واشنطن: بدأت امس الاثنين أول جلسة محادثات بشأن تحرير التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حيث نحى الطرفان جانبا حالة انعدام الثقة التي تفجرتrdquo;في أعقاب الكشف عن تجسس المخابرات الأمريكية على الدول الأوروبية الحليفة.وكان التخطيط لبدء محادثات lsquo;الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسيrsquo; قد استغرق أكثر من عام. وتستهدف المحادثات إقامة أكبر منطقة تجارة حرة في العالم من خلال إلغاء الرسوم الجمركية التي تبلغ حاليا 4prime; تقريبا على حركة التجارة بين الجانبين،rsquo;ولكن الأكثر أهمية هوrdquo;التخلص من القواعد التنظيمية المتناقضةrdquo;التي تعرقل التجارة حاليا ,.ستختتم هذه الجولة من المحادثات يوم الجمعة المقبل بمؤتمر صحافي مشترك.

وفي شباط/فبراير الماضي اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان lsquo;تجارة حرة ومتوازنة من على جانبي الاطلسي ستدعم ملايين الوظائف الاميركية ذي الرواتب المرتفعةrsquo;، ممهدا بذلك لبداية هذه العملية التي ترمي الى الالتفاف على مأزق المحادثات المتعددة الاطراف في منظمة التجارة العالمية.وفي الجهة الاوروبية، فان هذه السوق الجديدة التي تعد قرابة 820 مليون شخص، قد تتيح مكافحة الانكماش الذي يضرب منطقة اليورو منذ ستة فصول متتالية.ومن أجل تهدئة المخاوف الأوروبية من التجسس الأمريكي مع عدم الإضرار بالمحادثاتrdquo;اتفق الجانبان على ضرورة عقد محادثات ثنائيةrdquo;بشأن اتهامات التجسس التي فجرتها وثائق سربها موظف أمريكي هارب في المخابرات الأمريكية. rdquo;
وتشكل العلاقات الاقتصادية الأمريكية الأوروبية بالفعل 30prime; من إجمالي التجارة العالمية بحسب بيانات مكتب الممثل التجاري الأمريكي. وسيؤدي التوصل إلى اتفاق مع واشنطن إلى إقامة أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم تضم أكثر من 800 مليون شخص. ويعتقد الاتحاد الأوروبي أنها يمكن أن توفر 400 ألف وظيفة جديدة سنويا وتحقق زيادها قدرها 5ر0 lsquo; في الناتج المحلي الإجمالي.وتجري المحادثات مع الولايات المتحدة بواسطة المفوضية الأوروبية، السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.ويقود فريق التفاوض التابع للاتحاد الأوروبي إغناسيو غارسياrdquo;بيرسيرو في حين سيقود دان مولانيrdquo;الفريق الأمريكي في الجولة الأولى من المحادثات التي تستمر حتى بداية الأسبوع المقبل. كما ستجري المحادثات بين 3 مجموعات أصغرrdquo;بحسب مصادر قريبة من المحادثات في المفوضية الأوروبية.وحدد الممثل التجاري الأمريكي 24 موضوعا ستشملها المفاوضاتrsquo;وستمتد من القطاع الزراعي وحتىrdquo;الخدمات المالية والمنسوجات.
ويأمل مؤيدو الاتفاقrdquo;الانتهاء من المفاوضات خلال فترة من 18 إلى 24 شهرا حيث من المقرر عقد جولتين من المحادثات خلال العام الحالي. ويركز المسئولون على أنه بدون تقديم تنازلات بشأن المعايير والقواعدrdquo;المنظمة فمن غير المتوقع تحقيق الإنعاش الاقتصادي المأمول.وقال مصدر في الاتحاد الأوروبيrdquo;ِإن الأمر لا يتعلق بتغيير الرؤية التنظيمية للاتحاد الأوروبي ولا تغيير الرؤية التنظيمية للولايات المتحدة وإنما يتعلقrdquo;بجعلهما أكثر توافقاrdquo;لتفادي التكرار غير المفيدrdquo;والاختبارات غير الضروريةrsquo;.
ويمكن أن يوفر اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حوالي مليوني وظيفة جديدة وفقا لمؤسسة بيرتلسمان الألمانية.rdquo;كما يمكن زيادة الناتج المحلي الإجمالي لكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بنسبة 0.9prime; بفضل الاتفاق بحسب مركز أبحاث السياسة الاقتصادية.وكان كاريل دو غوشت المفوض الاوروبي للتجارة قد قال في اذار/مارس lsquo;انها خطة التحفيز الاقل كلفة التي يمكن تصورهاrsquo;.
