سلطت حركة النهضة الضوء على فقدان تنوع المنتوج السياحي التونسي، مؤكدة أنها ستعمل على تنويع المنتوج السياحي، من ضمن ذلك سياحة الصولجان والسياحة الصحراوية والرحلات البحرية والسياحة البيئية وسياحة الآثار وغيرها، إلى جانب العمل على تنويع الإقامات وإقامة مراكز المؤتمرات.


النقص الحاد لم يقتصر على السياح الأوروبيين فقط بل امتد حتى إلى العرب

تونس: تشهد السياحة التونسية منذ بداية 2011 تراجعًا كبيرًا على مستوى عدد الوافدين، وبالتالي انخفضت المداخيل المتأتية من السياحة. هذا الإنحدار في عدد السياح جعل عددًا كبيرًا من المؤسسات السياحية يغلق أبوابه، وهو ما رفع عدد العاطلين عن العمل.

أشار الديوان الوطني التونسي للسياحة، في إحصائيات جديدة، إلى أنّ عدد السياح خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري شهد تقلصًا كبيرًا بلغ نسبة 33.3%، فقد بلغ عدد السياح الوافدين على المدن السياحية التونسية نحو 4 ملايين سائح، مقابل 6 ملايين في الفترة نفسها من العام الماضي 2010.

على مستوى السياح الوافدين من الدول الأوروبية فقد تم تسجيل نقص كبير بلغ 45.1%، حيث لم يتجاوز عددهم مليون و900 ألف سائح. أما السياح الفرنسيون، الذين يعتبرون في المرتبة الأولى للسياح الوافدين إلى تونس، فقد بلغ عددهم 732 ألف سائح، مسجلين نقصًا قارب الربع وبنسبة 24.7%.

لكن النقص الحاد لم يقتصر على السياح الأوروبيين فقط، بل امتد حتى إلى السياح العرب، وخاصة سياح الدول المغاربية، فقد انخفض عدد السياح الآتين من ليبيا بنسبة 12.9%، و لم يتجاوز عددهم مليون و337 ألف سائح، كما إن عدد السياح الجزائريين سجل انخفاضًا نسبته 41%، ولم يتجاوز عددهم 517 ألف سائح خلال العام الجاري.

هذا التراجع الحاد في عدد السياح الوافدين إلى تونس، جعل عدد الليالي المسجلة خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية 2011 تتقلص بنسبة 41.9%، ويبلغ عددها 19 مليون ليلة. أما عن المداخيل فمن الطبيعي أن تسجل هي الأخرى تقلصًا بنسبة 36% لتبلغ 1907.8 ملايين دينار.

وأكد الحبيب عمار مدير عام الديوان الوطني للسياحة أخيرًا أنّ القطاع السياحي يواصل انحداره منذ بداية السنة الجارية، رغم تسجيل بعض التراجع في نسبة التقلص في الأشهر الأخيرة، حيث بدأ السياح يتوافدون على تونس، وهناك حجوزات لقضاء رأس السنة الميلادية في البلاد. القطاع السياحي، الذي يوفر العمل لأكثر من 400 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ويمثل 6.5% من الناتج الداخلي الخام، قد فقد في الأشهر الأخيرة نحو 22 ألف وظيفة، بعد إغلاق 24 نزلاً سياحيًا تضم 7500 سريرًا.

القطاع السياحي، وبعد التعرف إلى نتائج انتخابات المجلس التأسيسي وفوز حركة النهضة ومضيها في تعيين حكومة جديدة، دبّ الخوف في صفوف العاملين والمستثمرين فيه. فكان تجاوب حركة النهضة وعقدها لاجتماع طمأنت فيه كل الأطراف. حمادي الجبالي مرشح حركة النهضة لرئاسة الحكومة الجديدة بيّن أنّ حركة النهضة ستسعى إلى التشاور مع كل الأطراف حول الصعوبات التي يلقاها القطاع السياحي، quot;سنعمل على تدارس مشاكل وصعوبات السياحة التونسية من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها، حتى تحتل موقعًا رياديًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال التشاور مع كل المتدخلين في القطاع السياحيquot;.

وأضاف الجبالي أنّ الجامعة التونسية للنزل عليها أن تعمل على quot;تجاوز الخلافات داخلها، وتستفيد من الأجواء الديمقراطية السائدة في البلاد، لأنها ضرورية في كل قرار يهمّ القطاع السياحيquot;.

