على الرغم من تأكيدات العديد من الخبراء في وسائل الإعلام المتعددة أن استثمارات ساويرس لم تتأثر بحملة المقاطعة التي شنتها عليه حركات إسلامية وشباب مصر على شبكات التواصل الإجتماعية إلا أن هناك مؤشرات تؤكد تعرض شركاته لخسائر كبيرة ولا سيما شركة المحمول موبينيل التي حظيت بنصيب الأسد من حملة المقاطعة .


القاهرة: حملة مقاطعة شرسة يتعرض لها رجل الأعمال المصري نجيب ساوريس بعد أن نشر صورا على حسابه الخاص في الموقع الإجتماعي تويتر لميكي ماوس يطلق لحيته وميمي وهي ترتدي النقاب الأمر الذي اعتبره عدد كبير من المسلمين في مصر إهانة لرموز إسلامية وانطلقت الحملات في ربوع مصر وعلى المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت وأسفرت عن تحول عدد كبير من مستخدمي شركة الاتصالات الخاصة التي يمتلكها ساويرس(موبينيل) إلى شركات أخرى بالإضافة إلى خسائر كبيرة تعرضت لها الأسهم المرتبطة باسم ساويرس وخاصة سهم موبينيل الذي تعرض لأكبر هبوط له منذ أكثر من ثلاثة أشهر في جلسة واحدة الأسبوع الماضي .

على الموقع الاجتماعي الشهير (فيسبوك) انطلقت عدة دعوات لمقاطعة شركات ساويرس منها جروب اسموه قاطع ساويرس وانصر دينك, وآخر يحمل اسم احنا كمان بنهزر يا ساويرس وحملة نظف موبايلك وعشرات المجموعات التي تعدى مشتركوها 250 ألف مشترك ودعوا من خلاله إلى مقاطعة كل ما يتدخل فيه ساويرس باستثماراته وأعدوا صورا تحمل شعارات الجهات التي يساهم في تمويلها أو يمتلكها ( جريدة اليوم السابع والمصري اليوم وموقع مصراوي وموبي لينك ولينك دي اس ال و حزب المصريين الأحرار وأوراسكوم وقنوات أو تي في وأون تي في وشبكة المحمول موبينيل) .

وقامت عدة حملات إعلامية خاصة بالجماعات السلفية في مصر للرد على تصرف ساويرس ولاقت هذه الحملة تشجيعا كبيرا و تعاطفا من قبل عوام الشعب المصري وقد أقدمت أعداد كبيرة من مستخدمي شبكة المحمول موبينيل على تغيير شبكة المحمول بأرقامهم القديمة نفسها بعد توعية من خلال الحملات بالإقدام على هذا التصرف بدلا من التخلص من الرقم حتى يلحقوا الضرر بموبينيل حيث إنها بذلك حرمت من سلسلة الأرقام التي تحولت إلى شبكة أخرى .

وهذه حملة تحمل اسم كيف تلحق الضرر بساويرس أو ما هي أفضل طريقة لمقاطعة موبينيل وأوضحت أن المستهدف هو تحول أرقام موبينيل إلى شركات أخرى وبذلك تضطر موبينيل أن تشتري ترخيصا لشريحة جديدة (رمز جديد) من الحكومة المصرية. يقول مصطفي حجر أحد الشباب الذين يروجون لمقاطعة موبينيل

لو أن مستخدمي موبينيل ألقى بخطوط موبينيل في سلة المهملات بعد ثلاثة أشهر من عدم الاستخدام سوف يتلف الخط و يبطل الرقم و بعدها بثلاثة أشهر يتم بيعه لعميل آخر كما هو منصوص في العقد مع الشركة. و بالتالي بعد ستة أشهر من المقاطعة و عدم استعمال الخطوط ستجد موبينيل عندها ndash; مثلا- مليون خط من فئة 012 و018 المتاحة حاليا تركها أصحابها و سوف تعيد بيعها لعملاء جدد و هكذا لن تحتاج لشراء رمز جديد .

وحسب تقديرات عشوائية قام بها نشطاء فإن الشركة تخسر حوالى 2 مليون جنيه يوميا في حال وصول عدد المقاطعين إلى مليون كما هو مستهدف و ذلك لأن من سيقاطع هو من كان يستخدم الخط أصلا أي أن ترك الخطوط حتى تتلف و تعود ملكيتها لموبينيل يجعل الشركة تكسب 115 مليون جنيه تقريبا و لكنها تخسر 2 مليون جنيه يوميا لمدة ستة أشهر أي حوالى 120 مليون جنيه ( الستة أشهر هي الفترة التي تستطيع بيع الخطوط بعدها ) أي أن الخسارة في النهاية سوف تكون 5 ملايين في 6 أشهر وهو رقم زهيد،يضيف حجر :لكن هذا الرقم يقفز إلى 120 مليونا إذا احتفظنا بالخطوط و في الوقت نفسه لم نستخدمها فتخسر موبينيل بسبب عدم استخدامنا و لن تربح الخطوط.

وتقول فاطمة الشامي أحد مستخدمي موبينيل ndash; أقدمت بالفعل على مقاطعة شبكة ساويرس بأن قمت بإلقاء الخط وغيرت الشريحة واشتريت أخرى ولما أخبرني أحد الناشطين أن شركات المحمول سهلت عملية تغيير الشبكة بالرقم القديم نفسه فعدت وبحثت عن الشريحة وغيرت الشبكة دون الرقم لأن ذلك سيكون أكثر ضررا بموبينيل لأني سأحرمها من إمكانية استخدام الرقم .

واعترف عدد كبير من العاملين في شركة موبينيل أن حملة المقاطعة قد أسفرت عن تحول عدد كبير من عملائها إلى شركتي المحمول المنافستين فودافون و اتصالات يقول أحدهم رافضا ذكر اسمه quot; لقد لحقت حملة المقاطعة بأضرار كبيرة في الشركة لأن آلاف المشتركين تحولوا في مدة قصيرة إلى شبكات منافسة بأرقامهم نفسها وساعدهم على ذلك تقديم هذه الخدمة مجانا بعد أن كانت نظير مبلغ 75 جنيها ، و أضاف أن الدليل على ذلك أن مديره وعد العاملين بمكافآت كبيرة في حال إقناع العملاء بعدم التحول وكذلك العروض التي تقدمها الشركة والمسابقات التي استجدت بعد حملة المقاطعة مثل السحب على 8 سيارات طراز جيب .

ويقول محمد ياسين ndash; صاحب منفذ بيع لخطوط المحمول ndash; منذ انطلاق حملة المقاطعة أقدم مئات العملاء على تغيير الشبكة وكنت أبيع كروت موبينيل بمتوسط 500 جنيه يوميا ولكن بعد أقل من أسبوع من الحملة أصبحت لا ابيع كروت موبينيل تقريبا ففي غضون هذا الأسبوع لم أبع بأكثر من 50 جنيها وهذا نتيجة لتحول العملاء لشبكتي فودافون واتصالات و التي ازدادت نسبة مبيعاتها بشكل ملحوظ.