تسابق الاتحاد الأوروبي وروسيا اليوم في الإعلان عن استعدادهما لتقديم مساعدات مالية لأوكرانيا وإن اختلفت مبررات كل منهما.
فقد أكدت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين إشتون أنها بحثت خلال اجتماعها مع الرئيس يانوكوفيتش في كييف الأسبوع الماضي quot;المخاوف قصيرة الأجل التي تعيق توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبيquot; وأضافت إشتون قبيل اجتماع وزارء خارجية الاتحاد في بروكسل اليوم:quot; أعتقد أننا نستطيع العمل معهم لإزالة هذه المخاوفquot; وأوضحت أن بعض هذه المخاوف يمكن إزالتها عبر تقديم الدعم من الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية والقطاع الخاصquot;.
وكان الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وضع أمام الاتحاد الأوروبي خلال قمة quot;الشراكة الشرقيةquot; التي عقدت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس مؤخرا شروطا لتوقيع اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد أبرزها استئناف تعاون أوكرانيا مع صندوق النقد الدولي، وإعادة الاتحاد الأوروبي النظر في القيود التجارية التي فرضها على بعض قطاعات الاقتصاد الأوكراني، ومشاركة أوروبا في تحديث منظومة نقل الغاز الأوكرانية، وإزالة التناقضات التي تسمح بتعاون أوكرانيا اقتصاديا مع روسيا ودول الاتحاد الجمركي (روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا).
بدوره أعلن أندري بيلوأوسوف اليوم أن روسيا ستمنح أوكرانيا قرضا في حال تقدمت الأخيرة بطلب بهذا الشأن وقال:quot; الوضع في أوكرانيا يسير على نحو يشير إلى أنه من دون تقديم هذا النوع أو ذاك من القروض لايمكن ببساطة دعم الاستقرار الاقتصادي في هذا البلد.. وأنا لا أستبعد أن تتقدم أوكرانيا بمثل هذا الطلب، وبالتالي سنقدم لها القرض المطلوبquot;.
وتأتي هذه التطورات عشية لقاء مرتقب غدا الثلاثاء يجمع الرئيس يانوكوفيتش إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في إطار اجتماعات اللجنة الرئاسية المشتركة التي من المتوقع أن يوقع خلالها الجانبان حزمة اتفاقيات لاتضمن أية إشارة إلى الاتحاد الجمركي(روسيا،كازاخستان، بيلاروسيا) حسب ما أعلنه مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف السبت الماضي.
وقال أوشاكوفquot; تمكنا بعد 3.5 من المفاوضات مع أوكرانيا من الاتفاق على توقيع حزمة اتفاقيات تمنح شركاتنا ومعاملنا فرصة العملquot;.
ولاتفخي الحكومة الأوكرانية برئاسة نيكولاي آزاروف أنها تريد تحقيق موقف قوي في المفاوضات مع روسيا والاتحاد الأوروبي على حد سواء، وتصبح في الوقت نفسه شريكا كامل الحقوق لأوروبا.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن أمس على لسان مفوضه لشؤون التوسيع وسياسة الجوار ستيفان فيوليه تعليق العمل على اتفاقية الشراكة الانتسابية مع أوكرانيا، سارع بعدها وزير خارجية السويد كارل بيلت (أكثر المتحمسين للاتفاقية) إلى التأكيد على أن أبواب الاتحاد مفتوحة أمام أوكرانيا وبإمكانها التوقيع على الاتفاقية متى شاءت.
ولم يغرد وزير الخارجية الهولندي فرانتس تيمايرمانس خارج السرب الأوروبي حينما أعلن اليوم أن أوكرانيا وليس الاتحاد الأوروبي هو من يعلق المحادثات مع أوكرانيا حول اتفاقية الشراكةquot;.
وردا على تصريحات مفوض شؤون التوسيع الأوروبي أكد المتحدث باسم الحكومة الأوكرانية فيتالي لوكيانينكو أن كييف عاقدة العزم على مواصلة المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حول اتفاقية الشراكة، منتقدا الطريقة التي استخدمها المفوض الأوروبي لإطلاق تصريحاته وقال:quot; أعتقد أن ممارسة السياسة استنادا إلى تغريدات السيد فيوليه على التوتير ليست الخيار الأفضل لمناقشة هذه المسألةquot;.
وكان الرئيس الأوكراني فكتور يانوكوفيتش جدد أمس خلال استقباله في كييف أمس عضوي مجلس الشيوخ الأميركي، الجمهوري جون ماكين والديمقراطي كريس مورفي.. جدد أن بلاده ستواصل نهجها على طريق التكامل مع الاتحاد الأوربي.
وفي الشأن الداخلي الأوكراني أيضا طالب حزب الأقاليم ذو الغالبية في quot;الراداquot;(البرلمان) الأوكراني طالب رئيس الحكومة نيكولاي آزاروف بإعادة تشكيل طاقمها وتجديده بنسبة 90%.
وقالت آنا غيرمان النائبة عن حزب الأقاليم للصحفيين:quot; قدمنا اليوم لرئيس الحكومة طلبا بإعادة هيكلة الحكومة بنسبة90%quot;.