أعلنت تركيا أنها تعيد النظر في إمداد سوريا بالكهرباء إذا استمرت الأجواء الحالية بين البلدين، في الوقت الذي قررت فيه وقف أنشطة التنقيب عن النفط التي تجريها مع سوريا. وأكدت شركة توتال إن سوريا لم تعد تدفع ثمن النفط الذي تشتريه منها بسبب العقوبات.


أنقرة:صرّح وزير الطاقة التركي تانير يلديز الثلاثاء أن تركيا يمكن أن تعيد النظر في إمداد سوريا بالكهرباء إذا استمرت الأجواء الحالية بين البلدين، اللذين كانا حليفين في المنطقة.

وقال الوزير التركي quot;نمدّ سوريا بالكهرباء حاليًاquot;. وأضاف quot;إذا استمر هذا الوضع فسنضطر لمراجعة كل هذه القراراتquot;.

ويلمح الوزير التركي في التصريحات التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول، إلى الهجمات على مقار البعثات الدبلوماسية التركية من قبل متظاهرين مؤيدين للنظام السوري.

وتصدر تركيا الكهرباء إلى سوريا منذ إبرام اتفاق بين البلدين في 2006.

إيقاف انشطة التنقيب عن النفط

من جهة أخرى، أعلن يلديز وقف التعاون في مجال التنقيب عن النفط بين البلدين. وأوضح أن هذا القرار يتعلق بستة آبار في سوريا، حيث كانت تعمل شركة النفط التركية الحكومية والشركة الوطنية السورية للنفط.

وصرّح رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء أن تركيا فقدت كل أمل في أن يلبّي النظام السوري برئاسة بشار الأسد مطالب الأسرة الدولية في بدء إصلاحات ديموقراطية ووقف العنف.

وقال أردوغان في البرلمان quot;لم نعد ننتظر أن تبرهن إدارة الأسد على قيادة شريفة ومقنعة وشجاعة ومصممةquot;. وأضاف quot;لم يعد أحد ينتظر منه أن يمتثل لمطالب الأسرة الدوليةquot;.

ويعبّر أردوغان، الذي كان الحليف السياسي والصديق الشخصي للأسد، منذ أشهر عن خيبة أمله من الموقف الذي تبناه نظام دمشق حيال الحركة الاحتجاجية في الدولة المجاورة، والتي أسفرت عن سقوط 3500 قتيل على الأقل منذ بداية آذار/مارس، حسب الأمم المتحدة.

وقال أردوغان إن quot;الإدارة السورية على طريق خطر جدًا، وهي على حد السيفquot;، محذرًا من وجود quot;هاويةquot; في نهاية الطريق الذي تسلكه.

سوريا لم تعد تدفع ثمن النفط الذي تشتريه من توتال

وقالت المجموعة الفرنسية النفطية العملاقة توتال الثلاثاء إن الحكومة السورية لم تعد تدفع لها قيمة ما تنتجه من النفط في سوريا الخاضعة لحظر أوروبي.

وقال ناطق باسم المجموعة لوكالة فرانس برس quot;لم نعد نتلقى أموالاًquot;، مؤكدًا بذلك نبأ نشرته صحيفة فايننشال تايمز، بدون أن يوضح متى توقفت السلطات السورية عن دفع الأموال.

وأوضح الناطق نفسه أن توتال خفضت quot;بشكل طفيفquot; إنتاجها منذ نهاية أيلول/سبتمبر بسبب الوضع في سوريا، لكنها تواصل استثمار النفط والغاز فيها.

وتوتال والشركة البريطانية الهولندية شل هما أكبر شركتين أجنبيتين في سوريا. وكانتا تنتجان محروقات تبلغ حوالى 39 ألف برميل معادل للنفط يوميًا قبل بدء العنف، بينها 14 ألف برميل من النفط.

الولايات المتحدة ترحب بالعقوبات التركية

رحب البيت الابيض الثلاثاء بالعقوبات التي اعلنتها تركيا ضد النظام السوري، مؤكدا انها دليل على ازدياد quot;عزلةquot; الرئيس بشار الاسد الذي طالبه مجددا بالرحيل.

وصرح بن رودز المستشار المساعد لشؤون الامن القومي لدى الرئيس الاميركي للصحافيين ان quot;تصريحات تركيا اليوم تظهر ان الرئيس الاسد بات معزولا. اننا نرحب بموقف تركيا وحزمها الذي يوجه رسالة مهمة جدا الى الرئيس الاسد مرة اخرى، مفادها انه لا يمكنه قمع تطلعات شعبهquot;.

واضاف رودز انه على الاسد quot;التخلي عن السلطة لان ذلك من مصلحة شعبهquot;.

وادلى رودز بتصريحه من على متن الطائرة الرئاسية التي تنقل الرئيس باراك اوباما من ارخبيل هاواي الاميركي (في المحيط الهادئ) الى كانبيرا في استراليا حيث سيبدأ الاربعاء زيارة تستغرق يومين.

وامام استمرار قمع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام دمشق اعلنت تركيا الثلاثاء عن عقوبات للمرة الاولى بحق دمشق تمثلت بوقف الاعمال المشتركة للتنقيب عن النفط، مهددة بوقف تزويد سوريا بالكهرباء.

ويعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان منذ اشهر عن استيائه من موقف نظام بشار الاسد من حركة الاحتجاجات الشعبية التي اسفرت عن مقتل 3500 شخص منذ آذار/مارس بحسب الامم المتحدة، وذلك بعد ان كان حليفا للاسد.

كما اعلن وزراء خارجية الدول العربية السبت في القاهرة تعليق مشاركة سوريا في نشاطات الجامعة العربية اعتبارا من الاربعاء في حال عدم وقف دمشق قمعها للمعارضين.

وعلق رودز على ذلك بالقول quot;نرى المزيد من المعارضة الدولية للرئيس الاسد، ونرحب بذلكquot;.