شاعت في الأوساط التجارية تكهنات عن نية قطرية لشراء شركة ماركس أند سبنسر، ما ساهم في ارتفاع سعر أسهم الشركة بنحو سبعة بالمئة، على الرغم من أن الشركة أو قطر لم تؤكدا مسألة الاستملاك هذه.


لندن: ارتفعت أسهم مخازن ماركس أند سبنسر إلى أعلى مستوى لها منذ 28 شهرًا، بسبب تكهّنات راجت عن نية قطر في شرائها مقابل ثمانية مليارات جنيه استرليني. وعلى الرغم من المحاولات التي بذلتها قطر القابضة للتقليل من شأن هذه التكهنات، فإن أسهم الشركة التي تملك مخازن ماركس اند سبنسر ارتفعت بنحو سبعة بالمئة.

لم تصدر الشركة المالكة ولا الجانب القطري بيانًا ينفيان فيه الأخبار التي انتشرت، وتوقع محللون أن يتعرض الطرفان للضغوط من جانب سلطات البورصة، لإيضاح موقفهما إذا استمرت الأسهم في الارتفاع.

عام صعب

حضور هيئة الاستثمار القطرية متجذرٌ في مخازن البيع بالمفرق. فهي تملك 26 بالمئة من أسواق سينزبريز، ومخازن هارودز، وحصة في شركتي لويس فيتون وتيفاني أند كو للبضائع الفاخرة.

أما ماركس اند سبنسر، فقد مرت بعام صعب، شهدت فيه تغييرات جذرية على مستوى مجلس ادارة الشركة. ونقلت صحيفة غارديان عن المحلل نك بوب قوله: quot;سيتعين على ماركس اند سبنسر أن تعلن شيئًا، حتى لو اقتصر ذلك على التأكيد أنها لم تتلق عروضًا لشرائهاquot;.

أضاف: quot;تكتيكيًا، نعتقد أن ماركس اند سبنسر مكشوفة لعروض استملاك، بسبب المصاعب التي تواجهها في مجال البيع والأرباح، إذ لم تحقق مردودًا ملموسًا على الاستثمار الكبير الذي قامت به في منظومات البيع على الانترنت وعمليات التخزين والتغييرات التي أُجريت في فريق تصميم الملابس قبل موسم الخريف الذي يتسم بأهمية بالغةquot;.

ارتفاع في الأسهم

كانت التكهنات بشأن خطة قطرية لشراء ماركس اند سبنسر انطلقت بعد تقرير نشرته صحيفة صانداي تايمز، جاء فيه أن صندوق قطر السيادي فاتح شركات عامة كبيرة لجسّ نبضها، وتحدث مع مصارف عن تمويل أي صفقات شراء يقرر عقدها.

وسجلت اسهم ماركس اند سبنسر ارتفاعا طيلة الاسبوع الماضي وأغلقت يوم الاثنين على زيادة بنسبة 6.9 بالمئة إلى 398,1 بنسًا، بعد أن ارتفعت إلى ذورة بلغت 407,1 بنسات في تعاملات الصباح.

ويقول محللون إن ماركس اند سبنسر قد تكون موضع اهتمام القطريين بسبب محفظتها البالغة قيمتها ثمانية مليارات جنيه استرليني في قطاع العقارات. فهي تملك 65 بالمئة من مخازنها، وبيعها وإعادة استئجارها يحققان عائدًا سريعًا لأي مستثمر، غير أن ثمة إجماعا عقاريا على أن العديد من مواقع هذه المخازن غير جذابة استثماريًا.

محاولات متكررة

هذه ليست المرة الأولى التي توضع ماركس اند سبنسر تحت مهجر الاستملاك. ففي العام الماضي، تردد أن مجموعة سي في سي كابتال بارتنرز الاميركية فكرت في تقديم عرض لاستملاك الشركة، وجرى الحديث مع مصارف ومستثمرين لتمويل الصفقة.

لكن بعض المستثمرين بدأوا يفقدون الثقة بقدرة مارك بولاند، الرئيس التنفيذي في ماركس أند سبنسر، على إنعاش سلسلة المخازن التي أُنشئت قبل 128 عامًا، إذ سجلت الشركة أول هبوط في ارباحها منذ ثلاث سنوات في آيار (مايو) الماضي، تلتها مبيعات خريفية كارثية بسبب سوء الادارة وسوء التخزين.

وبعد مراجعة الأداء المالي السنوي للشركة، تراجع بولاند عن خطة لزيادة مبيعاتها في بريطانيا بنحو 2.5 مليار جنيه استرليني، تمتد ثلاث سنوات، كما أوقف فتح مخازن جديدة.

وآخر مرة واجهت ماركس اند سبنسر امكانية استملاكها كانت في العام 2004، عندما حاول فيليب غرين، مالك شركة توبشوب، ثانيةً شراءها. لكن المحاولة فشلت بسبب رفض ستيوارت روز، الذي عُين لإعادة إنعاش الشركة.