يسعى الكثيرون في قطاع غزة لاقتناء الذهب بعد أن شهد انخفاضًا في الأسعار خلال الفترة الماضية، ورغم معاودته الارتفاع إلا أن سعره يبقى أقل مما كان عليه قبل فترة عندما سجل مستويات قياسية وغير مسبوقة.

غزة: رغم الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، إلا أن سكان قطاع غزة يحرصون على اقتناء الذهب في محاولة منهم للادخار للمستقبل،على أمل أن يعاود ارتفاعه مستقبلاً ومن ثم تحقيق الربح، فيما يريد آخرون الاحتفاظ بالذهب للزينة بعدما عجزوا عن شرائه في اوج ارتفاعه، بالإضافة الى اعتباره ركنًا أساسيًا في الزواج بالنسبة للفلسطينيين.
أصحاب محلات الذهب يتحدثون
التاجر سمير سلطان، صاحب متجر للذهب يتحدث لـ إيلاف قائلاً: quot;وجدنا إقبالاً غير مسبوق خلال الأيام الماضية على اقتناء قطع الذهب سواء للزواج أو حتى للاحتفاظ، مما نشّط حركة السوق الاقتصادية بشكل واضحquot;.
وتابع: quot;انخفاض أسعار الذهب في غزة مُرتبط بالأسواق العالمية، ويتابع سكان القطاع أسعاره بشكلٍ يومي نظراً لأنهم يستخدمونه في مناسبتهم الخاصة كالزواج بشكلٍ أساسي فيجب على العروس أن تقتني بسعرٍ معين تابع للمهر، قطعاً وحلياً من الذهبquot;.
ويُشيرquot;تُعتبر أشهر الصيف بطبيعتها أشهراً للإقبال على شراء الذهب نظراً بالطبع لانتشار موسم الأفراح، وبالتالي أحاول أن أجلب كل أنواع الذهب بأسعارها المختلفة وبما يتناسب مع أذواق الفلسطينيينquot;.
ونوّه سلطانquot;أنه يبيع الذهب في الوقت الحالي بـ 30ديناراً وبسعر أقل عن الأشهر السابقة بـ9 دنانير،ويعتمد البيع على نوع الذهب وحسب العيار المصنعي، وحسب غلاء القطعة وحجمها وثقلها.
وتوقعquot;قد تشهد الأيام القادمة انخفاضات أخرى في الذهب بسبب الحروب الاقتصادية التي تشهدها بورصات الدول الكبرى التي تُصنع الذهب ومن أبرزها أميركا، والصين .
ويختمquot;ما يتمناه المواطن الغزي هنا هو انخفاض أسعار الذهب إلى أقل مما هو عليه حتى يتمكنوا من تسديد احتياجاتهم التي يقف ارتفاع أسعار الذهب دائماً حائلاً دون تحقيقها.

مضاربات تؤدي الى انخفاض الأسعار
في السياق ذاته، التقت إيلاف بالخبير الاقتصادي الدكتور محمد مقداد الذي تحدث عن الأسباب الرئيسية لانخفاض أسعار الذهب على المستوى العالمي:quot;من ابرز الأسباب التي يمكن أن نلاحظها على انخفاض أسعار الذهب هي المُضاربات بين كبرى البورصات العالمية المهتمة بالذهب في ما بينها، هذا ينعكس بالطبع على أداء البورصات المخصصة للذهب على مستوى العالم ككلquot;.
ومدينة غزة كباقي مدن العالم تتأثر بالسوق السوداء، وكذلك بالسوق العالمية، ويُتابع الغزيون أسعار الذهب من حيث الانخفاض والارتفاع بشكلٍ يومي، وذلك بسبب احتياجاتهم الاجتماعية وكذلك الاقتصادية، فلا تمرُ مناسبة زواج إلا ويجب على العروس في التقليد الغزي أن تخصص جزءاً من المهر الذي يُقدمه العريس لشراء الذهب.
ويضيف مقداد: quot;وبالتالي تسعى النساء لشراء الذهب الآن بسبب الانخفاض الملحوظ والمتزن قليلاً عن الأشهرِ الماضية، وهذا يُسهم بزيادة انتعاش السوق الفلسطينية الاقتصادية ولن يُؤثرَ بالطبعِ على تاجر الذهب بأيةِ حال، بل إن الأمر يشهدُرضاواضحاً من التجار على حركة البيع والشراء للذهب منذ آخر عشرة أيامٍ في شهر نيسان (ابريل) وستبقى إلى خلال شهر أيار (مايو) الحالي.
وواصل الحديث لـ إيلافquot;أن سعر غرام الذهب في الأراضي الفلسطينية هو 30 ديناراً متخلفاً عن سعره الأصلي بداية الشهر الماضي بـ9 الى10دنانير .
وتوقع الخبير الاقتصاديquot;أن أسعار الذهب قد تُعاود الارتفاع بشكلٍ تدريجي في الأسابيع القادمة، وقد يهبط الدولار الأميركي في المقابل.
ويختمquot;ما يتحكم بسوق الذهب هو السعر العالمي ، والعلاقة بالتأكيد هي طردية يرتفع سعر الذهب فيقل إقبال المستهلك الغزي على شرائه إلا للحاجات الضرورية.
لكن مع وجود مواسم الأفراح في الصيف، فإن طلب المستهلك وخاصة الغزيات يزداد من حينٍ الى آخر نظراً لاحتياجهن لهذه الحلي في المناسبات.
وأثناء تجول إيلاف في سوق الذهب في غزة استطلعت آراء الغزيات حول انخفاض الذهب.
الحاجةquot;أم سعد مرتجى quot; حضرت هي وبناتها لاقتناء الذهبquot;جئتُ لشراء الذهب لابنتي المخطوبة والتي ستتزوج بعد أيامٍ قليلة، ومنذ أيام وأنا أتابع أسعار الذهب حتى استقر إلى هذا السعر فحضرتُ إلى سوق الذهب بحثاً عن قطع من الحلي والصيغة بأسعارٍ مقبولةquot;.
وتتابعquot;في الأيام الماضية كنا نشتري الذهب بأسعارٍ خيالية، فنحنُ بجانب استخدامنا له بالتزين نستخدمه بشكل كبير كجزء من الهدايا الاجتماعية التي تكون في عائلاتنا، وهذا يزيد من حجم العبء علينا كون الراتب لدى زوجي محدوداً ولا يتناسب مع سعر الذهب المرتفع عادة في كل الأشهرquot;.
وتقولquot;لا ذنب للحكومة للتدخل بهذه الأسعار ويبقى المهر وسعره هو من يحدد السوق للذهب ونأمل أن تنخفض أسعاره في الأيام القادمةquot;.
وتوافقها الرأي سلمى مصطفى بالقولquot;أن السوق راكدة ولم تشهد حركة نشطة للبيع منذ فترة طويلة بل إننا لم نستطع في الأشهر الماضية شراء أية قطعة من الذهبquot;.