تسعى الحكومة الأردنية عبر مجموعة من الخطط التنموية الكبرى إلى تغيير وجه مدينة العقبة. وتتضمن تلك الخطط مشروعات تطويريّة ضخمة ستقوم بتنفيذها شركات أجنبية، تتجهز في تلك الأثناء لتحويل أجزاء كبيرة منها إلى مجتمعات أو مناطق معزولة.

القاهرة:يعتبر أكثر تلك المشروعات طموحا ً هو مشروع مرسى زايد الذي يُجرى تطويره في تلك الأثناء من جانب شركة quot;المعبر للاستثمار العقاريquot; التي تتخذ من إمارة أبو ظبي مقراً لها. ولفتت صحيفة quot;فاينانشيال تايمزquot; البريطانية في تقرير ألقت من خلاله الضوء على ما يُبذل هناك من جهود إنمائية إلى أن الأعمال التحضيرية الخاصة بهذا المشروع بدأت هذا العام، وأن نطاق المشروع المقام على مساحة تقدر بـ 3.2 مليون متر مربع قد أصبح واضحا ً من خلال أميال الحواجز الحديدية المنتشرة هناك من جنوب المدينة باتجاه الحدود الأردنية مع المملكة العربية السعودية.

وأوضح شادي رمزي المجالي، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة، أن من بين إجمالي استثمارات قيمتها 18 مليار دولار قامت باستقطابها منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة منذ أن تم إنشائها قبل أقل من عشرة أعوام، تُشكّل شركة المعبر استثمارات تبلغ قيمتها 10 مليار دولار. وتابع المجالي قائلا ً :quot; ومع هذا، أثرت الأزمة المالية على إعادة التنمية. وعلينا أن نعترف أننا تأثرنا بصورة طفيفة. وهناك تأخير مدته ثمانية أشهر في بعض المشروعات. لكن لم يتم إلغاء أي شيءquot;.

وأشارت الصحيفة من جهتها إلى أن مشروع مرسى زايد لازال في مراحل إنشاؤه الأولى، مع استمرار أعمال البناء حول ميناء الفوسفات في مدينة العقبة، الذي سيتم نقله ليصبح قريبا ً من الحدود السعودية بحلول عام 2013. ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن المنطقة الخاصة بهذا الميناء ستشكِّل في ما بعد محورا ً لمشروع شركة المعبر، الذي سيضم فنادق، ومرافق سياحية، ومحطة ترسو فيها السفن السياحية، ومشاريع سكنية.

وكان عماد كيلاني، كبير المسؤولين التنفيذيين بشركة المعبر في الأردن، قد تحدث العام الماضي عن اعتقاده بأن المدينة تحظى بإمكانات سياحية، وأن القطاع السكني قابل هو الآخر للحياة. في ما أوضحت الصحيفة أن شركة تطوير العقبة تبني خططها على أساس أن سكان مدينة العقبة سيزيدون من 100 ألف الآن إلى 250 ألف في غضون عشرة أعوام، وهو ما يعني أن الطب سيتزايد على الوحدات السكانية، كما سبق وأن صرح كيلاني، لكن كثير من السكان ينظرون بصورة قاتمة لتلك المشروعات الضخمة، حيث يشعرون بأنهم سيُنحون جانبا ً لإفساح المجال أمام المطورين.

وفي وقت اشتكى فيه آخرون من الزيادات المذهلة في الإيجارات، أو من أن يُجبروا على ترك وسط المدينة، رفض سالم المغربي، المفوض في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية، تلك الشكاوى. وختمت الصحيفة بلفتها إلى مشروع عملاق آخر يُطلق عليه مشروع آيلا بارك العقبة، الذي يُجرى بناؤه حاليا ً على حقل ألغام سابق بالقرب من الحدود مع إسرائيل. ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء بحيرة، لإضافة 14 كيلو متر من الواجهة البحرية من خلال مساحة الـ 250 متر التي يملكها المشروع على شاطئ البحر.