تستقبل البورصات الأوروبية والسويسرية أنباء المعارك، الديبلوماسية والمالية، بين حكومات منطقة اليورو باشمئزاز شديد. فمعظمها يواجه هذا النهار التجاري عبر انهيار كامل في الثقة تجاه الأسهم. يكفي النظر، مثلاً، الى بورصة زوريخ quot;اس ام آيquot; للاستنتاج أنها تبحر في مياه سلبية تعكس خسارة، منذ بداية تداولات يوم الاثنين، ترسو على حوالي 1.21 في المئة، مما يخفض قيمتها الى 5.866 نقطة. أما مؤشر داكس الألماني فهو يخسر 1.12 في المئة، نزولاً الى 7139 نقطة على غرار مؤشر quot;يورو ستوكس 50quot; الذي يفقد 1.37 في المئة من قيمته نزولاً الى 2638 نقطة. وبالنسبة لقيمة اليورو أمام الفرنك السويسري فانه بات ميؤوس منها. فالفرنك السويسري يعادل 1.14 يورو فقط. في حين ترسو هذه المعادلة على 0.81 فرنك لكل دولار أميركي.


برن: على الصعيد المصرفي، من الهام توقف الخبراء السويسريين لتحليل ما يجري من مستجدات. اذ ان حكومات الدول 17، التابعة لمنطقة اليورو، يتوقعون تأسيس ضريبة مصرفية تخول القطاع الخاص المشاركة في عمليات انقاذ موازنات اليونان المالية. وستطال هذه الضريبة الجديدة تلك المصارف غير الموجودة مباشرة على لائحة انقاذ حكومة أثينا. كما أن الأوساط الديبلوماسية الأوروبية، رفيعة المستوى، تخطط لزج القطاع المصرفي الخاص في quot;قفصquot; شراء السندات اليونانية! ما يلقى معارضة من بعض المسؤولين الكبار، في صندوق النقد الدولي، الذين يرون أن جرجرة الجميع، من دون تمييز بينهم، نحو انقاذ اليونان المفلسة لا يمكن الموافقة عليه بسهولة.

في سياق متصل، يشير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة ايلاف الى أن المخاوف المحيطة بوضع الولايات المتحدة الأميركية المالي الحساس، التي تلقت تهديدات مثيرة من وكالة موديز، ناهيك من انتقال أزمة الديون السيادية الى دول أوروبية أخرى ساعدت المضاربات في بلوغ أهدافها.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر بأن اختبار quot;المقاومةquot; الذي شمل 90 مصرفاً أوروبياً لم يقنع المستثمرين. على صعيد الأسبوع الجاري، يتوقع هذا الخبير أن تمر البورصات الدولية، ومن ضمنها الآسيوية، بتقلبات متوسطة الحدة. وفي ما يتعلق بالمستثمرين فان شهيتهم، حيال خوض المخاطر المالية، شبه غائبة لكونهم يمجدون، لو على المدى القصير، شراء الذهب. وهذا ما يفسر صعود سعر أونصة الذهب، هنا، الى 1600 دولار، رسمياً، والى 1610 دولار في الأسواق التجارية المحلية.