تواصل الإمارات مساعدة مصر لتجاوز أزمتيها الاقتصادية والسياسية الخانقتين، وقدمت الامارات مساعدة جديدة بمبلغ 3.9 مليارات دولار بمناسبة زيارة حازم الببلاوي ليصل حجم المساعدات المقدّمة إلى القاهرة منذ يوليو الماضي، 4.9مليارات دولار.


دبي: اعلنت دولة الامارات العربية المتحدة السبت تقديم مساعدة لمصر بمبلغ 3,9 مليارات دولار وذلك بمناسبة زيارة رئيس الوزراء المصري لابو ظبي ليصل بذلك الى 4,9 مليارات دولار اجمالي حجم المساعدة الاماراتية للقاهرة منذ تموز/يوليو الماضي.

فقد سبق ان قدمت الامارات لمصر منحة بمبلغ مليار دولار اضافة الى وديعة بدون فوائد بمبلغ 2 مليار دولار في البنك المركزي المصري.

وذكرت وكالة انباء الامارات ان البلدين وقعا اليوم quot;اتفاقية لدعم البرنامج التنموي المصري تقدم بموجبها دولة الإمارات مبلغ 4,9 مليارات دولار لتنفيذ عدد من المشاريع لتطوير القطاعات والمرافق الخدمية والارتقاء بالأوضاع المعيشية والحياتية والتنمية البشرية للشعب المصريquot;.

واضافت ان هذا الدعم يشمل منحة مالية قدرها مليار دولار تمت إجراءات تحويلها إلى مصر في تموز/يوليو الماضي، إضافة إلى تخصيص أكثر من مليار دولار للمساهمة في توفير جزء من كميات الوقود والمحروقات.

وتضم المشاريع التنموية المشمولة بهذه الاتفاقية بناء 100 مدرسة و25 صومعة لتخزين القمح والحبوب كما تشمل بناء 79 وحدة للرعاية الصحية الأساسية (طب الأسرة) إضافة إلى إنشاء خطين لإنتاج أمصال اللقاحات.

كما تشمل أيضاً إنشاء 50 ألف وحدة سكنية مع البنية التحتية والخدمات التابعة.

وبهذه المناسبة، شكر رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي quot;دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وحكومةً وشعباً لوقوفها الى جانب مصر ودعم تطلعات وآمال شعبها، حيث ان العلاقات المميزة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين تعود إلى ما يزيد على أربعة عقود وهي مستمرة بالنمو والازدهار في إطار من المودة والاحترام لما فيه مصلحة البلدين الشقيقينquot;.

وسبق ان اعلنت المملكة العربية السعودية والكويت تقديم مساعدات لمصر بمبلغ 9 مليارات دولار لدعم السلطة الجديدة في مصر بعد ان اقال الجيش الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي.

دعم في كافة المجالات

عقب اللقاء الذي جمع الشيخ محمد بن زايد والببلاوي جرت مراسم توقيع اتفاقية بين الإمارات ومصر لدعم البرنامج التنموي المصري، تقدم بموجبها دولة الإمارات مبلغ 4.9 مليار دولار لتنفيذ عدد من المشاريع لتطوير القطاعات والمرافق الخدمية والارتقاء بالأوضاع المعيشية والحياتية والتنمية البشرية للشعب المصري.

ويشمل هذا الدعم منحة مالية قدرها مليار دولار تمت إجراءات تحويلها إلى مصر في يوليو الماضي، إضافة إلى تخصيص أكثر من مليار دولار للمساهمة في توفير جزء من كميات الوقود والمحروقات التي تحتاجها جمهورية مصر العربية بما يضمن سير عجلة الاقتصاد والصناعة والتجارة والمواصلات على نحو طبيعي وبما يؤكد التزام دولة الامارات بالوقوف إلى جانب مصر وشعبها في هذه المرحلة الهامة لتجاوز التحديات الراهنة وتحقيق مصلحة مصر واستقرارها وحفظ أمنها لتواصل طريقها نحو البناء والتنمية وتقوم بدورها الريادي والحضاري عربيا ودوليا، وتم تخصيص المبلغ المتبقي لتنفيذ حزمة من المشاريع التنموية التي تشمل مختلف القطاعات الحيوية. ويأتي توقيع هذه الاتفاقية لوضع الإطار العام للمساعدات التي قدمتها وتقدمها دولة الإمارات إلى مصر.

