عشيةعيد الفطر وفي ظل الظروف الإقتصادية الصعبة من غلاء الأسعار وارتفاع أصوات التذمر يستعد معظم الأردنيين لقضاء إجازة العيد خارج البلاد كلاً حسب قدرته المالية، وحالة التناقض باتت واضحة في تفكير وسلوكيات المواطنين، إذ رغم التذمر والحديث عن ارتفاع الأسعار، تشهد الأسواق التجارية حركة نشطة خصوصاً قطاعي الملابس والحلويات في كل المناطق سواء الراقية أو الشعبية.
رانيا تادرس من عمّان: إستغل الكثير من الأردنيين عطلة أربعة أيام والعروض التي قدمتها الشركات السياحية خصوصاً لمناطق تركيا ومصر ولبنان وسوريا للترفيه عن أنفسهم.
واللافت أن معظم الشركات السياحية إعتذرت عن تسجيل أي مواطن بسبب الاكتظاظ وإقفال باب التسجيل للأعداد الكبيرة المسافرة بحسب ما يؤكد أحد مدراء الشركات السياحية لـquot;إيلافquot;.
ويضيف أن quot;عامل الجذب هو الأسعار المقبولة والمعتدلة التي توفر الخيارات بحكم القدرة المالية لكل شخص لكسر روتين الملل والترفيه عن النفس والتخلص من الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يتعرض لها المواطن، لكن واجهة السياحة الخارجية للأردنيين تنوعت في ظل عروض الشركات السياحية الأردنية، فبعضهم اختار شرم الشيخ في مصر، وآخرون إسطنبول ومرمريس في تركيا، وكذلك لبنان ومصايف سوريا.
ويقول رئيس جمعية وكلاء السياحة في الأردن شاهر حمدان لـquot;إيلافquot; إن قضاء إجازة خلال عام عاصف بالضغوطات الاقتصادية والاجتماعية، حق للمواطن الأردني، ودائماً ما يجد المواطن متسعاً من الوقت للترفيه عن نفسه وتدبير أموره.
والرحلات التي يقوم بها الأردنيون إلى الخارج هي غير مكلفة من وجهة نظر حمدان لكون الشركات السياحية الأردنية لديها عروض وامتيازات خاصة لدى الفنادق وشركات النقل السياحي في الخارج، لذا تكون التكاليف مناسبة كما يرى حمدان.
لكن الجميع يغفل، سواء كان مواطناً أو صاحب شركة سياحية، أن العرض الذي يقدم من قبل الشركة يتضمن الإقامة في الفندق والمواصلات للتنقل، وأن أي برامج سياحية ورحلات في الدول التي يتم اختيارها تكون على حساب المسافر، وكذلك وجبات الطعام، خصوصاً أن موجة الغلاء تجتاح معظم الدول العربية والعالمية وفقاً لما قاله بعض المسافرين.
توضح إلهام كركي أن quot;تكلفة الشخص الواحد لقضاء إجازة خارج الأردن لمدة أربعة أيام تحتاج 1000 دولار، خصوصاً إذا كانت في مناطق تركيا ولبنان، لأنها غالية جداً، واختيار فنادق الخمس نجوم للشخص، فما حال العائلات التي لديها عدد من الأطفال بالتأكيد ستحتاج مبالغ تصل إلى الآلاف.
هذا ما تؤكده أم تامر، التي حاولت قضاء إجازة العيد هي وزوجها وأبناؤها الثلاثة، لكن عند حساب التكاليف وجدت أنها قد تصل إلى 8000 آلاف دولار لأربعة أيام فقط، فتم إلغاء الفكرة. لكن الرحلات السياحية الخارجية تستقطب فئة الشباب العاملين أو ذوي الدخل المرتفع، الذين ليس لديهم مسؤوليات.
ومن المتوقع وفقاً لتوقعات حمدان أن تغادر الأردن من 70 إلى 80 حافلة، تحمل كل واحدة 40 مسافراً إلى الدول المجاورة، إضافة إلى المغادرين جواً، الذين لم تعرف أعدادهم بعد.
وكخطوة لتشجيع السياحة الداخلية للفئات التي لاتمتلك قدرة مالية للسفر للخارج، أطلقت وزارة السياحة بالتعاون مع الجهات المحلية حملة ترويجية خلال فترة العيد تحت عنوان quot;الأردن أحلىquot;، وذلك لجذب وخلق سياحة داخلية بأسعار مقبولة تتراوح بين 20 إلى 40 دولاراً للفرد الواحد، حسب المنطقة المراد اختيارها ليوم واحد، كما أشار حمدان. موضحاً أن العرض يشمل كل المناطق السياحية في المملكة، من جرش وعجلون إلى مناطق أم قيس في الشمال إلى العقبة والبتراء ووداي رم في الجنوب.
ويضيف حمدان أن منطقة العقبة والبحر الميت تشهدان إقبالاً لافتاً، حيث وصلت نسبة الإشغال في الفنادق درجة عالية جداً، كما تشهد الأسواق التجارية حركة شرائية قوية، خصوصاً الملابس في المناطق كافة، كذلك محال بيع الحلويات تشهد إرتفاعاً ملحوظاً في أسعارها، بحكم إرتفاع تكلفة موادها الأساسية والضرائب التي فرضت على المستوردة منها، وفق أمل عبد الهادي إحدى مالكات سلسلة مطاعم وحلويات.
وبعد شهر من الصيام، يحل عيد الفطر في الأردن بفرحته، محكوماً بالقدرة المالية للمواطن الأردني، الذي مهما تعرض للضغوط الإقتصادية وغلاء في الأسعار، إلا أنه يتحمل ويقضي العيد بطريقته مهما كانت ظروفه.
التعليقات