أما المسؤول في المكتب التنفيذي للتخطيط والبرمجة لحركة النهضة رضا السعيدي فقد أكد أهمية القطاع السياحي في الإقتصاد التونسي، حيث يساهم بنسبة 6% في الناتج الداخلي الخام، وهو ما يقارب 20 % من الصادرات، كما يساهم القطاع كذلك في تغطية ما نسبته 60% من عجز الميزان التجاري.

وتشغل السياحة في تونس نحو 12 % من اليد العاملة النشيطة بصفة مباشرة وغير مباشرة. وأشار إلى أنه تجب إعادة الثقة للأسواق الخارجية حتى يعود للقطاع السياحي بريقه، وذلك باعتماد حملات تسويقية ودعائية للمنتوج السياحي التونسي إلى جانب المشاركة في الصالونات و المعارض السياحية العالمية والصحافة الأجنبية المختصة.

وقال السعيدي إنّ حركة النهضة سلطت الضوء على فقدان تنوع المنتوج السياحي التونسي، وستعمل على تنويع المنتوج السياحي، من ذلك سياحة الصولجان والسياحة الصحراوية والرحلات البحرية والسياحة البيئية وسياحة الآثار وغيرها، إلى جانب العمل على تنويع الإقامات وإقامة مراكز المؤتمرات.

السعيدي أكد كذلك على ضرورة فتح تونس أمام الشركات الأجنبية، مع مراعاة مبادئ الشراكة الحقيقية، إلى جانب دعم الأسواق الأوروبية، التي تمثل المورد الحقيقي للسياحة التونسية، والعمل على فتح أسواق جديدة في أميركا واليابان وكندا والصين وكذلك الأسواق العربية والإسلامية مع العمل على تسهيل الحصول على تأشيرة الدخول إلى تونس، والتشجيع على التكوين في القطاع السياحي لبلوغ الجودة، وذلك بإستحداث مؤسسات لتكوين الإطارات القادرة على تغيير صورة السياحة التونسية إلى الأفضل ولمصلحة تونس.

من جهة ثانية، تحرص حركة النهضة، مثلما يرى رضا السعيدي، على العمل على استغلال المخزون الثقافي والبيئي التونسي المتنوع من أجل تدعيم السياحة الداخلية وتشجيع الإستثمار في قطاع السياحة الداخلية، وذلك بالتعاون مع العديد من المؤسسات الأخرى.

من ناحيته، أوضح محمد بلعجوزة رئيس الجامعة التونسية للنزل أنه سيتخذ إجراءات تهدف إلى إنعاش القطاع السياحي، من خلال تشريك كل المتدخلين في القطاع السياحي، وخاصة على مستوى اتخاذ القرار. وأضاف بلعجوزة أنّ حركة النهضة طمأنت كل العاملين في القطاع السياحي من خلال التعبير عن المشاغل والصعوبات التي تعيشها السياحة التونسية.

وأكد بلعجوزة أنّ السياحة التونسية تستحق أن تكون في موقع أحسن بكثير، وبالتالي سيعدّ خارطة طريق، هي عبارة عن برنامج سيقدم للحكومة المقبلة للنهوض بالقطاع، إلى جانب تنظيم حملة دعائية في الأسواق العالمية، حتى يطمئن السائح، ويعود من جديد إلى تونس.

أما رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار محمد علي التومي، فقال: quot;أنا متفائل بعد تطمينات حركة النهضةquot;. وأضاف أنه سيتم ترتيب بيت السياحة من الداخل، حتى يتمكن القطاع السياحي التونسي من المنافسة، وبالتالي اكتساح أسواق خارجية في كل بلدان العالم.

من جهتها، أكدت نقابة متفقدي الديوان الوطني التونسي للسياحة على الموقع الرسمي أنه quot;لن يصطلح حال القطاع السياحي حتى يقع تنظيف الوزارة والديوان الوطني التونسي من الذين خدموا مصالح النظام السابق، وزيفوا وغيروا لتزيين النظام على حساب قوت التونسيين والتونسيات، وأضرّوا بالقطاع، فإن لم تفعلوا هذا، فلن يتركونكم تتقدمون قيد أنملة حتى يظهروا للشعب فشلكم وعجزكم على تغيير الأمورquot; .