وتضم المشاريع التنموية المشمولة بهذه الاتفاقية بناء 25 صومعة لتخزين القمح والحبوب بسعة 15 ألف طن للصومعة الواحدة، حيث يسهم هذا المشروع في حماية المحاصيل والحد من إمكانية تعرضها للتلف بما يعزز الأمن الغذائي.

وفي قطاع التعليم سيتم بناء 100 مدرسة موزعة على مختلف مناطق مصر. وتشمل التعليم العام والمهني بما يسهم في خفض مستوى الأمية وتخفيف الضغط عن المدارس الحالية وإعداد أجيال متمكنة وقادرة على شغل مهن مستقبلية واعدة. كما تشمل المشروعات إنشاء 479 مزلقانا على تقاطعات الطرق مع السكك الحديدية، من أجل الارتقاء بمستويات السلامة العامة والحد من تكرار الحوادث المؤسفة نتيجة فقدان هذه الحواجز. وتضم الأعمال والمشاريع المشمولة بالاتفاقية تقديم الدعم لمجموعة من مشاريع ومباني ومرافق كل من جامعة الأزهر والكنيسة الأورثوذكسية المصرية، كما سيتم توفير 600 باص للمساهمة في تأمين خدمات النقل العام.

كما تشمل المشاريع بناء 79 وحدة للرعاية الصحية الأساسية (طب الأسرة) في مناطق لا تتوفر فيها حالياً هذه الخدمات وذلك لتوسيع نطاق تقديم الخدمات الصحية للشعب المصري، إضافة إلى إنشاء خطين لإنتاج أمصال اللقاحات بما يرفع الاكتفاء الذاتي ضمن هذا المجال الحيوي إلى نسبة 80%.

كما تشمل كذلك إنشاء 50 ألف وحدة سكنية مع البنية التحتية والخدمات التابعة وذلك على مراحل بدأت بالفعل من خلال إطلاق العمل لتنفيذ 13 ألف وحدة سكنية في مدينة 6 أكتوبر.

فضلا عن توفير خدمات الكهرباء من خلال مشاريع الطاقة المتجددة إلى مجموعة من القرى والمناطق والتجمعات السكنية غير المرتبطة بالشبكة الكهربائية للمساهمة في إنعاش الريف وتوفير الخدمات الأساسية للمناطق النائية، واستكمال شبكات الصرف الصحي في مجموعة من القرى بما يسهم في الحد من انتشار الأمراض وتأمين بيئة صحية للعيش.

لقاءات مكثفة

وفي وقت سابق، التقى حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري والوفد المرافق له الذي يضم وزير البترول والثروة المعدنية ووزير الاستثمار ومحافظ البنك المركزي والرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للبترول، خلال زيارتهم إلى دولة الإمارات السبت كل من: الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في قصر زعبيل بدبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في قصر الإمارات بأبوظبي.

مباحثات مثمرة

وجرى خلال اللقاءين بحث سبل تعزيز العلاقات التاريخية التي تربط دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية وشعبيهما بما يعود بالخير على الجانبين وعلى الوطن العربي عموما.

وقد استعرض الشيخ محمد بن راشد وحازم الببلاوي مجمل الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في مصر والتطورات التي تشهدها في ضوء التحولات السياسية التي حصلت على الساحة المصرية.

