أعلنت شركة غوغل أن إيراداتها في الربع الثالث من العام بلغت 11.3 مليار دولار أو ما يقل 400 مليون دولار عن متوسط التقديرات التي توقعت أن تبلغ إيرادات محرك البحث العملاق في هذا الفصل 11.8 مليار دولار. وبلغت أرباح الربع الثالث 9.03 للسهم الواحد، فيما كانت التقديرات تتوقع 10.26 دولارات للسهم.


هبط سهم غوغل بنسبة 8 في المئة بعد إعلان نتائج هذا الفصل في مؤشر الى الضغوط التي تتعرض اليها ارباح غوغل ومبيعاتها في وقت تسعى شركة المحرك العملاق الى اعتصار دولارات اعلانية من العدد المتزايد من المستخدمين الذين يتصفحون الانترنت على كومبيوتراتهم اللوحية وهواتفهم الذكية.

ولاحظ مراقبون ان غوغل، اكبر بائع اعلانات ترتبط بعمليات البحث، لم تنقل نجاحها في الاعلان على الكومبيوترات المكتبية الى الأجهزة المحمولة مثل اللوحيات والهواتف الذكية. إذ يمكن أن تقل كلفة الاعلان على الهواتف الذكية بنسبة 40 في المئة عن كلفته على الكومبيوترات التقليدية وبنحو 25 في المئة عن كلفته على الكومبيوترات اللوحية، كما افاد المحلل هيرمان لونغ من شركة ساسكويهانا انترناشنال غروب.

ونقل موقع بلومبرغ عن لونغ quot;ان الضغط الأشد يأتي في الحقيقة من الأجهزة المحمولة وان هذا يثير قلق المستثمرين لأنهم يحققون ارباحا أقل على هذه الأجهزة في الوقت الحاضرquot;.

وهبطت اسهم غوغل التي يوجد مقرها في منطقة ماونتين فيو في ولاية كاليفورنيا الى 695 دولارا في تعاملات الخميس، وهبطت قبل ذلك بنسبة 11 في المئة الى 676 دولارا بسبب إعلان نتائج الفصل الرابع في وقت مبكر قبل ان تطلب الشركة من مؤشر ناسداك وقف التعامل. وارتفع سهم غوغل هذا العام بنسبة 7.6 في المئة.

تجاوز غوغل

وهبط متوسط ما يدفعه المعلن كلما ينقر مستخدم على مادة ترويجية بنحو 15 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها قبل عام وبنسبة 3 في المئة في الفترة الأسبق. كما واجهت غوغل مصاعب مع ما تُسمى ايرادات المواقع التي تشمل الاعلانات المرتبطة بعمليات البحث، المصدر الرئيس لأرباح الشركة. إذ ارتفعت هذه الايرادات الى 7.73 مليارات دولار بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، أو ما يقل عن نصف الزيادة التي حققتها ايرادات غوغل في الربع الثالث من عام 2011.

ويشير هذا إلى أن المستهلكين ربما كانوا يتجاوزون غوغل للبحث عن معلومات على مواقع أخرى مثل امزون أو يلب، بحسب المحلل ساميت سنها من شركة بي. رايل اند كو. وقال سنها ان الاعلان على محرك البحث العملاق هو منتوج غوغل الرئيس والمنتوج الأكثر ربحا وان تعثره هو بمثابة صدمة للمستثمرين.

وبدأت غوغل بداية صعبة بإعلان نتائج الربع الثالث في وقت مبكر. وعزت غوغل الاعلان قبل الأوان الى خطأ ارتكبته شركة آر. آر. دونيللي اند سونز المسؤولة عن طباعة التقارير المالية الفصلية للشركات.

بيج يشعر بالتفاؤل

من جانبه، اكد رئيس غوغل التنفيذي لاري بيج في بيان أصدره ليل الخميس في نيويورك انه سعيد بالتقدم الذي تحققه غوغل في quot;خلق خبرة بسيطة حدسية بطريقة جميلة عبر جميع الأجهزةquot;.

وشارك بيج لاحقا في مؤتمر صحافي مع محللين عبر دائرة الفيديو بعد ان غاب عن مؤتمر مماثل في تموز/يوليو بسبب مشاكل في صوته. وبدأ بيج المؤتمر الصحافي بالقول ان صوته quot;مبحوحquot; وان تعليقاته ستكون quot;قصيرة بقدر معقولquot;. ولكنه لم يغادر المؤتمر واجاب عن العديد من اسئلة المحللين متحدثا بصوت خافت بعض الشيء. واعتذر بيج عن إعلان نتائج الفصل الثالث قبل الأوان بطريق الخطأ.

