يبدو أن المرأة، بغض النظر عن عمرها، قادرة على تنظيم حياتها اليومية أفضل بكثير مما quot;يغطسquot; به الرجل. لا بل تستطيع المرأة، ببراعة يحسدها عليها الرجل، أن تدير عدة أنشطة يومية، في الوقت ذاته.

برن (سويسرا): ان خوض عدة أنشطة، تختلف طبيعتها في ما بينها، أضحى واقعاً جديداً يتفشى في أوساط الموظفين والموظفات والعمال والعاملات في القارة الأوروبية، من شمالها الى جنوبها، مروراً بسويسرا. كما أن ما معدله 8 من أصل 10 عمال يجدون أنفسهم، يومياً، مجبورين على تنفيذ عدة مهام، بصورة موازية. وفي الوقت الحاضر، فان 92 في المئة من الموظفات والعاملات السويسريات يخضن هكذا مهام، في نفس الوقت، مقابل 83 في المئة من الموظفين والعاملين السويسريين.

من جانبهم، يرصد الخبراء أن المكان الأمثل، لتطبيق استراتيجية العمل في أكثر من نشاط، وبصورة موازية، هو مكان العمل أين يتم استخدام، على سبيل المثال، الهاتف المكتبي والكمبيوتر، في الوقت ذاته. علاوة على ذلك، تشير نتائج استفتاء أنجزه الباحثون في غرفة التجارة في العاصمة برن، شمل حوالي 200 شركة محلية، الى أن يوم العمل، لدى المرأة السويسرية قد يمتد الى 27 بدلاً من 24 ساعة. فبين التحدث على الهاتف، والعمل على الكمبيوتر، والأكل والعمل معاً والطبخ والاستماع، الى آخر الأنباء والمستجدات والتخلص من العمل المتأخر يحتسب الخبراء، بمساعدة معادلات رياضية، أن المرأة تنجح في العمل ما معدله ثلاث ساعات اضافية أي ساعة واحدة أكثر مقارنة بما ينجزه الرجال. بالطبع، فان هذه الساعات لا يتم احتسابها من ساعات اليوم ال24.

في سياق متصل، تشير الخبيرة آن هونغر، من مكتب العمل ببرن، الى أن سوق العمل المحلية دخلت سلسلة من التغيرات التي تعكس معها تحديات وفرص متعدد وأوقات عمل أكثر ليونة(لا سيما بسويسرا والدول الاسكندنافية) جعلت المرأة تلعب دوراً ناشطاً وبطولياً في كافة القطاعات الانتاجية. في الحقيقة، تنوه هذه الخبيرة بأن الليونة في أوقات العمل، وهي سياسة تروجها أكثر من 30 في المئة من الشركات السويسرية، هي المفتاح الذي يخول المرأة خوض عدة أنشطة، في الوقت ذاته. كما أن أكثر من 7 في المئة من الشركات، هنا، تسمح للمرأة العمل من المنزل أين تتمكن، هناك، من انجاز وظائفها الطبخية وغيرها.