بغداد: يرى الخبراء ان تنفيذ مشروعات توليد الطاقة الكهربائية في العراق تشهد حالة من التباطؤ على الرغم من رغبة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في زيادة أداء الحكومة وخاصة في مجال توفير الطاقة الكهربائية.

ويعاني العراق نقصًا حادًا في الكهرباء أدى الي تضرر العديد من المرافق الخدمية والاقتصادية وتردي الخدمات لدى غالبية السكان. وحسب مصادر شل فإن المفاوضات بين وزارة النقط وشركتي المحاماة التي يمثلها طرف من شل وميتسوبيشي قد انتهت بنجاج والمقدرة للوصول إلى صيغة نهائية للعقود. وتنتظر شل وميتسوبيشي استدعاء الوزارة لهم للتوقيع بالحرف الأولى وبعد تقديم العقود للموافقة النهائية من طرف مجلس الوزراء.

يعتقد مالكوم فريزر، وهو خبير متخصص في الطاقة مقره في ودبي، أنه يجب التوقيع على صفقة غاز الجنوب بين الحكومة العراقية وشركتي شل وميتسوبيشي في أقرب وقت كي يتحقق الاستثمار وينعم الشعب العراقي بمزيد من الكهرباء. واضاف قائلا quot;نود التأكيد على أن الصفقة متوافقة تمامًا مع خطة الكهرباء الرئيسة التي قدمها نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني في إسطنبول في فبراير/شباط 2011quot;.

وحسب خبراء يعملون في دبي، فان السبل البديلة تمثل مفاوضات طويلة مع الشركات الأخرى وتكرار الشركات الأخرى لدراسات مطولة لاستيعاب العمل المطلوب وحلولاً مكلفة بالنسبة إلى العراق. الأمر الذي يعني مزيدًا من التأخير وانقطاع التيار الكهربائي عن الشعب العراقي في فصل الصيف.

ويرى الخبراء انه لطالما انتظرت صفقة الغاز العراقية مع شركة شل بلوغ مرحلة القرار النهائي، وهي الصفقة التي بدأت رحلتها الاولي في عام 2008 بتوقيع الاتفاقية المبدئية بين وزارة النفط وشل.

وتضع الصفقة تصور إقامة شركة عراقية لمشروع مشترك بين شركة غاز الجنوب المملوكة للدولة (التي تمتلك غالبية الأسهم) وشركة شل لإقامة شركة وسيطة متكاملة متميزة، ومهمتها هي جمع ومعالجة وإتاحة الغاز العراقي المنتج حاليًا والذي يتم إحراقه في الغالب (مليار قدم مكعب في اليوم ناتج و70% منه يحرق) مع الغاز الطبيعي المسيل (المستخدم في الطهي والصناعة) والمتكثفات (الغازولين الطبيعي المستخدم كديزل في المركبات).

وحسب احصاءات رسمية، فإن كمية الغاز المحروق تكفي لإنتاج 4500 ميغاوات مع الاخذ في الاعتبار أن توليد الطاقة الحالي العامل في العراق هو 6500 ميغاوات)، ويمكنه إنتاج 4000 طن في اليوم من الغاز الطبيعي المسيل (ما يعادل 320000 اسطوانة غاز طهي في اليوم)، و770 طن من المتكثفات (ما يكفي لتزويد 75000 مركبة).

وخلال سنوات المفاوضات الثلاث الماضية، أحرزت شل وشركة غاز الجنوب تقدمًا كبيرًا على الأرض وفي الاتفاقيات. واستثمرت شل مائة مليون دولار اميركي، من خلال شراء وحدة جنرال إلكتريك وتقديم خبراء الهندسة الفنيين لمراجعة حالة المرافق وتقديم النصح بشأن خطط التأهيل.

ولقد عملت شل وغاز الجنوب معًا على عدد من الفرص المسماة rsquo;المكاسب السريعةlsquo;، والتي أتاحت بالفعل تقليل حرق الغاز في جنوب العراق بحوالي 20%. والآن ثمة حاجة ماسة للاستثمار بقوة في المرافق لتأهيلها، وبالطبع لا يمكن أن يتم ذلك إلا بعد توقيع الاتفاقيات النهائية.

وكانت وزارة النفط العراقية وشركة شل قد اتفقتا على توفير المزيد من الغاز للسوق المحلية العراقية، وتحويله إلى وقود لتوليد الطاقة الكهربائية لمواجهة العجز الكبير الذي يتسبب في انقطاع التيار، وعلى الرغم من ان هناك حاجة ماسة في العراق للكهرباء، الا انه لم يتضح بعد ماذا كانت شل وميتسوبيشي ستواصلان العمل معًا مشروع لتشغيل توربينات الغاز وتوفير وحدات متنقلة لتوليد الطاقة وتقوية شبكة الكهرباء الوطنية خاصة في مدينة البصرة.

يذكر ان شل كانت قد وقعت اتفاقًا مع وزارة النفط العراقية في سبتمبر/أيلول 2008، يحدد المبادئ التجارية لإنشاء مشروع مشترك بين شركة شل وشركة غاز الجنوب. وقال إن شركة غاز الجنوب أن يكون المساهم الأكبر بنسبة 51 % في مشروع مشترك مع شركة شل عقد 44 % وشركة ميتسوبيشي 5 %.

وبمجرد إنشائه، فإن هذا المشروع المشترك سيعمل لتجميع الغاز الخام ومعالجته، وبيع الغاز الطبيعي (والمنتجات المرتبطة به مثل المكثفات وغاز البترول المسال) لاستخدامها في الأسواق المحلية وأسواق التصدير.

يشار الى أن العراق يعتبر من بين اكبر الدول في العالم في امتلاك احتياطيات النفط والغاز، وهو في طريقه للعب دور رئيس في تلبية الطلب العالمي المتوقع للعام 2030. وعلى هذا النحو، فإنه من الصعب رؤية المستقبل بدون العراق ودوره المؤكد في توفير إمدادات الطاقة العالمية والتوازن بين العرض الطلب.