قال محللون ومسؤولون حكوميون إن موجة الربيع العربي قد تصبح واحدةً من أكبر العوائق التي تحول دون إتمام صفقة استحواذ شركة بوتاش كورب أوف ساسكاتشوان على شركة كيماويات إسرائيل بقيمة قدرها 13.5 مليار دولار، وهي الصفقة التي كان يتوقع لها أن تصبح أكبر صفقة استحواذ تتم في منطقة الشرق الأوسط.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: أشار ريتشارد غوسو، وهو محلل بارز لدى دي إس سكيوريتيز آند انفستمينتس في تل أبيب، إلى أنه يتم استخراج معادن شركة كيماويات إسرائيل من البحر الميت، الغني بالملح، على طول الحدود مع الأردن، وأن إسرائيل تخشى من أن تتسبب الملكية الأجنبية في إعاقة قدرتها على الدفاع عن الحدود، في حال عصفت الاضطرابات بالمملكة.
ولفتت في هذا الصدد وكالة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية والبيانات المالية على شبكة الانترنت إلى أن بوتاش كورب، التي تمتلك 14 % من كيماويات إسرائيل، سوف تصبح أكبر منتج في العالم للمركب المعدني الذي يستخدم في صناعة الأسمدة إذا تمت الموافقة على إتمام صفقة الاستحواذ. كما تمتلك بوتاش كورب الكندية حصة قدرها 28 % في شركة عرب بوتاش الأردنية المنافسة لكيماويات إسرائيل.
عاود غوسو ليقول: quot;في أي وقت تتعامل فيه مع تواجد أجنبي يتحكم في حدودك، تجد أجراس الإنذار تدق في وزارة الدفاع. وحقيقة أنه بمقدور بوتاش كورب أن تسيطر على شركات على جانبي الحدود قد تجعلهم يصابون بالعصبية أيضاًquot;.
من الجدير ذكره أن الاضطرابات التي بدأت في منطقة شمال أفريقيا قبل ما يقرب من عامين قد تسببت في الإطاحة بقادة تونس وليبيا ومصر، وأسفرت عن حدوث حرب أهلية في سوريا، التي تشترك في حدودها مع إسرائيل من الجزء الشمالي الشرقي.
وأوضح مسؤول حكومي رفيع المستوى رفض الإفصاح عن هويته أن المخاوف بشأن الحالة الأمنية من بين أكبر العقبات التي تقف أمام صفقة شراء شركة كيماويات إسرائيل. فيما رفض جوشوا هانتمان، متحدث باسم وزارة الدفاع، التعليق على ذلك الموضوع.
وبينما يحق للحكومة الإسرائيلية أن تعترض على أية عروض خاصة بصفقات استحواذ، فقد قلل غوستو من فرص إتمام صفقة الاستحواذ هذه.
وتعتبر الأردن مصدر قلق بالنسبة إلى إسرائيل، لأن معظم سكانها، الذين يقدر عددهم بـ 6.2 مليون نسمة، من أصول فلسطينية، ويكنّ كثيرون منهم مشاعر امتعاض تجاه تل أبيب، لأنهم أضحوا لاجئين بعدما هربوا أو تم طردهم من منازلهم قبل العام 1948. وسبق للأردن أن خاضت حربين مع إسرائيل قبل أن يبرما اتفاق سلام عام 1994.
وفي الوقت الذي قام فيه الأردنيون بتنظيم مسيرات للمطالبة بالإصلاح والديمقراطية، فقد تمكنت السلطات هناك من الإبقاء على سلمية التظاهرات المناهضة للحكومة، مقارنةً بحالة الفوضى التي عمّت أخيراً في كل من سوريا والبحرين.
ومضت الوكالة تنقل في الإطار عينه عن بينيديتا بيرتي، وهو زميل أبحاث لدى معهد دراسات الأمن الوطني التابع لجامعة تل أبيب، قوله: quot;مصر والأردن هما حجر الزاوية بالنسبة إلى سياسة إسرائيل الإقليمية بسبب معاهدات السلام المبرمة معهماquot;.
وتابع: quot;والآن أنت أمام الربيع العربي، في وقت يتدفق فيه اللاجئون من سوريا، وفي ظل أزمة اقتصادية راهنة. وهي الأمور كلها التي تهزّ المملكة الأردنية، وتشكل مثار قلق كبير بالنسبة إلى القادة الإسرائيليينquot;.
وبحسب بيانات جمّعتها الوكالة، فإنه وفي حالة نجاح بوتاش كورب في الاستحواذ على كيماويات إسرائيل، المملوكة لإسرائيل كورب الخاصة بعائلة عوفر، فإنها ستستحوذ على حوالى 25 % من الطاقة الإنتاجية العالمية، في وقت ارتفعت فيه الأسهم في الشركة بنسبة 18 % هذا العام.
وختم مسؤول من وزارة المالية الإسرائيلية بقوله إن موظفين مدنيين سيتقابلون مع ممثلين عن شركة بوتاش في وقت لاحق من الشهر الجاري لمناقشة الصفقة المحتملة.
التعليقات