رغم تراجع سعر أونصة الذهب، اليوم، في السوق السويسرية الى ما دون 1600 دولار أميركي الا أن ماراثون أسعار الذهب لن يتوقف، بسهولة. هنا، يفيدنا الخبراء السويسريون أنها المرة 12 التي يرتفع فيها سعر أونصة الذهب، في الآونة الأخيرة. وهذا سيناريو تصاعدي، من حيث الأسعار، لم يشهدها العالم منذ عام 1920. هذا وحققت أونصة الذهب أرقاماً قياسية لو نظرنا الى أسعارها في العملات الصعبة الأخرى. هاهي تصل الى 1145 يورو أو 1005 جنيه استرليني. وبالنسبة لشراء سبائك الذهب فان تقدم قيمة الدولار الأميركي أمام اليورو والفرنك السويسري يجعل الاقبال عليها متواضعاً.


برن:المستثمرين يختارون شراء الذهب، بالجملة والمفرق، سوية مع الفضة(يصل سعر الأونصة اليوم الى 40 دولار تقريباً) بانتظار استقرار المعادلة بين سبائك الذهب ومسار الدولار الأميركي، في الأيام القادمة.

كما بات واضحاً، للجميع، أن الغيوم السوداء التي تغطي مصير انتعاش الاقتصاد العالمي، سوية مع أزمة الديون السيادية الأوروبية واحتمال دخول الولايات المتحدة الأميركية مرحلة من الافلاس المؤقت، في موازناتها المالية، يجعل كافة طبقات المستثمرين تنظر الى الذهب، أولاً وأخيراً. كما لا يستبعد الخبراء أن يعمل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على اغراق الأسواق المالية بأنهر جديدة وطازجة من الأموال. ما يعني أننا أمام الشوط الثالث من عملية معروفة باسم الاغراق الكمي (Quantitative Easing).

في سياق متصل، يشير الخبير دومينيك شفابي الى أن سبب الاقبال على شراء الذهب يكمن في قدرة هذا المعدن الثمين على المحافظة على قيمته حتى في قلب دوامات الشكوك والذعر والمراحل الاقتصادية العالمية المتأرجحة. ولغاية نهاية العام، فان سعر أونصة الذهب سيرسو، على الأرجح، بين 1600 و1650 دولار أميركي.

علاوة على ذلك، لا يستبعد الخبير شفابي أن يصل سعر أونصة الذهب الى 3 الى 5 آلاف دولار، في السنوات 2 الى 3 القادمة! وبصرف النظر عن امكان دخول أسواق وبورصات الذهب فقاعة غدارة، فان هذا الخبير يتوقف للاشارة الى أن أونصة الذهب وصل سعرها، في عام 1980، الى 2395 دولار أميركي. مقارنة بالسعر الحالي، فانه يوجد أمامنا هامش، بنسبة 49 في المئة، يمكن للذهب، من خلاله، نظرياً، الاستعانة به لاستعادة مجده السابق!