برلين:اتهم زيغمار غابريل زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي أكبر حزب معارض في ألمانيا المستشارة أنغيلا ميركل بأنها ليس لديها استراتيجية لحل أزمة الديون التي تعصف بمنطقة اليورو في الوقت الراهن. وفي مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد.دي.إف) قال غابريل امس الأحد 'منذ فترة طويلة ونحن في اتحاد سري للديون' وذلك في إشارة إلى عمليات الشراء التي يقوم بها البنك المركزي الأوروبي لسندات الدول التي تعاني أزمة ديون خانقة في منطقة اليورو.


وأشار غابريل الذي كان وزيرا للبيئة في حكومة ميركل الأولى التي سبقت الانتخابات البرلمانية في 2009 إلى أن عمليات الشراء هذه تتم بدون تحكم متهما ميركل بأنها ليس لديها استعداد لكي تقول ذلك للمواطنين.


وطالب غابريل بإنهاء ما سماه بـ 'فوضى اليورو' في الوحدة النقدية مؤكدا أنه من الضروري اتخاذ خطوات مثل فرض''حد أدنى لضريبة القيمة المضافة وضرائب الشركات وإجراء رقابة مشتركة على الميزانيات. وأضاف أنه إذا لم يكن هناك استعداد لفعل ذلك فيجب العودة إلى اتحاد نقدي أصغر 'وهو ما لا أرغبه'.


من جهته أعرب فيليب روسلر وزير الاقتصاد الألماني مجددا عن خيبة أمله الشديدة إزاء جهود الإصلاح في اليونان. وفي مقابلة مع مجلة (فوكوس) الألمانية في عددها الذي يصدر اليوم الاثنين قال نائب المستشارة انغيلا ميركل 'أنا محبط ..فقد قمت بالاشتراك مع الشركات الألمانية بعرض أوجه متعددة من الدعم على الحكومة اليونانية لكن الجانب اليوناني لم يستغل أيا من عروضنا'.


كان زعيم الحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا اثار جدلا كبيرا بتصريحات له الشهر الماضي قال فيها إن المخاوف من إمكانية خروج اليونان من منطقة اليورو فقدت حدتها 'بالنسبة لي' منذ فترة طويلة. وأكد روسلر على أن جان كلود يونكر رئيس منطقة اليورو أدلى بتصريحات مشابهة حينما قال إن 'خروج اليونان من منطقة اليورو ليس هدفنا' لكن الوضع داخل المنطقة في حال حدث ذلك سيكون تحت السيطرة.


اما غيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني فقد قال في مقابلة مع صحيفة (بيلد آم زونتاغ) الألمانية الصادرة امس الأحد ان على الحكومة اليونانية تنفيذ الشروط الإصلاحية التي كلفتها بها لجنة المدققين المالين التابعين للمفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي والمعروفة باسم لجنة 'الترويكا'.


يذكر أن اليونان ورغم الوضع الاقتصادي المأساوي الذي تمر به استطاعت خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي ضغط ما قيمته 3.07 مليار يورو من نفقات ميزانيتها وذلك وفقا لما أعلنته وزارة المالية اليونانية يوم الجمعة. على صعيد آخر, أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجري حديثا في ألمانيا أن غالبية الألمان يرفضون مشاركة بلادهم مع دول اليورو في الديون السيادية للمنطقة حتى ولو تولى الاتحاد الأوروبي مسؤولية الرقابة على ميزانيات هذه الدول (17 دولة).


وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد إمنيد لقياس الرأي لصالح مجلة (فوكوس) الألمانية أن 52' من الألمان يرون أن مثل هذا الإجراء خاطئ مقابل 31' يعتقدون بصحته. وأشارت النتائج إلى تزايد الشكوك إزاء هذا المقترح بين أنصار الحزب الاشتراكي نفسه إذ أوضح الاستطلاع أن 49' من أنصار الحزب يعارضون مقترح غابريل مقابل 38' يؤيدونه.

وأعرب متخصصون في العلوم السياسية عن اعتقادهم بأن مقترح غابريل ينطوي على مخاطر. وقال غيرد لانغوت الباحث في علوم الأحزاب بمدينة بون غربي ألمانيا أن الحزب الاشتراكي بهذا الاقتراح سيفتح ثغرة يشن من خلالها تحالف المستشارة انغيلا ميركل لمسيحي الديمقراطي هجوما عليه. من جانبه رأى زميله أولريش فون اليمان أن من الصعب تحمل ألمانيا للمسؤولية عن ديون جنوب أوروبا.