بدأت المعطيات الصادرة مؤخراً حول احتياطات النفط الأميركية تبعث القلق في نفوس المراقبين. ويعتبر البنزين أول المتضررين من تراجع هذه الاحتياطات. صحيح أن البنزين من نوع quot;سويت كرودquot; الذي سيتم تسويقه، في الشهر القادم، تراجع حوالي 0.1 في المئة(تسعة سنتات) الى 88.81 دولار أميركي. بيد أن الشهر الجاري قد يكون هاماً لتقرير أسعار النفط ومشتقاته للشهور الثلاثة القادمة.


برن:تمتلك أميركا احتياطات تقدر بحوالي 209 مليون برميل من البنزين أي ما دون توقعات المحللين. وبالنسبة لاستعمال قدرات المعامل الانتاجية فانها ترسو، حالياً، على 89.2 في المئة مقارنة بحوالي 91 في المئة، في مطلع موسم الصيف.

في ما يتعلق بالمستثمرين فان عيونهم مسلطة على احتمال تطور عاصفة استوائية أخرى، هي quot;كاتياquot;، بعد أن تم تسجيل مشاكل ضخمة مع عاصفة quot;ايرينيquot;. فالواضح أن تطور العاصفة quot;كاتياquot; لتصبح اعصاراً ممكن انما بشكل محدود. وفي الساعات 48 القادمة، لا يمكن لاحتمال تحول quot;كاتياquot; الى اعصار أن يتخطى 10 في المئة. وبما أن العديد من مصافي تكرير الغاز الطبيعي والنفط موجودة على الساحل الأميركي الشمالي-الغربي فان الانتاج سيتأثر في حال أضحت العاصفة quot;كاتياquot; اعصاراً. وأي ضرر ستتعرض له هذه المصافي سيكون له انعكاسات هامة على السوق الأميركية. هكذا، فان أوروبا تراقب أزمة البنزين الأميركية، عن كثب، لا سيما بعد الحظر على استيراد السلع النفطية السورية الذي قد يقر به الاتحاد الأوروبي في الأيام الثلاثة القادمة.

في سياق متصل، يشير الخبير كريستوف غوبسر الى أن سويسرا تواصل تعاملها مع حكومة دمشق. فانقطاع وصول النفط الليبي الى الدول الأوروبية، الذي سيتبعه، قريباً، حظراً تاماً على السلع السورية، سيكون له بدوره تداعيات على الأسعار، في الأسواق الأوروبية. لتفادي غلاء الأسعار وغضب المستهلكين، فان حكومة برن تواصل معاملاتها التجارية النفطية مع سورية. فالبدائل لليبيا وسورية، في منطقة البحر الأبيض المتوسط، قليلة ومن ضمنها الجزائر.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر بأن الناتج اليومي لدول منظمة أوبك(11 دولة)، ما عدا العراق، زاد 130 ألف برميل صعوداً الى ما مجموعه 27 مليون برميل أي حوالي 2.5 مليون برميل فوق الهدف المقرر. مع ذلك، فان قدرة هذه الدول على تلبية حاجات الأسواق منوط بمجرى الأحداث، الأمنية والاستهلاكية، حول العالم، في الأسابيع القادمة.