طلال سلامة من برن: تحولت الرياح التي أدت إلى تراجع أسعار المواد الأولية، في الآونة الأخيرة، إلى عاصفة، مما سبب موجة مبيعات طالت كل أنواع السلع الأولية، وحتى أسهم شركات التعدين والنفط.

ولا شك في أن موجة المبيعات هذه وقفت وراء تراجع بعض مؤشرات الأسهم، لا سيما في الساحة المالية اللندنية. ومن اللافت أن تراجع أسعار السلع والأسهم فاق ما حصل في 8 أغسطس (آب) الماضي، عندما تلقت الولايات المتحدة الأميركية ضربة جزاء بخسارتها درجة التصنيف الائتماني quot;أ أ أquot;. ويبدو أن مفعول هذه الخسارة يواصل تأثيره على السلع الأولية، التي بدأت أسعارها quot;تغرقquot;. كما إن تراجع النمو الاقتصادي الذي بدأ يطال آسيا سيجلب معه مفاجآت عدة.

من جانبهم، يرى الخبراء السويسريون أن الطلب على المواد الأولية سيصاب بانتكاسة في حال فقدت الصين شهيتها للتبضع. على سبيل المثال، ها هو سعر النحاس، الذي طالما تعلق بالدوائر الاقتصادية، والتي تعتبر الصين المستهلكة الأولى له عالمياً، يتراجع الى ما دون سقف 8 آلاف دولار أميركي، في الطن. وهذا أدنى مستوى له منذ العام. كما إن أسعاره تراجعت حوالى 7 % في الفترة الأخيرة.

كما إن أسعار المعادن غير الحديدية تشكو انخفاضًا حادًا في أسعارها. إذ تراجعت عقارب الساعة، في أسعار بورصة لندن للمعادن، الى ما كانت الحال عليه في صيف العام الماضي. ولو نظرنا الى كل أسواق المواد الغذائية حول العالم لرصدنا تراجع أسعار الذرة (في بورصة شيكاغو) والقهوة والسكر والقطن الى مستويات تعود بنا الى مطلع الصيف. ويرسو معدل تراجع أسعار هذه المواد على نحو 5 %.

في هذا الصدد، تشير خبيرة المواد الأولية سيسي بيلومو لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن ما يحصل من غرق في أسعار المواد الأولية قد يستمر، إنما على المدى القصير. إذ إن ركائز هذه الأسعار لاتزال صلبة. فمن جهة، لم تنقطع الطلبات على هذه المواد، من الدول النامية، وهي ليست الصين وحدها. من جهة ثانية، تلعب العوامل الجيوسياسية والبيئية واضطرابات العمال دوراً في تحويل انتاج هذه المواد الى عملية صعبة. اذاً، فان هذه الصعوبة تدعم الأسعار.

علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة بأن شركات بارزة، كما quot;ريو تينتوquot; وquot;بي اتش بي بيليتونquot;، تعاني اليوم تراجعًا في الطلبات الآتية حتى من آسيا. وهذا نادراً ما يحصل لمن يهيمن على انتاج المواد الأولية. مع ذلك، ترى الخبيرة بيلومو أن الشلل في الطلبات سيكون عابراً.