طلال سلامة من برن: تعيش الأسواق السويسرية المالية وغيرها، تقلبات يعتبرها المستثمرون، هنا، عدوانية في حقهم، فما إن يختار المستثمر خطة ما أم يعمل على تغييرها بفضل فريق من المستشارين (نحن نتحدث عن مستثمري الطبقات الغنية) حتى تخضع الخطة الاستثمارية برمتها إلى تغييرات جذرية قد تحول الى امتناع المستثمر عن المضي قدماً في مشاريعه.

يتخذ المستثمرون المنتمون إلى الطبقات الوسطى من مستثمري الطبقات الغنية عبرة لهم. لذلك، يفيدنا خبراء المال أن أي خيبة أمل تصيب المستثمر السويسري الغني تنعكس، على الأثر، مباشرة على quot;همّةquot; مستثمري الطبقات الوسطى.

وفي تحليل، شمل 35 مادة أولية، ومن ضمنها الذهب والفضة، يشير هؤلاء الخبراء الى أن المؤشر الخاص بهذه السلة من المواد الأولية، الذي يجري تسعيره بالدولار الأميركي، قفز حوالي 5.6 % منذ شهر مارس (آذار) الماضي. ولم ينقطع جني الأرباح ولن ينقطع أبداً من أسواق المواد والمعادن الأولية.

بيد أن هذه الأسواق، كما اللعب السياسية، بدأت تشهد، وفق تحليل خبراء سويسرا، انشطاراً داخلياً، يعزل القوي عن الضعيف، حتى داخل الأسواق السويسرية التي تخضع لمراقبة صارمة من جانب السلطات التنظيمية. ما يعني أن المستثمر quot;الضعيفquot; ما زال قادرًا على جني الأرباح التي تقلصت، في العام الحالي، أكثر من 40 %. أما المستثمر القوي والمدعوم فإنه يحافظ على معدل الأرباح نفسه.

في سياق متصل، يشير الخبير بيتر ميسنر لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن التقلبات ما زالت quot;تخنقquot; أسواق السلع. وبما أن اليورو يشهد تراجعاً quot;غريباًquot; أمام الدولار الأميركي، فإن حركة بيع المواد الأولية انتعشت خلال الأسبوع الأخير.

بالنسبة إلى النفط، فإن الأحداث الأمنية في ليبيا (وسوريا الآن) تلعب دوراً، أقل ثقلاً من الأسابيع الماضية، في تحديد مسار أسعار النفط، الذي تنظر إليه كل الأسواق المالية، لإنعاش حركتها التجارية أم لا. حتى اليوم، لم تتعرض هذه الأسواق لانتكاسة، غير متوقعة، وفق رأي الخبير ميسنر. فالبدائل، عن النفط العربي، ما زالت متوافرة.

في الوقت الحاضر، ينوه هذا الخبير بأن المستثمرين السويسريين ابتعدوا عن أسواق المعادن غير الحديدية، ومن ضمنها الألومنيوم، كي يركزوا على الأسواق الزراعية التي تشمل، مثلاً، تجارة القهوة والكاكاو والسكر والقطن.