طرابلس: يُعد استئناف ضخ النفط إلى معدله الذي سبق quot;ثورةquot; 17 فبراير/ شباط الماضي، والذي كان يبلغ نحو 1.6 مليون برميل يومياً، واحداً من أبرز التحديات التي تواجه قادة ليبيا الجدد.

ونجت البنى التحتية لقطاع النفط في ليبيا من التدمير جراء الحملة العسكرية التي أطلقها العقيد، معمر القذافي، لمواجهة الثورة التي نجحت في الإطاحة به بعد أربعة عقود في السلطة، رغم تعرض منشآت لهجمات و للتخريب.

وكانت ليبيا قد صدرت آخر شحنة نفط خام في مارس/آذار الماضي، وتعطل العمل في قطاع النفط مع التزام العمال الليبيين منازلهم خشية الحرب، التي دفعت بالعمال الأجانب إلى مغادرة ليبيا.

وتأمل quot;شركة مليتة للنفط والغاز بي. فيquot; المملوكة للحكومة استئناف ضخ إمدادات الغاز إلى أوروبا قبيل بدء الشتاء في القارة، علماً بأن ليبيا تمد إيطاليا بالغاز عبر خط أنابيب يمتد 330 ميلاً تحت البحر المتوسط إلى صقلية.

وقال نجمي محمد كريم، رئيس مجلس إدارة الشركة الجديد الذي تم تعيين مؤخراً: quot;أكبر التحديات التي توجه الشركة هي العودة بمعدل الإنتاج إلى سقفه السابق قبيل الأحداث (الثورة).. هذا هو هدفنا.quot;

وأضاف: quot;علينا أولاً إعادة العاملين للعمل.. هذه نقطة البداية، وإعادتهم للعمل تتطلب بعض الدعم اللوجيستي.quot;

وأوضح كريم أن منشآت الشركة، شرقي وغربي البلاد، تعرضت لأضرار طفيفة أثناء النزاع، باستثناء حقل الفيلquot;، بعد فقد الاتصال بالمنشأة النفطية الواقعة في الجنوب حيث تتواصل المعارك بين الثوار وكتائب القذافي.

ورجح المسؤول النفطي تضرر منشآت بعض شركات النفط الليبية الأخرى في النزاع، تحديداً المرافئ البحرية والموانئ، كما تعرضت حقول للنفط إلى التخريب.

ويشار إلى أن 85 في المائة من صادرات ليبيا من النفط الخفيف عالي الجود المنخفض المنخفض الكبريت يصدر إلى أوروبا الغربية.

ويقول خبراء النفط إن إنتاج ليبيا الحالي يوازي ما بين 10 في المائة إلى 15 في المائة من سقف إنتاجها قبيل الثورة ويبلغ 1.6 مليون برميل في اليوم.

وأوضح مانوشهر تاكين، الخبير في مركز الطاقة الدولي: quot;قد يحتاج الوصول إلى الطاقة القصوى لإنتاج 1.6 مليون برميل يومياً، ما بين عام إلى عامين من الآن.quot;

ويشار إلى أن شركة النفط الايطالية العملاقة quot;إيني،quot; كانت قد أعلنت أواخر الشهر الماضي، أنها وقعت مذكرة تفاهم مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي لاستئناف عمليات النفط والغاز في ليبيا.

وعبرت الشركة عن التزامها بتقديم المساعدة التقنية لتقييم حالة المنشآت والبنية التحتية للطاقة في ليبيا، وتحديد نوع وحجم العمليات المطلوبة لإعادة تشغيل العلميات بأمان.

وتعمل شركة إيني الإيطالية في ليبيا منذ عام 1959، وتعد أكبر لاعب أجنبي من حيث الإنتاج الهيدروكربوني في البلاد.