افتتح في السعودية منتدى الرياض الاقتصادي، الذي يعقد وسط توتر اقتصادي دولي، وتفاعل الأحداث السياسية حول العالم، في ظل النمو الكبير في الاقتصاد السعودي خلال السنوات الماضية، ويأتي موعد انعقاد المنتدى متزامنًا مع التغييرات الوزارية الكبيرة التي شهدها القطاع الاقتصادي في الأسبوع الماضي.

انطلاق أعمال منتدى الرياض الاقتصادي في العاصمة السعودية

حسن الأحمري من الرياض: شهدت الرياض السبت افتتاح أعمال منتداها الاقتصادي، ويتزامن موعد المنتدى مع التغييرات الوزارية الكبيرة، التي شهدها القطاع الاقتصادي خلال الأسبوع الماضي في مؤسسة النقد ووزارة الاقتصاد والتخطيط، إضافة إلى قطاع العمل، حيث سيؤثر ذلك بشكل أو بآخر على الأطروحات والمشاركات، التي ستتم خلال المنتدى، إلى جانب التصريحات الإعلامية، التي تصاحبه، والتي عادة ما يكون لها ثقلها وتأثيرها على الأسواق في المملكة.

أبرز المحاور، التي سيتطرق إليها المنتدى اليوم، وعلى مدى ثلاثة أيام مقبلة، هي النقل داخل المدن، والمشاكل التي تواجه هذا القطاع، الذي يعتبر من أهم القطاعات في المملكة، نظرًا إلى التوسع الجغرافي والمساحات الشاسعة، مما يعطي هذا القطاع أهمية كبرى، ويصنّفه بالشريان المهم، الذي يؤثر سلبًا وإيجابًا على أداء الاقتصاد ككل.

وفي ظل المعطيات وتوافر الوسائل التقنية، إضافة إلى مصادر الطاقة المهمة داخل السعودية، إلا أن مشكلة النقل تعتبر المعضلة الأساسية وأبرز المحاور والقضايا، التي تُناقش في عدد كبير من المنتديات الاقتصادية، وأصبحت حديث المجتمع والصحافة في السنوات الماضية، فالازدحام المروري والاختناقات، وعدم توافر البدائل، ومشاكل النقل الجوي تطرح على طاولة أي حوار يتعلق بالنقل داخل المملكة.

كما سيناقش المنتدى أيضًا التعليم الفني والتدريب التقني والمهني ومدى ملاءمته للاحتياجات التنموية من القوى العاملة، ومن الملاحظ أنه ستتم مناقشة مشكلة البطالة وإيجاد حلول لها بشكل غير مباشر، من خلال مجال التعليم الفني والتدريب المهني، والاحتياجات التي يجب تلبيتها في السوق المحلية، وخاصة الحرفية منها، أو التي تتم تغطية الطلب فيها من العمالة الأجنبية أو الكوادر المستقطبة من خارج البلاد.

ولا شك في أن هذه المشكلة تعتبر من أهم القضايا، التي تناقش حاليًا، ويراد إيجاد حلول لها، على الرغم من الأداء الجيد لمؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني ومعدلات التخرج الجيدة، خلال السنوات الماضية، ولكن مسألة تلبية الاحتياجات الفعلية هي صلب القضية في هذا الموضوع، والتي ستتم مناقشتها في المنتدى.

إضافة إلى ما سبق، فستتم في المنتدى كذلك مناقشة تقويم الاستثمار في المملكة، وما هي الصعوبات التي يواجهها المستثمر، وما حققه الاستثمار داخل المملكة من تنمية الاقتصاد الوطني، وزيادة معدلات الناتج المحلي، وتخفيض معدلات البطالة.

أيضًا ستتم مناقشة الأمن الغذائي بين الزراعة المحلية والاستيراد والاستثمار الزراعي الخارجي، والتنمية المتوازنة لمناطق المملكة، كأوراق عمل خلال المنتدى.

فرصة جيدة لتقويم الوضع الحالي والنظر للمستقبل
من جهته، يرى عضو جمعية الاقتصاد السعودية، بندر السعيد، أن المنتدى في دورته الخامسة هو استمرار للقاءات الجيدة للاقتصاديين ورجال الأعمال داخل السعودية، لمناقشة الصعوبات وإيجاد حلول لها، وعلى الرغم من أن الحوار مطلوب دائمًا، إلا أن التنفيذ هو الأهم، حيث إن هناك صعوبات عدة تواجه المستثمرين ورجال الأعمال، إضافة إلى المسؤولين في الاقتصاد، لتنفيذ بعض المقترحات، التي يخرج منها المنتدى، وتحويلها إلى واقع، يستفيد منها المواطن، وتساهم في التنمية الاقتصادية داخل البلاد.

ويضيف أن المحاور التي سيناقشها المنتدى في الدورة الحالية تعتبر أهم القضايا الشائكة، التي يتناولها المجتمع هذه الأيام، وخاصة النقل ومخرجات التعليم، إضافة إلى الاستثمار وتقويمه، ومعرفة مدى نجاحه، وماهي الصعوبات التي تواجه المستثمر، سواء كان مواطنًا أو مستثمرًا أجنبيًا، والعمل على استقطاب المزيد من المستثمرين، الذين يساهمون في دعم عجلة التنمية، وتخفيف البطالة، من خلال توظيف السعوديين، وجلب المزيد من المستثمرين، من خلال توفير بيئة مناسبة ومناخ جيد للاستثمار داخل المملكة.