المركزي السوري يمنع إنهيار الليرة |
بعد إرتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية ووصوله حاجز الـ100 ليرة للدولار الواحد، تدخل البنك المركزي السوري ليسهم في تبريد سعر الصرف وتبديد المخاوف من إنهيار الليرة بعد أن أصبح صعوده حديث البلد في كل ساعة.
دمشق: وفق مصادر إعلامية رسمية فإن إنخفاض سعر صرف الدولار في السوق السوداء لحدود 80 ليرة سورية للشراء، على حين وصل سعر البيع لحدود 83 ليرة مع تحفظ شديد لدى الصرافين للبيع، تم بعد أن تدخل البنك المركزي في السوق السوداء وبيعه 2.5 مليون دولار.
وأتى انخفاض سعر الدولار من مستويات لامست 105 ليرات بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الرسمية في سورية، بنجاح المصرف المركزي في سورية في quot;معركة الدولارquot;، في الوقت الذي يقوم فيه الجيش السوري quot;بتطهيرquot; البلاد من المجموعات الإرهابية المسلحة!
ولكن.. كيف تمكن المصرف المركزي السوري من خفض سعر الدولار في أقل من 24 ساعة بنسبة تقرب من 25% من سعره في السوق السوداء دون أن يطال سعر صرفه الرسمي؟
سؤال رسم أكثر من علامة استفهام لدى الشارع السوري لدى سماعه نبأ تهاوي الدولار أمام الليرة السورية مجدداً، فكثير من الناس يتساءلون عن حقيقة قدرة المصرف المركزي السوري على ضبط سعر الصرف quot;بسهولةquot;، كما صورت وسائل الإعلام المحلية، وسماحه، في الوقت نفسه، لسعر الصرف بالتأرجح والارتفاع المذعور؟
جولة سريعة على محلات الصرافة في دمشق يومي الأحد والاثنين الماضيين، بعد انخفاض سعر الدولار، كشفت لنا عن حقيقة ما جرى وفسرته لنا.
ولدى مرافقتنا لأحد المواطنين الراغبين بجني ربح بسيط على مدخراته من الدولار الأميركي، رغم انخفاض سعره، فوجئنا بامتناع محلات الصرافة وشركاتها المرخصة والرسمية عن البيع والشراء وتحفظهم الشديد على ذلك، إلى درجة أن عاد المواطن السوري الذي رافقنا إلى منزله quot;خالي الوفاضquot; بعد أن فشل في بيع بضعة مئات من الدولارات التي كانت بحوزته.
لم يكن مفهوماً امتناع الصرافين وشركات الصرافة عن التعامل بالدولار رغم موافقة الناس على البيع بالسعر الذي يحددونه، لكن أحد الصرافين الذين تربطه علاقة شخصية بالشخص الذي رافقناه إلى السوق، همس في أذن صديقه ليبرر سر امتناع الصرافين عن تداول الدولار قائلاً: quot;السبب بسيط.. البنك المركزي السوري تدخل!quot;، وظلّ الشك والحيرة تراودنا حول دلالة عبارة الصراف االتي بدت quot;ملغومةquot;، فالكل يعلم أن البنك المركزي السوري تدخل وضخ كمية من الدولار الأميركي في السوق، فأين الجديد فيما قاله الصراف؟
تدخل البنك المركزي السوري بحسب العرف الشائع لدى سوق الصرافين بدمشق كانت تعني ببساطة، تسيير دوريات من الأمن والشرطة والقيام بحملة اعتقال لعدد من الصرافين الذين اتهمتهم السلطات السورية بافتعال عملية المضاربة على الدولار لمآرب ربحية أو سياسية، والإضرار بالاقتصاد الوطني، مهددة من يقوم بالبيع والشراء بالمصير نفسه، وهي ما دفع الصرافين وشركات الصرافة إلى التوقف عن التعامل والتداول، والإحجام عن البيع والشراء، وبالتالي انخفض سعر الدولار الأميركي في السوق السوداء دون أن يتم ضخ أي مبلغ إضافي في السوق، على حد رواية عدد من الصرافين الذين أكدوا لنا اعتقال بعض زملائهم في المهنة، والتهديد بالاعتقال فيما لو قاموا ببيع أو شراء الدولار خلال اليومين الماضيين!
الهدف الرئيسي لخفض سعر الصرف أو انخفاضه، يتجلى بتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين، عبر انعكاس انخفاض سعر الصرف بانخفاض في أسعار السلع الأساسية، وهذا ما لم يحصل مطلقاً، بحسب تأكيد وسائل إعلام محلية، التي علقت على ذلك بأن عمليات التدخل التي يقوم بها المصرف المركزي quot;محفوفة بالمخاطرquot; وquot;مؤقتةquot; وquot;مهددة بضياع نتائجهاquot; في أي لحظة، مما يعني أن العملة المحلية مرشحة لمزيد من الخضات المالية مستقبلاً.
التعليقات