واصل سعر الذهب إرتفاعه الحاد في الأسواق الكويتية، كإستجابة لموجات إرتفاعه عالمياً في الآونة الأخيرة.

عامر الحنتولي من الكويت: منيت مئات محال الذهب والمجوهرات في العاصمة الكويتية بخيبة أمل شديدة بعد مرور وإنتهاء عيد الفطر السعيد، دون أن تسجل مبيعات تلك المحال أي نشاط يذكر، رغم مبادرة محال

المجوهرات الشهيرة داخل الكويت، في الإعلان عن خصومات وجوائز، لتنشيط حركة الشراء خلال العيد، إلا أن موجات الإرتفاع العالمية الأخيــــــرة للمعـــدن الأصفر، قد فاقمت الركود اللافت لسوق الذهب الكويتي، مع تسجيل الركود نفسه منذ بدايــة العــام الحــالي، إذ أن الإرتــفــاع المتتالي لأسـعـاره مـحليــا وعــالميــا قد جعل المستــهلكيــن صرف النظر عـن شرائه في الوقت الراهن، إذ يؤكـــد عبدالله القحـــص لـquot;إيلافquot; أن السنوات الماضية تميزت بفترات ركود عدة، إلا أن المناسبات الإجتماعية والأعياد كانت تنشاط المبيعات، وتعوض أصحاب المحال عن فترات الركود، إلا أن العيد الأخير لم يفله بهذه المهمة.

ويؤكد القحص بأن أسعار الذهب الحالية لم تسجل في الكويت من قبل، وأن الذهب الكويتي يكون عادة أغلى من غيره من أنواع الذهب الأخرى، بسبب إضافة كلفة التصنيع الإحترافي الى ثمن القطعة الأساسية، وهو الأمر الذي دفع أغلب تجار الذهب في الكويت، الى تخفيف معروضاتهم من الذهب الكويتي، وعرض مشغولات أخرى من الذهب الصيني، وأنواع أخرى، لتطرية الإرتفاع الحاد في الأسعار، وخلق حالة من الإقبال على شراء الذهب، إلا أن القحص يؤكد بأن كل المحاولات لم تنجح مع إستمرار صعود أسعار الذهب، متوقعا صعودها أكثر خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي يعمق أزمة تجارة الذهب في الكويت.

من جانبه يرى عبدالله دشتي وهو تاجر ذهب أن الشركات الكبرى التي تتاجر بالمجوهرات، تستطيع الصمود، ودفع قيمة إيجارات المحال في المراكز التجارية الكبرى، ونسديد رواتب العمالة فيها، في إنتظار جلاء عاصفة الإرتفاعات التي تهب على هذه المهنة، إلا أن المحال الخاصة بالتجار، لا تبدو قادرة على الصمود أكثر مع ركود لافت، لا تظهر له أي نهاية في المستقبل القريب، متوقعا أن تبادر العديد من محال الذهب داخل الكويت الى الإقفال، والإتجاه الى نوع آخر من التجارة داخل الكويت، على إعتبار أن مهنة بيع الذهب لم تعد مجدية لأكثر المتعاملين بها.

ويعد العام الحالي هو الأسوأ بالنسبة لتجارة الذهب في الكويت، فإلى جانب الإرتفاعات العالمية الحادة، فإن تزامن العطلة الصيفية مع حلول شهر رمضان، و حلول العيد، وبدء المدارس والجامعات، وهي مناسبات تحتاج الى الإنفاق الشديد قد جعل المستهلكين غض النظر عن أي مشاريع لإقتناء الذهب، في ظل أزمة إقتصادية عالمية لم تتعاف منها أغلب الشركات الكويتية التي عمدت الى تخفيض رواتب الآلاف من عمالتها، إذ أن أغلب الأسر إن الكويتية أو الوافدين، قد أنفقوا الحصة الأكبر من دخلهم، على الإجازة السنوية التي تقضى عادة خارج الكويت، قبل أن يعودوا ليجدوا شهر الصيام قد حل، بما يتطلبه من عادا إستهلاكية كبيرة، إذ بإنتهائه حل بشكل متزامن العيد، وإفتتاح المدارس.

و ما قد يضاعف طين ركود تجارة الذهب في الكويت بلة، هو مساعي مبذولة من قبل مستهلكين للإقبال على بيع ما يقتنونه من ذهب، للإستفادة من الفرق الحاد بين السعر الرخيص الذين إشتروا به قبل سنوات، والسعر الحالي المضاعف أكثر من مرة، ورغم أن شراء محال المجوهرات للذهب ينطوي أساسا على فائدة لأصحابها، إلا أنه في الوضع الحالي لا يمكن توقع أن يأتي من يبيع، ليلحقه من يرغب بالشراء بهذا السعر الحاد، ناهيك عن أن السيولة الواحب دفعها للبائعين غير متاحة، في ظل الواقع المأساوي.

يشار الى أن سعر أوقية الذهب سجلت أمس سعر 370 دينارا كويتيا، أي ما يزيد على 1200 دولار أميركي، وبيع غرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولا في الكويت 11 دينارا كويتيا.