يبدو أن جني الأرباح، بقدر المستطاع وبأٍرع ما يمكن، أضحى الشغل الشاغل لا بل الهم الرئيسي للمستثمرين. وبالنسبة للشركات النفطية، التي تخطت أرباحها الصافية حاجز 4 بليون دولار، في العام الماضي، فان أسهمها باتت quot;مطلوبةquot; دولياً أكثر من أي وقت مضى.


برن: على صعيد منطقة اليورو، فان بعض الشركات، المدرجة أسهمها في مؤشر quot;يوروستوكس 50quot;، كما quot;سيمنزquot; وquot;دايملرquot; وquot;اي أونquot; وquot;ريبسولquot; النفطية ومصرفي quot;بي ان بي باريباسquot; وquot;سوسييتيه جنرالquot; الفرنسيين، ستتمكن بسهولة، في ضوء الأوضاع الأمنية السائدة في منطقة الشرق الأوسط، من زيادة عدد المستثمرين في أسهمها. وبالنسبة للعام، والأعوام القادمة، فان توزيع الأرباح، على المساهمين لدى هذه الشركات، سيتجاوز التوقعات.

وفي ضوء quot;الدوخةquot; الجيوسياسية، التي تعاني منها بعض الدول، لا سيما تلك المتواجدة في الشرق الأوسط، اضافة الى الأخطار الناجمة عن تعاظم موجة التضخم المالي، بدعم من ارتفاع لافت في أسعار المواد الأولية، يؤمن الخبراء السويسريون بأن المستثمرين الأوروبيين بدؤوا تغيير استراتيجيات شراء وبيع الأسهم. اذ ان تحركاتهم الناجحة، على المدى القصير، سيكون quot;سرquot; اللعبة التي لن تخلو من المضاربات. مرة أخرى، تستقطب بورصة لندن ومؤشر داكس الألماني انتباه المستثمرين.

في سياق متصل، يشير الخبير باسكال موزوميتشي، في بورصة زوريخ، الى أن التنويع في الاستثمارات سيكون الاستراتيجية الناجحة والأكثر فاعلية، خلال العامين القادمين. بالطبع، فان الأحداث العربية، التي وصل صدى تأثيرها الى معظم الساحات المالية الدولية، سيكون لها مفعول مباشر على خيارات المستثمرين الدوليين. ما يعني أن الشركات، العاملة في قطاع الطاقة، في منطقة الخليج العربي، لن تتأثر بأي تداعيات سلبية تحول دون تدفق أموال المستثمرين نحو أسهمها. أما خارج قطاع الطاقة، ولا سيما في قطاع البناء، فان العام سيشهد تراجعاً في كمية الأموال الدولية نحوه.

وبغض النظر عن توقعات المحللين، حيال أسعار النفط والذهب والمعادن الأولية الأخرى، للعام، ينوه الخبير موزوميتشي بأن الاستقرار الأمني، في أي دولة من دول العالم، له دور قيادي في جذب المستثمرين، أم لا، الى ساحاتها المالية حتى لو كانت هذه الدول تحت وطأة الديون في موازناتها العامة. على الصعيد الأوروبي، يلفت هذا الخبير الانتباه الى تألق مؤشر (DJ Stoxx Select Dividend 30) ومؤشر (Stoxx Europe 600) الذي ربحت قيمته حوالي 8.6 في المئة، في العام الماضي. وفي ما يتعلق بميول المستثمرين العرب، لا سيما الخليجيين منهم الذي يمتلكون ثروات كبيرة في الخارج، يتوقع هذا الخبير أن تتركز استثماراتهم، العام، في الخارج، خصوصاً في بورصات لندن ولوكسمبورغ وزوريخ وفرانكفورت وباريس، بدعم من برامج استثماراتية غربية واعدة جداً، من جهة، وأن تتراجع بحدة في منطقة الخليج، من جهة أخرى.