أسعار فوانيس رمضان هذا العام مقارنة بأسعار العام الماضي، نتيجة لالتزام المستوردين بتقديم شهادة فحص من المكتب المحلى الصيني للفحص والحجز quot;CIQ quot;والتابع للإدارة العامة للرقابة على الجودة والفحص والحجز بالصين AQSIQ وتكلفة هذه الشهادة 500 دولار على الصنف الواحد، فلو أن الحاوية تحتوى على أكثر من صنف يرفع من قيمة السلع الواردة على متن الحاويات، وأحياناً توجد حاويات بها ما يزيد عن 10 أصناف أي أنها تتكلف 5000 دولار قيمة الشهادة.

ومن بين أسباب التخلي عن عادة شراء الفانوس قرار وزارة الكهرباء المصرية بمنع تعليق الفوانيس الكبيرة ولمبات الزينة في الشوارع أو المحال أو المقاهي والمطاعم وتطبيق عقوبات على من يخالف ذلك، وهذا القرار الغرض منه تخفيف الأحمال وترشيد استهلاك الكهرباء.