يشكل موسم العودة إلى المدارس مرحلة صعبة للعائلات متوسطة الدخل في الإمارات لا سيما وان الموسم لهذا العام تزامن معموسم العيد، الأمر الذي دفع ببعض الأهالي بمطالبة وزارة الاقتصاد بضرورة إحكام الرقابة على منافذ البيع المعنية ببيع الكتب و القرطاسية


دبي: فيما تتفاوت الأزمة بين إمارة وأخرى كما تتفاوت بين المواطنين والمقيمين يبقى المستهلك عرضة لارتفاع الأسعار بشكل مستمر، في وقت أرجع فيه التجار الزيادة لمستلزمات المدارس إلى الموردين من تجار الجملة كون هذه البضائع كلها مستوردة وغالبيتها صنعت في الصين في حين يرجع تجار الجملة من الموردين سبب الغلاء إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية عالميا في ارض المنشأ وتهاوي سعر صرف الدولار أمام اليوان

المستهلك يطالب بإحكام الرقابة على منافذ البيع

وتؤكد نورا البلوشي من الشارقة على انه بالرغم من كونها مواطنة تحظى بتسهيلات مادية وتربوية وأن أولادها يدرسون في مدرسة تابعة للوزارة مشيرة بذلك إلى مجانية الكتب والأقساط، غير أنها تعاني من الضغوطات المادية في هذا الموسم مشيرة إلى quot; موضوع المواسم quot; وابتزاز المحلات التجارية لزيادة الطلب على السلع ، ففي رمضان ترتفع أسعار الأغذية وفي موسم العيد تزداد أسعار الملابس وفي موسم المدارس تشهد القرطاسية ارتفاعا جنونيا عن أسعارها المعتادة quot; وطالبت نورا الجهات الاقتصادية المختصة التدخل في هذا الموضوع للحد من آثاره، مقترحة تثبيت أسعار بعض المستلزمات الأساسية لماركات معينة من القرطاسية التي يكثر الطلب عليها أو إيجاد منفذ بيع يخضع لإشراف الوزارة يبيع الأساسيات المطلوبة .

واستغلت نورا موضوع quot;الحملات الانتخابية والشعارات المطروحةquot; مشيرة إلى غياب موضوع مكافحة الغلاء والفساد عن الشعارات التي ركزت بمعظمها وتشابهت في quot;شعارات فضفاضة quot;. وتساءلت :quot; لما لا تعمل وزارة التربية والاقتصاد معا على ترتيب حزمة من القرطاسية تُباع بأسعار متهاودة quot;

من جانب آخر, أشار أكرم سعد محمد وافد مصري مقيمين في الإمارات إلى أن العناء الذي يتكبده المقيم مضاعف لأن القانون لا يسمح لأبناء الوافدين المقيمين بالدولة بإلحاق أبنائهم بمدارس وزارة التربية المجانية مما يضطرهم للجوء إلى المدارس الخاصة ، مؤكدا أن الأقساط المدرسية مرتفعة جدا علاوة على تكبد الأهل لكافة المصاريف الأخرى. وعن ارتفاع أسعار القرطاسية قال quot;أن موسم افتتاح المدارس ثابت كل عام وعلى الأهل توقع ذلك قبل مدة كافية والتحضير له ماديا ومعنوياquot; مشيرًا إلى انه يعمد لشراء مستلزمات المدرسة الخاصة بأبنائه في شهر مايو حيث تكون الأسعار متهاودة وتشهد عروضا حقيقية .

التجار يلقون باللوم على الموردّين والموردون يرجعون السبب إلى انهيار قيمة الدولار

من جهتهم, ألقى تجار منافذ بيع الكتب و القرطاسية باللوم على الموردين من تجار الجملة الذين يحققون أرباحا خيالية في موسم كهذا عبر استيرادها من الصين . وأشار التاجر نوري عبد الصمد إلى أن quot;أسعار القرطاسية والحقائب المدرسية ارتفعت بالفعل هذا العامquot; ولكن سبب الزيادة يعود إلى المستورد بائع الجملة وليس إلى باعة المواد بالمفرق وقال quot;نحن دوما نضغط على المورد للحصول على أفضل الأسعار ولكن المورّد يتحجج بالغلاء العالمي وارتفاع أسعار المواد من ارض المنشأ والتضخم المالي وانهيار سعر صرف الدولار أمام اليوان الصيني . وأكد عبد الصمد أن الحال ينطبق على جميع السلع الاستهلاكية وليس على القرطاسية وحسب .

من ثم قصدنا محمد احمد احد مستوردي القرطاسية والألعاب فأشار لنا بأن كافة المواد تخضع لتذبذبات الأسعار في سعر الصرف بالسوق العالمي لأنها مصنعة من مواد أولية وكلفتها تغيرت من بلد المنشأ مؤكدا أن السلعة التي كانت قيمتها دولار في الصين منذ عامين أصبحت الآن قيمتها دولار ونصف. مشيرا إلى أن الدولار شهد تراجعا حادًّا أمام بقية العملات لا سيما عملات الدول الآسيوية الناشئة المصنعة وان كل دول العالم تأثرت بانكماش الاقتصاد الأميركي لا سيما الدول التي تربط عملتها بالدولار . وأكد أحمد على أن نسبة أرباحه ثابتة وان الصافي منها لا يتجاوز 5% .