وبحسب دراسة جديدة لمركز الابحاث حول السياسة الاقتصادية ومقره لندن، فان الاتفاق عبر الاطلسي حول التجارة والاستثمار سيضخ سنويا 119 مليار يورو في الاقتصاد الاوروبي و95 مليارا في اقتصاد الولايات المتحدة.لكن الافخاخ ستكون عديدة طيلة جولة المحادثات التي قد تمتد لسنوات عدة.وفي ختام معركة كبيرة، حصلت فرنسا في منتصف حزيران/يونيو على استبعاد قطاع المرئي والمسموع في الوقت الراهن بعد عرض قوة مع المفوضية الاوروبية والذي قد يبرز مجددا اذا ما اعيد طرح الموضوع على البحث.وقد تبرز خلافات جديدة حول الزراعة وخصوصا حول الزراعات المعدلة جينيا والتي تزرع على نطاق واسع في الولايات المتحدة في حين انها تخضع لضوابط صارمة في الاتحاد الاوروبي.وقد يدافع الاميركيون ايضا بكل قوتهم عن قطاعاتهم التي تحظى بالحماية وخصوصا تشريعاتهم (حول الاعمال الصغيرة وما له علاقة بالمشتريات) التي تحتفظ ببعض الاسواق العامة للشركات الصغيرة والمتوسطة بالدرجة الاولى على حساب الشركات الاجنبية.
واخيرا اعلن سكوت بول رئيس تحالف الصناعة الاميركية، ابرز مجموعة للدفاع عن مصالح الصناعيين في البلاد، لوكالة فرانس برس lsquo;نحن قلقون للغاية من ارادة الاتحاد الاوروبي فتح باب المنافسة امام الاسواق العامةrsquo;.واضفت الفضائح التي كشفت حول تجسس وكالة الامن القومي الاميركية على مكاتب الاتحاد الاوروبي المزيد من التوتر على الوضع.وبحسب وثائق قدمها ادوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركية المطلوب من الولايات المتحدة حاليا، فقد كانت ممثليات الاتحاد الاوروبي في واشنطن والامم المتحدة موضع مراقبة مكثفة (زرع ميكروفونات في المبنى وتسلل الى شبكة المعلوماتhellip;) من جانب الاميركيين.وامام موجة الغضب التي اثارتها هذه القضية، هددت باريس بتعليق المحادثات التجارية lsquo;موقتاrsquo; قبل ان توافق على الحل الذي عملت له برلين والمتمثل في بدء المفاوضات التجارية على ان يفرض على خط مواز الحصول على lsquo;توضيحاتrsquo; من واشنطن.
وعلى هامش المفاوضات التجارية، سيلتقي الاوروبيون والاميركيون الاثنين في العاصمة الاميركية في محاولة لتجاوز قضية التجسس هذه برعاية وزارة العدل. ولم يتوافر في الوقت الراهن اي تفصيل حول مدة وموضوع هذه المحادثات من جانب المؤسسات المعنية.وهل تلقي هذه الازمة الدبلوماسية بثقلها لاحقا؟ لقد انقسم الخبراء اخيرا حول هذا السؤال في ردهم على اسئلة وكالة فرانس برس.وبحسب جوشوا ملتزر من مؤسسة بروكينغز، فان lsquo;حكومات الاتحاد الاوروبي ستظهر بعض الاعتراض على الولايات المتحدة لكن ذلك لن يكون له تاثير على المدى الطويل على الاتفاقrsquo;.
وعلى العكس، فقد توقع غاري هافباور الباحث في مؤسسة بيترسن حصول lsquo;خلافات كبيرةrsquo; حول عمليات نقل المعطيات الشخصية وخصوصا المعطيات المصرفية.
من جهتها أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل امس على أهمية حماية البيانات وذلك قبل انطلاق مفاوضات تحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقالت ميركل خلال زيارة لمقر شركة جنرال موتورز الأمريكية في العاصمة الألمانية برلين إن انطلاق المفاوضات اليوم في واشنطن بالتزامن مع إجراء نقاشات حول قضايا حماية البيانات أمر عظيم الأهمية بالنسبة لألمانيا كما أنه يعد lsquo;إشارة جيدةrsquo;.كانت تقارير صحافية كشفت النقاب عن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتجسس على مقرات تابعة للاتحاد الأوروبي كما تجسست على كم ضخم من بيانات الاتصال عبر الهواتف والبريد الإلكتروني.يذكر أن وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش سيتوجه خلال الأسبوع الجاري إلى الولايات المتحدة برفقة وفد حكومي واستخباراتي وستبدأ محادثاته مع الجانب الأمريكي بعد غد الأربعاء