في الوقت الذي تراجع فيه خلال الأيام الماضية العديد من الشركات التي كان من المفترض أن تكون الأساس لحقبة إنترنت جديدة، مع تخفيض المحللين والمستثمرين لحجم توقعاتهم وأحلامهم، بدأت تتولّد مخاوف من احتمالية تكرار أزمة فقاعة الدوت كوم التي وقعت عام 2000، حين توقف تدفق الأموال، وتعثرت شركات الإنترنت، ووصل الحال بوادي السيليكون إلى حدّ تبادل الاتهامات وإقامة الدعاوى القضائية.
مخاوف من احتمالية تكرار أزمة فقاعة الدوت كوم بعد تراجع شديد لأسهم فايسبوك |
أشرف أبو جلالة من القاهرة: تعرّضت أسهم شركة فايسبوك لانخفاض آخر جديد يوم الجمعة الماضي بعدما كشف تقرير لأرباحها الأولى عن وجود مسار غامض لأي أرباح من شأنها تبرير تقويمها البارز.
كما تعرّضت شركة زينغا، المتخصصة في الألعاب الاجتماعية، والتي تستخدم فايسبوك كمنصة، لهزّة أشد حدة، يوم الخميس، لتقل قيمتها عن ربع القيمة القصوى، التي وصلت إليها خلال الشتاء الماضي. كما تعرّضت شركتا quot;نتفليكسquot;، التي تحاول الانتقال من صناعة الأقراص إلى بثّ مقاطع الفيديو، وquot;جروبونquot;، لمجموعة من الضغوط الشديدة، لتحتفظا بجزء متواضع من قيمتهما خلال الآونة الأخيرة.
جاءت مشاعر الإحباط وخيبة الأمل هذه في الوقت الذي أماطت فيه صحيفة النيويورك تايمز الأميركية النقاب قبل بضعة أيام عن أن شركة أبل، التي تصنف الآن باعتبارها الشركة الأكثر نجاحاً، تجري مناقشات للاستثمار في موقع تويتر للتدوين المصغر.
نقلت في هذا الصدد صحيفة إيكونوميك تايمز عن نيك زاهرياس، مستشار مستقل يقدم المشورة إلى المستثمرين من أصحاب المؤسسات، قوله إن زبائنه باتوا أكثر تشككاً بلا حدود.
وتابع حديثه بالقول: quot;بالنسبة إلى الصفقات المستقبلية التي تصنف باعتبارها صفقات اجتماعية، فإنها لن تكون مجدية، إذ إن المضاعفات ستكون أقل بكثيرquot;. بينما قال بين سكاكتر، وهو محلل متخصص في مجال الإنترنت لدى مجموعة ماكواري: quot;البريق يأتي من كلمة (اجتماعي). والأرض تتحول الآن من تحت أقدام تلك الشركات بسرعة لم نرها حتى في أواخر عقد التسعينات في القرن الماضيquot;.
وأعقبت الصحيفة بقولها إنه، ورغم المتاعب التي يجب أن يشعر بها حاملو أسهم quot;زينغاquot; وغيرها من الشركات، فإن الوضع غير مشابه لما حدث في آذار/ مارس عام 2000، حين تعرّضت كل أسهم شركات التكنولوجيا لسقوط حر، وذلك لأن الشركات الكبرى المخضرمة، بما في ذلك غوغل وأمازون وأبل، مازالت تبلي بلاءً حسناً.
فيما أوضحت الصحيفة أن التساؤلات بدأت تفرض نفسها بالفعل الآن في ما يتعلق بما إن كان المدراء التنفيذيون وباقي المستثمرين الأوائل في بعض الشركات التي كانت تحظى بصيت مميز من قبل قد يكون لديهم قدر ضئيل من الاهتمام بدفع سيولة نقدية.
التعليقات