تتحكمأسعار النفط، بصورة غير قابلة للنقاش، بأسعار البنزين. وبما أن سعر برميل النفط تراجع، في الأيام الأخير، فان الأمر يجر معه أسعار صفيحة البنزين أوتوماتيكياً الى الوراء. على الصعيد السويسري، فان صفيحة البنزين(20 لتراً) تراجعت 2 رابن لكل لتر. يذكر أن الفرنك السويسري يعادل 100 رابن. في مطلق الأحوال، يؤمن خبراء السوق النفطية ومشتقاتها، هنا، بأن أسعار صفيحة البنزين تقررها سوقها المحلية. ما يعني أنها تختلف بين سوق وأخرى أم بين دولة وأخرى.


برن: محطات توزيع البنزين، التابعة لعدة شركات محتكرة، تسير أعمالها وفق خطط مدروسة سابقاً. فهي تنظر الى أسعار جميع المنافسين، حواليها، قبل عرض الأسعار. ولاستقطاب المزيد من العملاء، تسعى كل محطة من هذه المحطات الى عرض السعر الأرخص مع الاحتفاظ، طبعاً، بالأرباح المخطط لها! هذا ويعتقد الخبراء أن حرب البنزين، لناحية الأسعار الأفضل والنوعية الجيدة، قد تستعر بين الكانتونات السويسرية بعد أن تخوض أشواطاً عدة داخل حلبة الشركات المحتكرة للبنزين، كما quot;شيلquot; وquot;ايسوquot; وquot;كوبquot; وquot;ميغروسquot;.

في سياق متصل، يشير الخبير يوزيف ديبا الى أن ما يجري هنا طبيعي جداً. فبعض المدن السويسرية، كما بازل وبيل، تبيع صفائح البنزين بالرخص. اذ ان محطات توزيع البنزين التابع بعضها الى شركة quot;تام أويلquot; الليبية، هناك، أعلنت الحرب على منافساتها في المدن الأخرى. ولتعويض تراجع الأرباح، في صفيحة البنزين، 6 الى 7 في المئة، يعول مشغلو هذه المحطات على زيادة عدد السائقين الراغبين في التزود بالبنزين لديهم.

وبما أن أسواق البنزين تعتمد على روح التنافسية فان السلطات التنظيمية، ان كانت سويسرية أم أوروبية، لا يمكنها، وفق رأي الخبير ديبا، اكتشاف كل ما هو مسموح أم ممنوع. علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأن أسعار البنزين بألمانيا أكثر تنافسية مقارنة بسويسرا. لا بل ان العديد من سكان المدن السويسرية، القريبة من الحدود مع ألمانيا، يفضلون التزود بالبنزين من ألمانيا ثم العودة الى ديارهم نظراً لقوة الفرنك السويسري على اليورو. كما يتوقف الخبير ديبا للاشارة الى أن ارتفاع سعر برميل النفط مجدداً قد لا يعني زيادة سعر صفيحة البنزين، في السوق السويسرية مرة أخرى. فكل شيء معلق بكيفية تجاوب سلطات تنظيم النفط السويسرية مع الوضع القائم.