بروكسل/واشنطن: ادعى كل من طرفي النزاع الذي تنظره منظمة التجارة العالمية بشأن الدعم الحكومي لشركة صناعة الطائرات الأوروبية أيرباص أن القرار الصادر امس الاول في هذه القضية يمثل انتصارا له على الطرف الآخر. فقد اعتبرت الولايات المتحدة أن قرار منظمة التجارة العالمية بشأن الاستئناف الذي تقدمت به أيرباص ضد قرار سابق للمنظمة حول القضية هو انتصار لها، في حين اعتبر خصمها الاتحاد الأوروبي القرار انتصار له. وكانت''منظمة التجارة العالمية أكدت يوم الاربعاء قرارها الأولي باعتبار الدعم الذي تقدمه دول الاتحاد الأوروبي إلى شركة صناعة الطائرات المدنية الأوروبية أيرباص غير قانوني، لكنها قالت في نفس الوقت إن هذا الدعم لا يمثل دعما للصادرات تحظره قواعد منظمة التجارة العالمية.


وكانت أيرباص تقدمت بطلب''استئناف''لقرار المنظمة ضد المساعدة الحكومية التي تحصل عليها الشركة لتطوير طرز جديدة. يذكر أن الاستئناف هو أحدث حلقات مسلسل النزاع المستمر بين بوينغ الامريكية وأيرباص الاوروبية منذ سنوات حيث تقول كل شركة إن الأخرى تحصل على دعم مالي حكومي محظور وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية. وفي إطار الاتهامات والاتهامات المضادة فإن الولايات المتحدة تقوم إن الاتحاد الأوروبي يقدم دعما غير مشروع لشركة أيرباص في حين يقول الاتحاد الأوروبي إن الولايات المتحدة تقدم دعما غير مشروع لشركة بوينغ. من ناحيته, يقول الاتحاد الأوروبي إن الحكومة الأمريكية تقدم دعما لشركة بوينغ بأشكال مختلفة، تشمل منحها عقودا من وزارة الدفاع الأمريكية ومن وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا، وكذلك منحها مزايا ضريبية.

وفي بروكسل رحبت المفوضية الأوروبية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي،''بقرار منظمة التجارة العالمية. وقال كارل دي جوشت، المفوض التجاري الأوروبي 'أنا سعيد بشكل خاص بهذه النتيجة المهمة. فالإدعاء الأساسي للولايات المتحدة وهو أن أيرباص تحصل دعم صادرات محظور، تم دحضه'. في الوقت نفسه فإن منظمة التجارة العالمية اعتبرت ما يمكن تسميته 'استثمار الإطلاق القابل للسداد' الذي قدمته الحكومات الأوروبية للمساهمة في تمويل مشروعات تطوير طرز جديدة من الطائرات لا يمثل من حيث الحجم دعما لصادرات أيرباص في السوق العالمية. ووفقا لنظام 'استثمار الإطلاق القابل للسداد' فإن الحكومات الأوروبية تتحمل حوالي 33' من تكاليف مشروعات تطوير طرز جديدة عبر تقديم قروض لشركة أيرباص يتم سدادها بالكامل على مدار 17 عاما.


وتقول الولايات المتحدة منذ سنوات إن القروض التي حصلت عليها أيرباص من الحكومات الأوروبية''بقيمة 18 مليار دولار أعطتها ميزة تنافسية غير عادلة في السوق الدولية. وقال رون كريك، الممثل التجاري الأميركي في واشنطن إن 'لجنة الاستئناف بمنظمة''التجارة العالمية''أكدت، بدون أي شك، أن أيرباص حصلت على دعم ضخم على مدى أكثر من 40 عاما، وهذا الدعم أضر بالولايات المتحدة بشدة، بما في ذلك فقدان بوينغ الأميركية مبيعات''محتملة وحصة سوقية''في أسواق رئيسية في مختلف أنحاء العالم'.