وفي غمرة الأسئلة المتعلقة بأداء غوغل في تجارة الاعلان على الأجهزة المحمولة، قال بيج إن الشركة في موقع يتيح لها تحقيق ارباح من الأجهزة المتزايدة التي تُستخدم للدخول على الانترنت، ومنها الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية. ونوه بيج بأن الانتقال من الشاشة المنفردة الى الشاشات المتعددة يمنح غوغل فرصا كبيرة للتجديد وإيجاد مصادر دخل أكبر.

الايرادات المتحققة من الاعلان على الأجهزة المحمولة

وقال مدير غوغل المالي باتريك بيتشيت خلال المؤتمر الصحافي إن إيرادات غوغل من أنشطتها التجارية على الأجهزة المحمولة ستبلغ 8 مليارات دولار سنويا. وبخلاف العام الماضي، عندما أعلنت الشركة ان ايراداتها من الأجهزة المحمولة ستبلغ نحو 2.5 مليار دولار سنويا فان الرقم الجديد يشمل مبيعات التطبيقات والمحتوى على مخزن غوغل بلاي. ولكن بيشيت أكد ان الاعلان يبقى مصدر الايرادات الأول.

وكانت غوغل انفقت في وقت سابق من العام 12.4 مليار دولار لاستملاك شركة موتورولا موبيليتي هولدنغز وبذلك توسيع نشاطها في سوق تصنيع المكونات وتشديد منافستها مع شركة ابل.

وارتفع اجمالي ايرادات الربع الثالث بنسبة 45 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي فيما ارتفعت المصروفات بنسبة 71 في المئة. وانخفض صافي الدخل الى 2.18 مليار دولار أو 6.53 دولارات للسهم من 2.73 مليار دولار أو 8.33 دولارات للسهم.

موتورولا موبيليتي

وأسهمت موتورولا موبيليتي بمبيعات بلغت 2.58 مليار دولار في الفصل الثالث. ويقل هذا الرقم عن بعض التقديرات، بما في ذلك تقديرات محللين في بنك باركليز توقعوا مبيعات قيمتها 3.3 مليارات دولار. واشار المحللون الى ان عدم توافق المبيعات الحقيقية مع تقديراتهم يعود، من بين اسباب اخرى، الى ارتفاع غير متوقع في المصروفات.

وتعمل غوغل على اعادة تنظيم الأنشطة التجارية وتحاول خفض التكاليف. وأعلنت في آب/اغسطس إلغاء 4000 وظيفة في موتورولا موبيليتي أو 20 في المئة من القوى العاملة. كما قالت غوغل انها ستغلق بعض منشآت موتورولا موبيليتي وتقوم بتبسيط محفظة منتجاتها اللاسكلية.

وقالت غوغل ان تكاليف اعادة الهيكلة وغيرها من المصروفات المرتبطة بها بلغت في الربع الثالث 349 مليون دولار فيما بلغت الاعفاءات الضريبية ذات العلاقة 76 مليون دولار. وبلغت النفقات التشغيلية 4.81 مليارات دولار أو 34 في المئة من الايرادات بزيادة 33 في المئة على الربع الثاني.

وذهب مراقبون الى ان الأرقام التي نُشرت عن أداء غوغل في الربع الثالث لم تهز ثقة وول ستريت بمحرك البحث العملاق فحسب بل نالت من ثقة السوق في قطاع التكنولوجيا عموما. ولاحظ المراقبون هبوط أسهم فايسبوك قبل ذلك بالارتباط مع مخاوف المستثمرين من انخفاض ايرادات الاعلان على الانترنت. ولكن أسهم شركة أ ب م ايضا هبطت بنسبة 2.6 في المئة فيما هبطت اسهم ابل بنسبة 1.8 في المئة.

ويدور الحديث منذ عامين عن quot;فقاعة تكنولوجيةquot; حيث يخشى المستثمرون ان تقييم شركات التكنولوجيا لا يمكن ان يستمر طويلا بهذا المستوى. ولكن المستثمرين، مثلهم مثل الجمهور عموما، لا يفهمون دائما ما تخطط له شركات التكنولوجيا وان النماذج التجارية لشركات الانترنت يمكن ان تكون نماذج أشد تعقيدا، بحسب هؤلاء المراقبين.

في تطور منفصل أعلنت غوغل اتفاقها مع عملاق الصناعة الالكترونية سامسونغ على اطلاق نسخة رخيصة من كومبيوتر كروم بوك المحمول.

ويعمل الموديل الجديد بمعالج من سامسونغ شبيه بالمعالج المستخدم في الهواتف الخلوية فيما كانت النسخ السابقة تستخدم شرائح انتل الشائعة في الكومبيوترات الشخصية. ويتوفر كروم بوك الآن لمن يريد شراءه على الانترنت وسيُطلق في الأسواق ابتداء من 22 تشرين الأول/اكتوبر.