أشاد رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي خلال زيارته إلى الإمارات، بدورها الايجابي في تصحيح مسار الثورة المصرية، كما أجرى مباحثات مع عدد من المسؤولين حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.


أحمد قنديل من أبوظبي: في أول زيارة خارجية له وصل الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الجمعة في زيارة لأبوظبي تستغرق عدة أيام.

ويجري رئيس الوزراء المصري خلال زيارته مباحثات مع عدد من المسؤولين الإماراتيين حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وكان في استقباله في مطار أبوظبي الدولي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية والدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة رئيس بعثة الشرف المرافقة له ومحمد بن نخيرة الظاهري سفير دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية وايهاب حمودة السفير المصري المعين لدى الإمارات.

ويرافق رئيس الوزراء المصري وفد رفيع المستوى يضم الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التعاون الدولي والمهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية وأسامة صالح وزير الاستثمار والدكتور هشام رامز محافظ البنك المركزي والمهندس طارق الملا الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للبترول، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين.

مرحلة جديدة

خلال زيارته، أكد حازم الببلاوي أن موقف دولة الإمارات الشقيقة في دعم مطالب الشعب المصري التي خرج من أجلها في ثورة 30 يونيو يدشن لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين ترتقي إلى مستواها التاريخي وتليق بأصالة وكرم الشعبين اللذين يرتبطان بعلاقات أخوية وإنسانية راسخة تمثل لكل منهما ضرورة أمن استراتيجي وضرورة تنموية مشتركة ومصالح متبادلة ودائمة.

مصر للجميع

وأضاف الببلاوي خلال لقائه مع أعضاء الجالية المصرية في أبوظبي مساء الجمعة في فندق سانت ريجنسي أن الدعم الاماراتي لمصر في المرحلة الراهنة شمل كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاستثمارية، حيث لعبت الدبلوماسية الإماراتية النشطة دورا حاسما في تغيير الكثير من مواقف الدول الفاعلة تجاه ثورة يونيو، كما أسهم الدعم الاقتصادي الإماراتي في تجنب مصر الكثير من المشاكل والأزمات الحادة.

وقال الببلاوي حول الوضع الداخلي في مصر إن quot;ثورتي 25 يناير و30 يونيو قامتا من أجل الحياة الديمقراطية المدنية، فمصر ملك للجميع وليست لفريق دون آخر، وخارطة الطريق وضعت المعالم الرئيسة، والحكومة وضعت برنامجا لحماية المسار الديمقراطيquot;.

اولوية الأمن

وأوضح أن quot;الحكومة المصرية لن تستطيع إعادة الأمن بنسبة 100%، لكن تحاول استعادة الشعور بالأمن وهو ما تحقق بالفعل في الشارع المصري حيث بدأ المواطن المصري يشعر بأن هناك دولة تحمي الأرواح والممتلكات وهو من أهم الملفات السياسية التي بدأت الحكومة على حلها خلال الفترة المقبلةquot;.

وأضاف أنه quot;من أكثر المتفائلين بمستقبل مصر، وأن هذا لا يعني أن الأمور سهلة ولكن من الممكن أن نتعرض لردة نتيجة سوء الحظ أو لخطأ قد نرتكبه، مصر الآن تشبه رجلا مريضا يعيش فترة نقاهة، وتخلصت من المرض وأسبابه، ولكن لا بد أن نكون حريصين على سلامة هذا المريضquot;. لافتا إلى أن هناك أشياء عاجلة لا بد من حلها في الوقت الحالي وأهمها المحور الأمني والاقتصادي والذي لن يقوم دون عدالة.

إصلاحات تشريعية

وأكد رئيس الوزراء المصري أنه يجب أن تكون هناك رؤية للمستقبل، وأن الحكومة تعمل على إقرار مبادرة لحماية المسار الديمقراطي لأنه لن تقوم حياة ديمقراطية بدون دستور مدني يؤمن بالعدالة والإنصاف.

وأن الحكومة تعمل على إقرار مجموعة من الإصلاحات التشريعية في المجال السياسي.

وخلال اللقاء قدم السفير المصري لدى الإمارات إيهاب حمودة لمحة عن العلاقات المصرية الإماراتية التاريخية، والتي أسسها ورعاها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي نسج علاقات شديدة التميز والخصوصية بين الشعبين الشقيقين وأرسى دعائمها بمواقف كبرى لن تنساها مصر مهما مرت السنين والأزمان.

الاستثمارات والتنمية

وأشار حمودة إلى أن زيارة الببلاوي للإمارات ستستكمل سلسلة المباحثات الهامة بين البلدين والتي تتناول العلاقات بين الدولتين وبحث سبل تعظيم الاستثمارات الإماراتية في مشروعات تنموية على أرض مصر، بحيث يكون كل ذلك في منظومة متكاملة يضعها البلدان الشقيقان لتأسيس علاقات استراتيجية وأخوية مستقبلية، موضحا أن الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة دائما تنتصر لقيمها الأصيلة وتضرب المثل الصادق في دعم الدول العربية في أزماتها وظروفها الصعبة.

تعاون اقتصادي خليجي مصري

وفي سياق متصل عقدت في ديوان عام وزارة الخارجية الإماراتية في أبوظبي ورشة عمل للتحضير للمنتدى الاقتصادي الخليجي - المصري المزمع عقده في ديسمبر المقبل في القاهرة.

وشارك في الورشة الى جانب دولة الإمارات كل من المملكة العربية السعودية وجمهوريه مصر العربية ودولة الكويت، بالإضافة إلى الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعدد من ممثلي كبرى الشركات الوطنية في الدولة.

وناقشت الورشة التحضيرات لعقد المنتدى الاقتصادي الخليجي - المصري الذي يهدف لدعم الحكومة المصرية في المرحلة الحالية، بالإضافة إلى ضخ المزيد من الاستثمارات الخليجية في مصر في مختلف القطاعات.