وأعاد ابن راشد تأكيد موقف دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا الداعم لمصر وشعبها وقيادتها السياسية الجديدة، موضحا أن مؤازرة مصر وشعبها اقتصاديا وسياسيا هو خدمة للوطن العربي ككل كون مصر تشكل قلب الوطن العربي إذ بدون هذا القلب لا يتعافى الجسم.

وذكر مواقف الراحل الشيخ زايد طيب الله ثراه الذي أصر في الثمانينات على عودة مصر إلى الأمة العربية إيمانا منه أن مصر قلب العروبة النابض وبدونها لا تستوي أمور وقضايا الأمة العربية.

وقال quot;يجب أن نبحث كقيادات وشعوب عربية عن نمط فكري لإيجاد الحلول الملائمة لقضايا شعوبنا ودولنا ونفكر بطريقة إيجابية وعادلة ومعتدلة كي نحفز موهبة القيادة لدى قادة الأمة لتمكينهم من التوصل إلى حلول خلاقة وملائمة لطبيعية بلداننا ونمط معيشة شعوبنا.

وتجربة الإمارات رائدة في توفير مقومات الحياة الكريمة والتنمية والاستقرار لشعبها رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهت قيادتها، إلا إننا كقيادة وشعب تجاوزنا كل هذه الأمور وزادتنا التحديات عزيمة وتصميما وشحذت هممنا لمزيد من الإنجازات التي نوظفها دائما في خدمة شعبنا وبلدنا وخدمة الشعوب والدول العربية الشقيقةquot;.

ومن جهته شكر رئيس الوزراء المصري، الشيخ محمد على مواقف دولة الإمارات ومساندتها لمصر وشعبها لتمكينها من عبور المرحلة الحالية من مراحل التنمية والاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني التي تمر بها وصولا إلى تحقيق الاستقرار والتفرغ لعملية البناء والتنمية على كافة المستويات.

وأشار إلى أن quot;الأمور في مصر بدأت تعود إلى طبيعتها وهي في طريقها إلى التعافي والهدوء والاستقرار وهذا يعود بفضل وعي القيادة والشعب المصري ودعم الدول الشقيقة لمصر وعلى رأسها دولة الإماراتquot;.

محمد بن زايد: نثق في قدرة مصر على تجاوز العقبات

في أبوظبي التقى الببلاوي والوفد المرافق له الشيخ محمد بن زايد بقصر الإمارات.

وبحث الجانبان خلال اللقاء الذي حضره الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي مختلف أوجه التعاون بين الإمارات ومصر والسبل الكفيلة بتعزيزها ودعمها في جميع المجالات بما يلبي تطلعات الشعبين وأهمية بذل الجهود في تنويع وتطوير الشراكات الثنائية التي تخدم كافة القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية.

كما تم استعراض التطورات التي تشهدها الساحة المصرية والجهود الحكومية لدفع عجلة النمو والتطور الى الامام كما جرى وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الشيخ محمد بن زايد على ثبات موقف الإمارات المساند للشعب المصري في هذه اللحظات المهمة من تاريخ مصر ووقوفها إلى جانب مصر، موضحا أن هذه الوقفة هي امتداد لنهج قائم على مبدأ الأخوة والمحبة في كافة المراحل والمواقف التي مرت على مصر منذ العلاقات المتميزة والخاصة التي أرساها الراحل الشيخ زايد بن سلطان مع الشعب المصري.

وأشار إلى متابعة وحرص الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات على تعزيز هذا التعاون الثنائي والعمل على تطويره باستمرار لتحقيق مصالح البلدين والشعبين في كافة الجوانب.

وأثنى الشيخ محمد على جهود الحكومة المصرية في سعيها الى إعادة الأمن والاستقرار للمجتمع المصري ودعم المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا ثقته في قدرة الشعب المصري على تجاوز التحديات والعقبات بما يملكه من رصيد تاريخي مشرف وإيمانه بقدراته وإمكانياته في البناء والتنمية من أجل تحقيق تطلعات وآمال الشعب المصري بغد أفضل يحقق فيه التقدم والعيش الكريم.